اذا كنا نثمن جعل الامازيغية في الاونة الاخيرة محور نقاش مجتمعي لمجموع الاطياف الفكرية و السياسية المغربية؛و اذا كنا نثمن بنفس القدر انفتاح الاعلام والعمومي بالخصوص على هذه القضية الوطنية المهمة فانه يحز في نفوسنا أن تنكشف عورات أناس كان من المفترض أن يكونوا موضوعيين في مواقفهم و تعاملهم مع قضايا مصيرية من قبيل الامازيغية,أناس أبوا الا ان يتنكروا لكنه وجودهم و يستفزوا المواطن المغربي عبر قنوات كان الاجدر بها أن تكون في مستوى تطلعات المجتمع المغربي و تتجاهل من يغردون خارج السرب,
في الحلقة الاخيرة من برنامج "حوار" على القناة الاولى؛استضاف مصطفى العلوي زعيما سياسيا من العيار الذي أترك للجمهور حرية تحديده؛المنسق الوطني لحزب أترك مرة أخرى للقارئ حرية تحديد صيته و وزنه السياسيين؛انه الاستاذ المحامي "محمد زيان" الذي أبى الا أن يسبح ضد التيار و يخالف الاجماع الوطني حول مسألة حساسة كالامازيغية,
تأسفت شديد الاسف لكون ضيف البرنامج يتبجح متلذذا بكونه وزيرا سابقا لحقوق الانسان؛أسفي لم يكن على شخصه بل كان على انفضاح النظرة الرسمية الى الامازيغية في شقها الحقوقي,
أثار استغرابي طلب الاستاذ من الصحفي الشاب أن يجيبه عن معنى الدسترة؛هل كان أستاذنا يقصد اعجاز الصحفي الشاب و احراجه أمام الملأ لأني أظن أنه يعرف تمام المعرفة المعنى الظاهري و الباطني لسؤال الصحفي،يا أستاذ،ان الصحفي هو من يطرح الاسئلة و عندما يستضاف هذا الشاب، لك أن تطرح عليه ما شئت من الاسئلة و أؤكد لك أنه سيجيبك بكل صراحة ولباقة، بعيدا عن المراوغة و التهرب اللذين تمارسهما،لكن تأكد يا عظيمنا أن المشاهد المغربي لم يعد كما تتصوره،تعيب على مؤيدي
المسألة الامازيغية توظيفها في حملات مبكرة لربح الاصوات وتزكي نفسك في حين أنك تخلق قطبين لربح ود و تعاطف ضعاف النفوس ممن يبجلون ترهاتك السياسوية,ان المسألة الامازيغية لم تعد كما كانت يوم كنت وصيا على عقوق عفوا حقوق أبنائها من المواطنين،لقد أضحت مشروعا مجتمعيا متكاملا مفتوحة أبوابه أمام الجميع الا من اختار لنفسه التموضع خارج عجلة التاريخ,
عندما سئل المحامي الذي لم يعد يرافع الا عن فكر مهترئ و متجاوز عن سبب كون حزبه الاطار السياسي الوحيد الذي لم يرقه التعامل الجديد مع الامازيغية على محدوديته و المطالب الكثيرة و الملحاحة للهيئات السياسية ممثلة في الاحزاب السياسية و نظيرتها الجمعوية و الحقوقية،أجاب الاستاذ أنه لا يستطيع "النضال " معنا في هذا الاتجاه،انه عجز بين عن مواكبة التغيير،انه المثال الحي لمرضى "عقدة التفوق" و "نظرية المؤامرة" لدى ساستنا،لقد سبق وأن أكدت دراسات سابقة أن نصف سكان المغرب يعانون من أمراض نفسية و ها نحن اليوم أمام نموذج في هذه الحلقة من هذا البرنامج,أن يقول "زعيم" سياسي و وزير حقوق سابق أن توفير الترجمة للناطقين ب"اللهجات" في المؤسسات العمومية أمر محمود،لكن أن يقول أن على الدولة أن توفر الترجمة لانها لم تعلم هذا المواطن التحدث باللغة العربية أمر مذموم مدحور،انه انتقاص من قيمة خصوصية افراد المجتمع الواحد،انه موقف غريب و تفسير أغرب:أين حقوق اللغات كتراث انساني في الحياة و الوجود؟أ يظن الاستاذ أن التواصل هو الوظيفة الوحيدة للغة؟ أليس من حق الامازيغية أن تعيش في وطنها التاريخي؟أليس من حقها أن تلج الحياة العامة لابنائها؟لماذا هذا الربط المخادع بين التعدد اللغوي و تهديد السلم الاجتماعي؟يا أستاذ،انك تلعب على وتر لم يعد حساسا كما يخيل اليك،فالمغاربة يعلمون أنهم أمازيغ بحكم التاريخ و الارض و لا أظنك تشك في ذلك و انما تريد تمويه صفوف المرضى نفسيا المذكورين أعلاه,
في مسألة التعليم،أفادنا الاستاذ أن الاستقلالين علمونا باللغة العربية فعلموا أبناءهم باللغة الفرنسية،و ها هم الامازيغ اليوم يريدوننا أن نتعلم الامازيغية ليعلموا بنوتهم اللغة الانجليزية:أولا لا أعرف عن أي أمازيغ يتكلم صديقنا خاصة أن حدود سلطاتهم السياسية و التقريرية يعرفها القاصي و الداني،ثانيا أهمس في أذن الاستاذ المقتدر أن اللغات لا تصنع المجد و التاريخ،و لنا خير دليل في دول افريقية كليبيريا التي اختارت الانجليزية و السنغال التي اختارت الفرنسية و غيرهما كثير و ان بدأت تفطن الى فداحة خطئها,
نتمنى أن يفتح ساستنا،مفكرونا،أساتذتنا و عموم المغاربة أعينهم ليروا حقيقة المغرب المتنوع و يتجاوزوا النظرة الاحادية الى المسائل و القضايا و يستحضروا مفهوم النسبية في كل ما يحيط بهم,
التعليقات (0)