مواضيع اليوم

الالماس بحث كامل

محيل السهلي

2012-06-03 16:10:55

0

 

 

لو كنتم تقدرون تقاليد الجواهر وما تمثله في قلوب وأذهان البشر فلا بد لكم من من المعرفة الأفضل عن الأسباب التي تجعل الناس يقبلون على شرائها وامتلاكها والتحلي بها . 

ولحوالي 3000 عام مضت احتلت الجواهر مكانه خاصة في قلوب الناس وقد أعتقد باحتوائها على قوي سحرية . وقد أقتنت الناس بها واقتتلوا من أجلها وحتى بعضهم عبدوها . ويعتقد البعض أن الجواهر عبارة عن شظايا من النجوم سقطت على الأرض والبعض يعتقدون أنها دموع الإلهه . 
وكل جوهرة تعتبر فريدة وذات سحر وجمال متميز بها فقط أنظر إلى واحدة لتعرف المقصود وقد اشتقت كلمة الجواهر من كلمة إغريقية تعني الذي لا يهزم ، وصلابتها وتوهجها جعلتها رمزاً للحب الخالد لأن الجواهر تدوم للأبد . 
وقد أصبحت الجواهر الرمز التقليدي للحب في اليونان القديمة وارتبطت بالملوك على مر العصور وقد تحلي الملوك بالجواهر كرمز للقوة والشجاعة وعدم القابلية للإخضاع ، منذ القدم ارتبطت الجواهر بالرومانسية والأساطير . 
وفي عام 1477 أهدي ارشيدوق النمسار ماكسيان خاتماً من الجواهر إلى مارى من بورجاندي وبذلك بدأت تقاليد إهداء الجواهر في الخطوبة . 
وماذا تري في الجواهر ؟ وما هو السحر والغموض الذي تفترض أن تؤثره وتحدثه على عميلك ؟ 
كيف يتم خلق الجواهر 
الألماس هو أصلب عنصر موجود على الأرض والأسهل في تركيبة الأحجار الكريمة والظروف التي أدت إلى خلق الجواهر لم تتوفر على الكرة الأرضية منذ ملايين السنين ، ومنذ التاريخ الأول للكرة الأرضية وعند بداية تحول المواد إلى الحالة الصلبة وقد تعرضت المواد المكونة لنواة الكوكب إلى درجات خيالية من الضغط والحرارة ، والأحوال في هذه الطبقات العميقة هي التي سببت تراكم الكربون وبداية تحوله إلى بلورات صغيره كريستاليه وتحولها إلى الألماس . 
ويتكون الألماس من كربون نقي وحيث لا توجد إختلافات للصفات الكيميائية بين بودرة الكربون والألماس إلا أن الاختلافات المظهرية كبيرة جداً ولا تقارن . 
وعندما بدأت القشرة الأرضية في البرودة تعرضت الطبقات لمتغيرات وانقسامات وتدفقات الصخور السائلة ( الماجما ) تعرضت لضغط وانقسمت على شكل حمم بركانية وحملت بعض المواد بلورات الألماس التي بدأت في التشكيل بأعماق الأرض وببرودة سطح الأرض تصلبت الألماس داخل الصخور وعلى ذلك يوجد الألماس داخل الصخور حالياً . 
أماكن وجود الألماس 
يتواجد معظم الألماس حاليا في استراليا ـ زائير ـ بونسوانا ـ روسيا ـ جنوب أفريقيا وبعض أجزاء من أمريكا الجنوبية . 
وعموما فإنه يتم التنقيب عن الماس في مناجم 20 قطر موزعة على أربعة قارات ومعظم الألماس يتواجد في الأماكن التي طر فيها على الأرض لأول مرة وقد تم التركيز على حفر المناجم في هذه المناطق . 
وفي المنجم العادي فإنه يلزم حفر ورمي التراب في منطقة شاسعة وبمتوسط 250طن من التراب لإنتاج قيراط واحد من الألماس المصقول . 
ولكن معظم الألماس لا يتواجد في المناطق التي ظهر فيها أولا حيث تسببت الظروف الطبيعة في نقل الألماس إلى مناطق بعيدة من مناطقها الأصلية ويجب إزالة مئات الأطنان من الرمل للوصول إلى طبقة الصخور والبدء في التنقيب بداخلها والتي قد تحتوي على الجواهر الخامة التي إنجرفت للبحر بسبب الأنهار القديمة . 
كيفية قطع الجواهر 
عند العثور على حجر خام يكون الطريقة بقطع الجزء العلوي الحيوي بقلب الألماس ويجب قطع
كل حجر بمفرده وصقله لتحويله إلى جوهرة وهو الشكل المعهود لدينا . 
وللحصول على أعلى عائد من البلورات يتم أولا فصلها بعملية الشق بالمنشار وللألماس حبيبات طبيعية ، لذا عندما يتم تعريض الألماس لشفرة والطرق في المكان الصحيح فإنها تنفلق إلى شقين ومعظم الأحجار تحتاج إلى نشر وبعضها يحتاج إلى قطع بالليزر . لكن فإن القطع ليس عملية نشر فقط لأن كل حجر يحتاج إلى صقل باستخدام مسحوق بودرة جواهر أخرى والصقل ينتج عنه عدة أوجه وأسطح ذات زوايا متساوية للحصول على أفضل لمعان وعموما فإن القطع والصقل هو الذي يبرز تألق الألماس . 
كيف تتعامل الجواهر في الضوء 
الطريقة التي تتألق بها الألماس في الضوء تسمي الاشراق والتوهج وهذه ليست قيم وصفية بل لها اعتبارات علمية . 
بافتراض أن كمية متساوية من الضوء تسقط على كتلة بودرة كربون كما تسقط على قطعة الألماس وهاتين المادتين مكونين من نفس خام الكربون وخواصه الكيميائية ولكن فإنهم وبوضوح يتعاملون مع حزمة الضوء بأوجه مختلفة ، أو يتم امتصاص معظم الضوء الساقط على كتلة بودرة الكربون وعلى ذلك تظهر بلون أسود . 
ولكن عند سقوط الضوء على كتلة الألماس يتم انعكاس جزء من الأشعة على السطح وهذا ما يسمي بالتألق الإضائي (أ) وجزء من الحزمة الضوئية يدخل إلى الجوهرة وعلى ذلك تنكسر بسبب الكثافة الضوئية للألماس وهو ما يسمي بالإنكســار . 
والضوء ينعكس من السطح الداخلي للألماس وهو ما يسمي بالانعكاس الداخلي (ب) ، وبعد ذلك يظهر الشعاع من أعلى الجوهرة وعندها ينكسر مرة أخرى وينتشر في ألوان أخرى وهو ما يمنح الجوهرة التألق والتوهج . 
كيف يتم تقييم الجواهر 
تعتمد نوعية وقيمة الألماس على عوامل أربعة أساسية وهي : 
1
ـ القطــع . 2 ـ اللــون . 
3
ـ النقــاء . 4 ـ الوزن بالقيراط . 
والماسة التي تتوافر فيها أفضل هذه العناصر تكون أكثر قيمة .
تفاصيل العوامل 
1
ـ القطــع : قد سبق وأن تم إيضاح القطع وفي الغالب فإن العملاء قد يخلطون بين نوعية الألماس ودقة القطع والأشكال المختلفة في الأشكال البيضاوي ـ الماركيز ـ المخروطي . 
وهنالك العديد من الأشكال والأوزان للماس وتؤثر طريقة القطع على جودة ونوعية وتألق وتوهج للماس وهي العوامل التي تؤثر في تحديد قيمتها . 
الأشكال الرئيسية للقطع 
1
ـ المستدير اللامع : هذا الشكل الأكثر شعبية من كافة أشكال الماس المصقول . 
2
ـ البيضاوي :عبارة عن شكل موائم للشكل المستدير ويبدو أكبر مقارنة على الشكل المستدير من نفس الوزن والقيراط . 
3
ـ الماركيز : هو الاسم الذي يطلق على الماس ذو شكل الجواهر وهو طويل وذو حافة في نهايات الطرفين . 
4
ـ شكل القلب : وهو الشكل المفضل للرومانسية والخيال . 
5 ـ الزمرد : وهو شكل مكعب مع أسطح في كل جانب وعبر الجوانب . 
6
ـ شكل الكمثرى : وهو الاسم الانجليزي المشتق من الاسم الفرنسي السلسلة . 
اللـــون 
تبدو معظم الألماسات بدون لون لكن توجد الكثير من الظلال واختلافاتها وكلما بدت الماسة بدون لون كلما زادت قيمتها . 

