الامانة
بقلم محسن الصفار
سعيد تاجر متوسط الحال يعيش في الغربة ويعمل في استيراد البضائع من بلده الام الى البلد التي يقيم فيها وبذلك فهو يتعامل مع تجار من بلده يوردون له البضاعة التي يحتاجها لتجارته وكان سعيد يحول ثمن البضاعة ويتم شحنها له ولكن في احد الايام ارسل ثمن البضاعة ولكن التاجر لم يرسل له شيئا وكلما اتصل به مستفسرا عن البضاعة ياتيه التاجر باعذار مختلفة وبعضها من الواضح انها مختلقة وتناقض بعضها البعض وعندمأ يأس سعيد من استلام البضاعة طلب برفق من التاجر ان يرد له امواله التي دفعها له لانه بحاجة لها وقال له في اتصال هاتفي
- ياصديقي ارجو منك ان تعيد مبلغ 7000 دولار التي دفعتها لك
فرد عليه التاجر
- كما تعلم هناك ازمة سيولة وانا لي نقود عند الاخرين ولا استطيع تحصيلها ولكن في اول فرصة سارسل لك نقودك
مرت عدة اسابيع والتاجر يتحجج ويتعذر بانه لايملك نقود سعيد ويطمانه بانها في الحفظ والصون وبعد ذلك بدأ سعيد يفقد الامل تدريجيا في استعادة هذه النقود حتى دخل مكتبه تاجر اخر وقال لسعيد
- يا سعيد سمعت انك ذاهب الى بلدك هل هذا صحيح ؟
اجاب سعيد
- نعم فأنا اريد زيارة اهلي كما ان لي مصالحا اريد تمشيتها
- عظيم اريد منك خدمة أنا مدين لتاجر عندكم بثمن البضاعة وهو عشرة الاف دولار وضعتها في ظرف وفيه اسمه وعنوانها وهي أمانة اريدك ان توصلها له وذلك اختصارا لوقت التحويل
وافق سعيد ووضع الظرف في جيبه وسافر الى بلده وعندما فتح الظرف ويا للدهشة فقد كان اسم ورقم التاجر الذي رفض ارجاع نقوده فاتصل سعيد وقال له
- كيف حالك ؟ هل ما زالت لديك ازمة سيولة ؟
فرد عليه التاجر
- والله والله لم استلم اي نقود من اي احد
فقال سعيد ضاحكا
- ولا تتوقع ان يرسل لك احدهم نقودا في القريب العاجل كي تعطيني نقودي طالما انا هنا في البلد ؟
- من اين يا حسرة ؟ لو حصل هذا لكنت اول من اسدد له
- عظيم لان التاجر فلان قد ارسل لك معي عشرة الاف دولار
ما ان سمع التاجر هذه الكلمات حتى بح صوته ولم يعرف ماذا يقول فضحك سعيد وقال
- تعال غدا كي تاخذ نقودك او ما تبقى منها بالاحرى
في اليوم التالي جاء التاجر الى منزل سعيد وهو مطأطأ الرأس واستقبله سعيد واخرج الظرف من جيبه وقال
- تفضل هذه عشرة الاف بالكمال والتمام
استغرب التاجر وقال
- انت تعطيني كل المبلغ دون ان تستقطع دينك علي ؟
قال سعيد
- لو اني وجدت اي طريقة لاستعادة مالي منك لما ترددت لحظة لان من الواضح انك شخص كاذب ومحتال ولكن صاحب هذا المال قال لي انه ( أمانة ) ولذا لايسعني ان امد يدي عليه لان الله سبحانه وتعالى يقول (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا )وبالنسبة لي ان اخسر مالا خير لي من معصية اللهعز وجل وهذه امانتك قد وصلت فهل ستؤدي حقي ؟
بدأ التاجر يختلق الاعذار فقال سعيد
- كنت متأكدا ان هذا سيكون رد فعلك فخذ نقودك واخرج من بيتي فالله امرني باداء الامانة ولم يامرني باكرام خائن الامانة وقد نجوت مرة ولكنك لن تنجو كل مرة فمال الحرام لايدوم فيذهب ويأخذ معه المال الحلال برفقته
وكل أمانة وانتم بخير
التعليقات (0)