في الآونة الأخيرة،جادت قريحة أسماء نكرة لا تعدو أن تكون مجرد كراكيز دأبت على الرقص الفاضح و التصفيق الآلي للفكر البعثي البائد،الذي فقد أحد أهم معاقله في شمال أفريقيا بعد ثورة الشعب الليبي العظيم،في انتظار تهاوي آخر قلاعه بسقوط عاصمة الأمويين الوشيك في أيدي السوريين الأحرار؛جادت قريحة هؤلاء في مقالات و "دراسات" مزعومة بكل أنواع و ألوان التضليل و التجني على الامازيغية كلغة و ثقافة و كموروث إنساني، ثم التلفيق و التخوين و التكفير في حق مناضلين شرفاء ذنبهم الوحيد أنهم يناضلون لإعادة الاعتبار للغتهم و ثقافتهم،يرفضون الانصياع و الانصهار و الاستلاب وينتفضون في وجه هؤلاء الامازيغفوبيون الذين لا يطيقون الاختلاف و التنوع و لا يقبلون بالتعايش و التسامح.
ما لا يدركه البعض هذه الأيام أننا نصنع المغرب الجديد، و التخوين أو التجني أو التكفير مسلسلات متقادمة لم تعد تجدي نفعا أمام الوعي الشعبي المتنامي و انكشاف الأساطير المؤسسة لبعض التيارات و المرجعيات .اختار هؤلاء النازيون الجدد ،الذين نحترم فيهم كونهم مغاربة، التهويل من الخطوات الإصلاحية التي تشهدها بلادنا معبرين عن عدائهم البين لما تحقق لصالح الامازيغية بإرادة شعبية مشهودة و تحت الرعاية السامية لعاهل البلاد ، بل إن منهم من انتهى بدعوات صريحة لا تقبل التأويل للمراجعة و التراجع عما تحقق في بلادنا في ملف التعاطي الجديد مع القضية الامازيغية،سلوكات يعتبر أصحابها أنفسهم يحسنون صنعا في حين أنها تصرفات هدامة تسيء إلى البلاد و العباد و تشكل مساسا خطيرا لاختيارات الأمة المغربية و مبدأ الديمقراطية.
أما آن الأوان لهؤلاء أن يعودوا إلى رشدهم و يغلبوا العقل على العاطفة العمياء فيما يصدر عنهم من مواقف و أحكام؟؟ أما آن الأوان لهؤلاء أن يسلموا لمشيئة الله و سنته في خلقه أن جعلنا مختلفي الألسن و الأنساب والألوان ؟؟ أما آن الأوان لهؤلاء أن يدركوا أن المغرب للجميع؟؟
أيها الحاقدون علينا،إننا نحيي فيكم غيرتكم المفرطة و الجارفة على لغتكم و ثقافتكم و اللتين نشاطركم إياهما،لكننا بالمقابل نمقت فيكم انزعاجكم من غيرتنا على لغتنا و ثقافتنا و نستنكر عداءكم البين لهما.إننا نؤمن بالاختلاف و نقدر الاغيار،نحترم لغاتهم و ثقافاتهم و بالقدر نفسه نحتقر كل من سولت له نفسه الانتقاص من قيمة لغتنا و موروثنا الثقافي و نكفر أشد الكفر بكل خطاب استئصالي و اجتثاثي.إننا نؤمن أشد الإيمان و إلى درجة اليقين بوطنيتنا و غيرتنا على وحدة و مصير بلادنا، و نكفر إلى درجة الإلحاد بكل أطروحة تشكك في شعورنا و وطنيتنا و "نوايانا" .إن المغرب و الوطنية قدسنا المقدس الذي لن نرضى عنه بديلا،و ما المزايدات السياسوية المجانية التي يرضى بها البعض إلا سحابة صيف لا نقيم لها وزنا.
أيها الحاقدون علينا،تأكدوا أن المغرب - الذي يرفض بعضكم أن يكون استثناء – غني بتنوعه،قوي بوحدته،اعلموا أن التأويل المغرض و الركوب على الأحداث التاريخية و الراهنة الذي تعودتم عليه لن يكون في صالح أطروحاتكم وأن الحقيقة لا تحتاج إلى ثياب. لن ننزعج بعد الآن من أكاذيبكم و إشاعاتكم و تلفيقاتكم المقيتة،قولوا ما شئتم،صفوا كما يحلو لكم،لكن تأكدوا أننا لن ننزل إلى مستوى البعض منكم ممن اختار التجريح و السب و القذف لأننا ببساطة نعتبركم مغررا بهم استهوتهم أنشودة البعثية العبثية و القومية الزائلة و غلو الوهابية،إننا نؤمن بالمواطنة قبل القومية الضيقة ،نحن هنا نصنع التغيير بأرقى الأشكال الحضارية و نفتخر بما حققناه رغم أنوف البعض،لن نضع أيدينا في أيدي الغرب كما تدعون و تأملون أو كما فعل أسلاف البعض منكم.
إن المغرب استثناء بالفعل،لان المغاربة يستطيعون التغيير دون توجيه أو تدخل من أحد،إن التقسيم الذي تتشدقون بالتهويل منه مجرد كابوس تعيشونه في منامكم،فالمغرب واحد موحد منذ فجر التاريخ و كذلك سيبقى،لسنا كما تتصوروننا،لكن لن نكون كما تأملون أن نكون،حاولوا مسايرة التغيير الذي يحدث من حواليكم،حذار ثم حذار من أن تتشبثوا برجعيتكم المهترئة لأن ذلك سيجعلكم خارج السرب المغربي.قدرنا و قدركم أن نعيش معا،أن نتعايش،أن نتسامح و أن يقبل بعضنا بعضا كما هو،على اختلاف رؤانا ،مرجعياتنا،ألسنتنا و ألواننا، أن نبني وطننا و نجتمع حول ما يجمعنا، إنها مسألة قدر.
أيها الامازيغفوبيون،كفى من الوعيد،كفى من التهويل،كفى من در الرماد في عيون السذج و البسطاء،غيرتنا على وطننا و ديننا قد تفوق غيرتكم عليهما،إننا نستحيي أن نقرأ مقالاتكم المسخرة التي نشتم منها رائحة الاتكالية و التعويل على أوهام البعث و السلفية الزائلة،ضعوا المغرب نصب أعينكم لأنه رباط مقدس يجمعنا.تأكدوا أخيرا أن الخصومة الفكرية والمرجعية لا تعني العداوة أو المواجهة،صحيح نحن خصوم مرجعيا لكننا إخوة في الوطن و الدين،و لن نكون أعداء و ان كنتم تنشدون ما تنشدون
التعليقات (0)