وبسبب اختلاف الألوان يعود بسبب ما تحدثه الحرارة الفائقة من تأثيرات إضافة للضغط عند خلق الألماس حيث تختلط ذرات العناصر مع الكربون وهذا الاختلاط والآثار هي المسئولة عن اللون ولذا يندر جداً العثور على الألماس بدون اختلاطات . 
كما يندر وجود الألماس بألوان واضحة ويندر وجود هذا النوع من الألماس ويطلق عليه الألماس الفرنسي واللون البني والأزرق هما الألوان الأكثر تقديراً . 
ومعظم الجواهر تبدو عديمة اللون ولكن عموما تتميز بأثر من اللون ويغلب عليه اللون الأصفر بسبب أثار النيتروجين والطريقة العلمية الوحيدة لتحديد لون الألماس هو بوضعها مجاورة لأحد الألماسات التي تم تحديد درجة لونها سابقاًوقد تم تحديد مواصفات عالمية لتقييم الألماسات وفقا للإختلاف في اللون ومعظم هذه المقاييس من المعهد الأمريكي للجواهر والمجلس العالمي للمجوهرات والاتحاد العالمي للمجوهرات والفضة واللؤلؤ والأحجار الكريمة . 
النقــاء 
قد تظهر داخل الألماسات شوائب وذلك عن تكون البلورات خاصة عند بداية تكون الالماس وقد تظهر أثار سوداء بسيطة أو أثار بيضاء خفيفة وهذه الآثار تسمي بصمات الطبيعة الشاملة . 
عدد وحجم وموقع أي أثار أو بصمات تحدد درجة النقاء للألماس وكلما قلت الشوائب والآثار زادت قيمته وهذه نادرة الوجود وهنالك مواصفات عالمية لتحديد درجة نقاء الألماس محددة من مجالس الألماس التي سبق ذكرها . 
الوزن بالقيراط 
القيراط هو وحدة وزن الألماس والوزن عنصر هام في تحديد القيمة والقيراط مشتق من بذور الخرنوب ولب الخرنوب أو شجره الجاديحتوى على بذور متماثلة في الوزن وقد استخدمت هذه الحبوب من التجار القدماء لوزن الجواهر . 
وماسة من قيراط تساوي وزن بذرة خرنوب وفي عالم اليوم فإن القيراط يساوي (0.2جرام) وكل قيراط ينقسم إلى 100 نقطة . وعلى ذلك فإن ربع القيراط يساوي 25 نقطة أي (0.25) ونصف قيراط يساوي خمسين نقطة أي (0.50) ، ومن السهل وزن أي ماسة ويتم وزن الألماس باستخدام معادلات معينة وبموازين خاصة .

