في ذكرى استشهاد الامام الحسين ..
دأبت الطائفة الشيعية منذ عهد ليس ببعيد خاصة في العراق على إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ، وكانت تلك المظاهر في العراق ممنوعة أو تكاد تكون ممنوعة في عهد صدام حسين ، السني ، بينما في سوريا ذات الطابع الطائفي كما يشاع عنها خاصة وان رأس النظام من الطائفة العلوية ، لم نشاهد مظاهر إحياء هذه المناسبة الأليمة في تاريخ الإسلام والبشرية ، بما تحمله من ظلم واضح ، وتصرف دموي ينم عن حقد ابعد ما يكون عن الدين أي دين ، فبأي دين يقتل الناس ويصلبوا ، ويحتفظ بجماجمهم في خزائن الولاة والقادة وأهل الأمر ، الى ان يأتي من يأتي ، ويأخذ الرأس ويكفنه ويصلي عليه ويدفنه مع ثلة من الرجال المخلصين أيضا في مكان مجهول ( القذافي دفن مكان مجهول في الصحراء العربية ) .
وكيف نعتب على من قتل صدام والقذافي ليلة العيد وفي الأشهر الحرم وهو يبشع بهم ، على الأقل هذا حد ث سنة ألف واربعمئة واثنان وثلاثون .. ولم يحدث في عهد النبوة القريب وقبل نهاية القرن الأول الهجري .. فماذا نقول ويقول التاريخ عن تلك الفترة الأليمة من حياة الإسلام والمسلمين .
ولكن ما يلفت الانتباه بمرارة هو ما يحدث على الساحة الشيعية في العالم وخصوصا في ا لعراق والكويت وتلك المحطة الفضائية ( الأنوار ) الناطقة باسم المذهب الشيعي ، أقول ما يدمي القلب هي تلك المظاهر الاحتفالية الكرنفالية التي أشبه ما تكون باحتفالات المجوس والسيخ في بلاد الهند وهم يحجون الى نهر الكانج العظيم ، ومظاهر الاختلاط والأسواق التي تعم الساحة الشيعية في النجف الاشرف ( هنا يعلق العامة على كلمة الاشرف ويقولون : يقصد بها إنها اشرف من مكة ) وهي للحق تعتبر مزار ومحج عظيم ، خاصة إذا تتبعنا أفكار المذهب الشيعي وأيامه المقدسة ..وبالمناسبة لا يكاد يمر يوم من أيام السنة على أتباع المذهب الشيعي إلا ويكون فيه مناسبة من مقتل احد اللائمة أو ولادته أو عيد كعيد الغدير والذي سمي عيد الغدير الأعظم ( ويعلق العامة على الأعظم هذه ويقولون انه أعظم من عيد الأضحى .. الى جانب مخالفة أهل المذهب الشيعي لأهل السنة في كل المناسبات والأعياد من رمضان الى عيد الفطر وعيد الأضحى ..)
أقول ما يدمي القلب تلك المظاهر المؤلمة والمأسوف عليها من تعذيب النفس وجلدها بالسياط ووخزها وجرحها بالسيوف الى الضرب بالجنازير والسلاسل الحديدية الى الضرب باليد على الرأس والصدر واللطم والبكاء والنواح وثمة من يثير البواكي يجلس على منبر ينوح كما تنوح الثكلى ويثير البكاء والنواح .. الى تعطل الحركة والبناء والتعمير .. الى ما تثيره تلك من نعرات التمييز والتفرقة في صفوف المجتمع لما تتضمنه من إساءة مقصودة او غير مقصودة للمسلمين من المذاهب الأخرى وخصوصا لمذهب السني .
ولو نظرنا الى الفكرة من أساسها لوجدناها تقوم على فكرة خاطئة ، فالحزن على مقتل الحسن والحسين وإقامة بيت للعزاء على مدار العام وشعارهم المرفوع ( لأبكين عليك صباحا ومساء ولأبكين عليك بدل الدموع دما ) هل مصيبة موت الحسن والحسين اكبر من مصيبة موت الرسول عليه السلام ، أليس هو أحق بهذا الحزن هذا من جانب ومن جانب آخر هل الحزن بهذه الطريقة والحداد يتوافق مع الشريعة الإسلامية وما دعا إليه الرسول عليه السلام . وما فائدة ذلك للإسلام والمسلمين هذه الأيام ، أليس الأجدر بنا كأمة واحدة الاتحاد ونبذ الخلاف وتعظيم العوامل المشتركة وهي الأكثر بدل هذا السجال العقيم بين السنة والشيعة وهذا الاقتتال ولصراع السري الذي مضى عليه قرون من الزمن .
التعليقات (0)