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الألماس هو عبارة عن عنصر ذو تركيب بلوري تكعيبي ويتخذ أشكال مضاعفة لذلك البناء التكعيبي ذو الثمانية أوجه وبخاصة الاثني عشر وجه، وتحدث طفرات في تكوينه أحيانا فيبدو كروي الشكل إلا أن العوامل الخارجية تساعد على ذلك التشكيل. يتكون من عنصر الكربون (فقط) تحت الضغط والحرارة العاليتين وبظروف غير معلومة في أعماق الكرة الأرضية، وبالرغم من أن الكربون هو المكون الأساسي للجرافيت والفحم إلا أن خصائص كل منهما تختلف عن الأخر بشكل كبير، هذا الاختلاف غير ناجم عن التركيب الذري وإنما بسبب الشبكة الكرستالية للماس الشفاف والشبكة القاتمة للجرافيت حيث يؤدي الاختلاف في تركيب الشبكة إلى هذا الفرق الشاسع في الخصائص. جدير بالذكر أن التشابه في التركيب الكيميائي بين الألماس والجرافيت(الفحم) هو ما دعى شركات عالمية إلى تجربة تحويل الكربون إلى ألماس وذلك ضمن عمليات كيميائية فيزيائية معقدة ومكلفة تحدث تحت درجات حرارة وضعط عالي ولفترات طويلة من الزمن لتحويل الكربون إلى شكله الكرستالي (الألماس) وهناك أكثر من عشرة أنواع من الألماس الصناعي أشهرها (المازنيت) وهو أقسى من الألماس أو مقارب له في القساوة ولكنة ليس أحادي التركيب أي أنه ليس من الكربون الخالص فهو(مركب من عنصري الكربون مع السيلكونبما يعرف كربيد السليكون). ويبلغ عمر أقدم ألماسه موجودة من عمر تكوين الأرض وأما أحدث ألماسة فعمرها حوالي 5 ملايين سنة تقريبا. والكربون هو من أكثر المواد المعروفة فائدة من بين ما يزيد على 3000 عنصر مكتشف اليوم. وقد عـُرف الألماس منذ القدم كأحد الأحجار ذات القيمة التجارية. وازدادت شعبية الألماس في القرن التاسع عشر مع ازدياد الإنتاج العالمي وتحسن الطرق التجارية في أرجاء العالم ودخول الطرق العلمية في القطع والصقل والاحتكار العالمي لتلك السلعة من قبل بعض الشركات. وللألماس صفات فيزيائية كثيرة ولكن أشهرها الصلابة والقساوة فهو وحده من بين كل المواد على درجة قساوة 1010 في سلم درجات (موس) العالمي للأحجار (أصلبها 10 - وأضعفها 0) ويعتبر الياقوت الثاني بعد الألماس برقم 9 يليهماالزمرد. وللنظام البلوري خاصة تشتيت الضوءولكن في الألماس تعتبر عالية للضوء. لهذا السبب، فإن الألماس حجر ذو قيمة مهمة في صناعة الحلي بالإضافة إلى استعمالات صناعية أخرى مثل استخدام الألماس على رأس انابيب حفر الآبار العميقة كالماء والبترول والغاز الطبيعي بالإضافة إلى استخداماته في الأجهزة الإلكترونية والأجهزة الطبية والمعدات الصناعية وقص الزجاج وغيرها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كيف تقوم المتفجرات باستخراج أغلى المواد الخام ثمنا؟ رافقونا عبر الإجراءات الأمنية المشددة في قلب مناجم الألماس، وراقبوا كيف تتلألأ جمالا تلك الحجارة الكريمة التي تعتبر الأغلى في العالم.

قبل كل شيء تذكروا أن جميع النساء تقريبًا يملن إلى التزيّن بالألماس، فيا لها من حجارة باهظة الثمن!!

بعض الرجال كذلك، تجذبهم هذه الحجارة البراقة، لكن الألماس الذي تتزين به النساء، يقطع مراحل طويلة وشاقة قبل أن يصل إليهن.

البداية تكون في المناجم، هنا مثلاً في عمق القارة الاسترالية يقع منجم آرجايل، أضخم منجم للألماس في العالم.

للوصول إلى هذه الحجارة الثمينة يجب استخدام سبعمائة كيلو جرام من المواد المتفجّرة، لقد تمّ إخلاء المنجم، وفريق التفجير جاهز، في أسفل هذه الأنقاض توجد حجارة بركانية تحتوي على الألماس.

بعد التفجير على الشاحنات أن تنقل الحجارة التي لا تساوي شيئًا إلى مكان بعيد، إنه عمل شاق، لكنّه يدر الأرباح الكثيرة.

إن مائة وخمسين مليون طن من هذه الحجارة السوداء تحتوي على حوالي طن واحد من الألماس، كل هذه الحجارة تمرّ على آلة تفتّتها، الألماس أقسى من الحجارة لذا تعجز الآلة عن تفتيته.

في آلة الغسيل الضخمة يتمّ تنظيف الحجارة التي تحتوي على الألماس، يضاف نوع من مادة السيليكون لتفصل الحجارة الخفيفة عن الألماس الثقيل الوزن، وفي مغطس من المواد القلوية ينظف الألماس الخام أخيرًا، وبعد ذلك يبدأ فرز الألماس.

تعتبر حجارة الألماس الكبيرة الحجم الأغلى ثمنًا في العالم؛ لذا لا تفرز آليا، بل يقوم العمال بإبعادها بأيديهم.

إن حجرًا صغيرًا كهذا يساوي حوالي سبعة آلاف يورو، وبالتالي تكون محاولات السرقة كبيرة لهذا السبب تتخذ في كل مناجم الألماس إجراءات أمنية مشدّدة.

يوميا يقوم العمال بالتنقيب عن الألماس في أربعة وخمسين دهليزًا، وذلك يكون على خمسة مستويات مختلفة في باطن الأرض.

نحن هنا في منجم في جنوب إفريقيا، المنجم يزداد اتساعا، وقريبا سوف يتم استخراج نحو ثلاثة ملايين طن من الألماس.

ولكي لا يخرج أحد العمال من المنجم حاملاً ماسة معه مهما صغر حجمها، فعليه أن يمرّ عبر الكاشف.

إنه كاشف يعمل بالأشعة السينية، حتى أن محاولة ابتلاع الحجارة هذه لن تكون فكرة جيدة، في كل يوم على العمال الخضوع لهذه الإجراء مدة عشرين ثانية، ومن المفترض ألا تسبب هذه الأشعة أي أذى لهؤلاء العمال.

إن مالكي المناجم يعرفون، أن الألماس لا يجذب النساء فقط، فالألماس نادر جدًا في عالمنا، وقد تكوَّن في ظروف طبيعية خاصّة.

يعتقد بعض العلماء أن ذلك قد حدث قبل ملايين السنين وعلى عمق ثلاثمائة كيلومتر في باطن الأرض.

في حرارة تزيد على الألف درجة مئوية وضغط هائل يفوق أربعين ألف بار تراصّت ذرات الفحم الحجري فوق بعضها بعضا، طبقات صخرية تحرّكت ببطء نحو الأعلى وبدأت تبرد شيئًا فشيئًا ومن ثم تبلور الفحم حجري، وبعد ذلك تكوّن الألماس، إن تكوينه المتشابك جعله من أقسى المواد في العالم.

يظن بعض العلماء أنه قبل ما يقارب سبعين إلى مائة وخمسين مليون سنة دفعت تحرّكات الأرض الباطنية بكميات كبيرة من الألماس إلى سطح الأرض، ومع مرور الوقت تسبّبت الرياح والأمطار في انفصال الألماس الخام عن الحجارة ثم اتجه إلى داخل الأرض، وهكذا أمكن العثور على هذه الحجارة الثمينة في قعر البحار.

هذه سفينة تنقيب عن الألماس تضمّ حفارة ضخمة، منذ تسع سنوات لم يتحرّك قبطان هذه السفينة الخاصة بعيدًا عن سفينته سوى بضعة كيلومترات فقط كي لا يغفل عن رؤية أية ماسة قد يعثر عليها في قاع البحر.

تستغرق عملية الحفر حوالي عشر دقائق، ثم يقوم قائد الفريق على السفينة بتحريك السفينة مسافة ثلاثة أمتار، يضخ الرجال كل سنتمتر مربع من قاع البحر إلى سطح السفينة، وأثناء الحفر تقوم الآلة بضغط الهواء نحو الأسفل وتقوم الأنابيب الضخمة بامتصاص الرّمال نحو الأعلى.

تقوم الطوافة بنقل الألماس بعد فرزه، وجهة سيرها في غاية السرّية بالطبع فهي تنقل الاختصاصيين البارعين في صقل الألماس.

لا يوجد في أي مكان آخر في العالم، كما يوجد هنا في حيّ الألماس هذا، العدد الهائل من رجال الشرطة على مساحة لا تتعدّى الكيلومترين فقط.

إن اختصاصي الألماس هو ألماني الأصل، وهو يملك مكتبا هنا، وسيقوم اليوم بشراء الألماس الخام من ممثلٍ لأحد المناجم الإفريقية، على كلٍ منها أن يأخذ الحيطة والحذر، وهذا الأمر يجب أن يبقى سرّا.

الماس خام، درجة أولى من حيث النوعية، تُنتقى أفضل حبوب الألماس وأكثرها وزنا، وطبعًا تكون هناك مساومة في السعر.

يحاول الاختصاصي انتقاء الألماس الجيد ويساوم في سعره، ولأن ممثل المناجم الأفريقية يعرف قيمة البضاعة فإنه يساوم أيضًا بقناعة للحصول على السعر المناسب، وبعد أخذ ورد، وسرية تامة كما قلنا، يتوصلان إلى اتفاق يرضي الفريقين.

وبعد عملية البيع والشراء هذه يقوم يقوم الاختصاصي الألماني بإرسال الألماسة الخام إلى مَشْغل خاص حيث يصقلها.

هنا في بلجيكا بدأ صقل الألماس قبل حوالي خمسمائة عام، في الماضي كان يعمل الصائغ في صقل الألماس على الطريقة المعروفة، أي من خلال فرك الواحدة بالأخرى، لكنه لم يكن راضيا عن النتيجة.

إن الألماس لم يكن يتلألأ بما يكفي، ويحتاج إلى صقل أفضل، لكن ما السبيل إلى ذلك؟

كانت الفكرة عبارة عن استخدام عجينة شحذ من غبار الألماس، يستطيع بواسطتها أن يشحذ سطح الألماس بشكل أفضل!

وللحصول على هذه العجينة مزج حجارة مطحونة بزيت الزيتون، ووزع العجينة على الاسطوانة المتحرّكة.

تسمح جزيئات الألماس التي تتواجد داخل العجينة بشحذ الألماس بدقة، إنها ثورة في مجال صقل الألماس.

 

 

سرعان ما بدأت حلى الصائغ تتلألأ أكثر من غيرها، ثم ابتعدت آلة شحذ الألماس العصرية لكن المبدأ بقي كما هو حتى اليوم.

الأمر نفسه ينطبق على هذا المَشْغل لشحذ الألماس، يحدّد رئيس العمال أي شكل من الألماس يريد، ولأجل ذلك يقيس كل حجر ويحدد حجمه بدقة، وهذا ما يقوله:

علينا أن نعرف هذا الحجر جيدًا، ويعني أن علينا أن ننظر إلى الحجر المصقول على أنه حجر خام، رغم أن ذلك تصعب رؤيته.

كي يستطيع العامل من شحذ قطعة الألماس بشكل أفضل، يقوم بلصقها على قضيب معدني لأن ذلك يسمح له بالتحكم فيها، إن أقل خطأ في الشحذ تقوم به الآلة ستجعل الحجر يفقد من وزنه ومن قيمته.

بعد تثبيت القضيب المعدني بدقة، تخضع هذه الماسة لشحذ أولي بالتوازي مع ماسة أخرى، تقوم الآلة بتكوين الشكل الأساسي للحجر، والمحطة الأخيرة هي عملية الشحذ النهائي وهي التي تمنح الحجر بريقه النهائي.

بعد الشحذ تخضع الماسة للتدقيق النهائي تحت مجهر يكبّرها أربعين مرة، الجوانب صحيحة، والقياسات والزوايا صحيحة أيضًا.

بعض هذه الماسات اكتسب شهرة كبيرة، مثل ماسة "كوهي نور" التي تتوسط تاج الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا، إن هذه الألماسة لها تاريخ طويل.

اكتشف الهنود ماسة كوهي نور منذ حوالي أربعة آلاف سنة، وتزعم الأسطورة أن مالك هذه الماسة كان يحكم العالم.

كانت هذه الماسة تزين تيجان ملوك المغول، وقد أعجبت هذه الألماسة تاجرًا فارسيًا يدعى "نادر شاه" لكن الحاكم الهندي رفض التخلي عنها.

وقد اكتشفت إحدى جواري التاجر الفارسي مكان الألماسة، فقد كانت في عمامة ملك المغول! وعلم "نادر شاه" التاجر الذكي أن فرصته قد حانت لاستبدال العمائم! وكان ذلك التقليد في الماضي دلالة على الصداقة، وهو هدية لا يمكن لأحد أن يرفضها.

عندما وصلت الألماسة إلى يد نادر صرخ قائلاً "كوهي نور" ومعناها "جبل الأنوار"، وبعد مراحل عديدة قطعتها هذه الألماسة، التي حيكت حولها الأساطير الخرافية، انتهت وسط التاج الملكي البريطاني، جواهر التاج البريطاني ترمز إلى المملكة البريطانية، فقط في حفلات التتويج تخرج هذه الجواهر من برج لندن ليتزيّن بها الحكام والملوك.

يمتلك معلّم البناء الألماني "جارتل" كنز شبيه بالكنز البريطاني وهو يوجد في غرفة جلوسه، كل أعماله البراقة شبيهة بالجواهر الحقيقية، لكنها ليست ماسا أصليًا، إن آخر مشروع يقوم به "جارتل" هو سنابل القمح الملكية، وللقيام بذلك يحتاج إلى قالب من القصدير.

فيما يبرد القصدير يعمل جارتل على قطعة أخرى، إن هذا التاج على وشك أن ينتهي العمل به، يخرج جارتل القصدير من القالب بحذر، ثم يحفر ثقوبًا لتوضع فيها الحجارة الزجاجية.

لقد أصبح تصنيع جواهر التاج الملكي هوايته منذ أن وقع بصره مصادفة على كتاب عن التاج الملكي البريطاني.

إن جواهره ليست ذات قيمة مادية، لكنه فخور جدًا بها، ربما لن تكون سنابل القمح هذه آخر قطعة في مجموعته، لأن لائحة هذا الحرفي الماهر طويلة.

وللتعرّف على صحّة الألماس وعدم زيفه، هناك أربعة أشياء يجب أخذها بعين الاعتبار، أولاً: العيار، ثم الشحذ، ثم اللون، وأخيرًا النقاوة.

إنها تتميّز بشكل نقطة الماء ولونها أبيض كلون معظم الألماس، وهي اليوم جزء من جواهر التاج في برج لندن، حيث تزيّن الصولجان.

إن ماسة دريسدن التي تشبه الإجاصة في شكلها، تتميز باللون الأخضر بسبب التأثيرات النووية وهي محفوظة في قصر دريسدن.

تعتبر ماسة فلورنتين من أضخم الماسات ذات اللون الأخضر، وهذا اللون اكتسبته نتيجة تنظيفها بمادة الآزوت، وقد اختفت منذ الحرب العالمية الأولى.

وماسة "بلو هوب" التي تشبه الوسادة موجودة في معهد في واشنطن، ولونها أزرق ليلكي، ويعتقد أنها كانت عينا لأحد التماثيل الهندوسية، وهذه الألماسة جلبت المشاكل لمالكها، فقد قبضت عليه الشركة بجرم الاتجار غير الشرعي وصادرت الألماسة، وهي حاليا لدى شرطة الألماس في جوهانسبورغ، جوهان مايبرج عضو في مجموعة خاصة من شرطة الألماس.

جوهان مايبرج:

هنا نحتفظ بالألماس المصادر خلال عمليات المداهمة في ظروف مختومة، تفتح هذه الظروف عند بدء المحاكمة، وعدا ذلك تبقى مقفلة ومختومة بالشمع الأحمر.

المعلق:

إلى جانب الألماس يحتفظ رجال الشرطة بالجواهر المزيفة والمصنوعة من الزجاج أو البلاستيك.

إن تجارة الألماس في جنوب أفريقيا تحتاج إلى ترخيص خاص، ولا فرصة أمام السارقين في بيع الألماس المسروق بواسطة تجار مزيفين، تحاول الشرطة الإيقاع بالتجار غير الشرعيين، وهاتان الماساتان هما الطعم.

إن الشخص الذي يعمل متخفيا هو المحقق "نيريس"، وقد أعطي ماسة حقيقية ليتصرّف بها، آخر المعلومات تقول إنه على موعد مع أحد التجار المحتملين في مكان سرّي، وهناك يختبئ قائد الفريق وزملاؤه.

عليهم الانتظار إلى أن يظهر التاجر المزوِّر، المحقق "نيريس" مجهّز بآلة تصوير مخفية ومجهز بميكروفون، يلتقي الرجل الذي من المفترض أن تقبض عليه الشرطة متلبسًا.

الشاري يتحقق من الألماس، وفي هذه اللحظة ينقض قائد الفريق ورجاله، وبعض العملية يضعون الألماس في مكان آمن بعد التأكد منه.

بالنسبة للتاجر كانت الماسات طعمًا له، فالمرء لا يقوم بأمور معقدة كي يصل إلى البضاعة الحقيقية.

بطريقة شرعية ودون رأسمال إطلاقًا، يتمّ التنقيب هنا في فوهة الألماس في أركنساس!

منذ أن اقفل منجم الألماس عام ألف وتسعمائة وأربعة وسبعين م، سُمح لأيٍ كان بالمجيء إلى هنا، وإذا عثر المرء على شيء ما، يمكنه الاحتفاظ به!

يتم هنا البحث عن الألماس لجذب السياح، بثياب غير لائقة للعمل ودون الأدوات الضرورية يأمل الناس هنا في العثور على شيء ذي قيمة، لكن النتيجة ضئيلة جدًا بالنسبة إلى الكثيرين، أما المتعة فكبيرة.

إن منقبي الألماس الحقيقيين لن يرضوا أبدا بنتيجة هزيلة كهذه، عند أطراف الفوهة، حيث المكان موحل جدًا بالنسبة للسياح يقوم البعض بالتنقيب الجدي.

طريقتهم هي نفسها التي نفسها التي كانت تُعتَمد منذ عشرات السنين، الحفر ثم الحفر، وبعد ذلك تفرغ الحفرة من المياه الجوفية، ويتم إخراج الأوحال والحجارة، وبعد ذلك تأتي عملية الغسل والتصفية، ودائما التصفية بالمصفاة! بعد هذا التنقيب كله، يجد المنقّب عن الألماس شيئًا منه ولو كان ضئيلاً، كهذه الماسة.

إن الألماس لا يستخدم كحلية باهظة الثمن فقط، إن المادة التي تكوِّن الألماس يمكن لأي شخص الحصول عليها، إنها موجودة في القلم الرصاص.

يعتقد عدد من العلماء أن بعض هذا الفحم الحجري في قلم الرصاص تعرّض لضغط هائل قبل ملايين السنين إلى أن تحوّل إلى ألماس.

كل منا كان يملك على الأقل ماسة واحدة، وأعني بها تلك التي كانت موجودة في إبراة الفونوغراف.

منذ بدء صنْعِ الاسطوانات يقوم هذا الحجر البرّاق بدوره، فهو يحفر أخاديد الاسطوانة، كما ويستخدم في تصنيع العدسات اللاصقة، إن سكينا من الألماس يمنح العدسة اللاصقة شكلها الصحيح، لكن الوظيفة الرئيسية للألماس تبقى في التزيين؛ لأنه لا شيء يبرق ويلمع كالألماس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الألماس عشق الأثرياء وحلم اللصوص

جمع الألماس يحوم حوله فئات كثيرة من البشر: المغامرين، والأثرياء، والتجار، ونجوم الفن، واللصوص، ورجال العصابات.. فلا شيء أغرب وأكثر غموضًا وأصعب ولوجًا من عالم تجارة الألماس.

يولد الألماس الطبيعي، وهو أغلى الأحجار الكريمة في العالم، من حادث عرضي ينشأ تحت الأرض، فهو عبارة عن نوع من الكربون الطبيعي يسمى «الجرافيت» ويتميز بليونته، وهشاشته، لكن قسوته أتت من سلسلة من العوامل الطبيعية المثيرة. ولاكتشاف سر تكوّن الألماس لابد من الوصول إلى عمق يبلغ مئات الكيلو مترات في جوف الأرض، ففي ذلك المكان يتعرض الكربون لضغط هائل ودرجة حرارة شديدة الارتفاع فتتحد ذراته بروابط متينة حيث تتبادل كل ذرة مع جارتها أربعة من إلكتروناتها الخارجية، ما يؤدي إلى استقرارها الغريب والنادر وتكّون حجر الألماس البلوري. ثم (وبسبب النشاط البركاني) تخرج الصهارة الألماسية مجتازة طبقات أرضية مختلفة يصل عمرها إلى 2.5 مليار عام، ويظهر الألماس على سطح الأرض، ولا يعود إلى شكله الأصلي، بل تبقى تلك البلورات الساحرة إلى ما شاء الله.

ويبحث المنقبون عن الألماس إما بالقرب من حمم البراكين المتصلبة أو في مجاري الأنهار التي تمر في مناطق البراكين. وعلى الرغم من صعوبة التنقيب ترى الباحثين عن الحجارة منكبين على عملهم المرهق، فالعثور على 0.20 غرام من الألماس الخام يحتاج إلى حفر حوالي 250 طنًا من الصخور! أما بالنسبة للألماس المستخرج من المناجم، فإن عشرين في المئة منه فقط يصلح للصياغة، ويتم تحويل الباقي إلى مسحوق لاستعماله في الصناعة.

البيع بالمصافحة

لقد حطم عالم الألماس الحدود بين البلاد، والتاجر الذي يكون اليوم في الكونغو مثلاً، قد يصبح غدًا في إسرائيل أو في الهند. وربما تعود حرية التجارة بالألماس إلى القرون الغابرة، وهي تسير وفق إيقاع خاص لا يعرفه إلا أصحاب المهنة العريقون.
وفي أي عصر كان، يرمز الألماس ــ أكثر من الذهب ــ إلى الثراء والعظمة، فهو ترجمة للأحلام والآمال الطموحة، رغم أنه ليس سوى نوع من الكربون الذي تحول بطرق كيميائية غريبة إلى حجر شديد القساوة لا تحرقه نار ولا يقطعه حديد! ويحفل تاريخ الألماس بمغامرات واكتشافات مثيرة استمرت حتى تطويره في مطلع القرن العشرين ودخوله أبواب تجارة عالمية خاصة. وتجدر الإشارة إلى أن التغيرات التي تطرأ على إنتاج الألماس، لا تؤثر إلا بشكل طفيف في ثمنه.

 ففي بورصة الألماس العالمية، لا يوجد مكان للمتفرجين، وقد تصل أرباح هذا الحجر في السوق إلى سبعين مليار دولار سنويًا، وعلى من يدخل هذا السوق أن يعرف كيف يفرض نفسه، ليجلس دائمًا على طاولة المفاوضات حول مجموعات من الألماس قد يصل ثمن الواحدة منها إلى عشرات ملايين الدولارات!

ولكل ألماسة خصائصها، فهناك الوزن، واللون، والنوعية، ومدى الصقل، ودرجة النقاوة، والمصدر.. وتسجل كل هذه المعطيات في لائحة خاصة إلى أن يرسو الاختيار على أفضل مجموعة، ويتم الشراء من دون توقيع عقد أو وجود شهود أو قوانين صارمة، والمصافحة وحدها تكفي، والويل لمن لا يفي بوعده فصورته سوف تمثل على جدار البورصة. هذا بعد إقصائه ومنعه من دخول كل بورصات الألماس العالمية.

وعلى الرغم من تلك القوانين الصارمة، لا يخلو عالم تجارة الألماس من التصرفات الانتهازية، فقد عرف السوق ثورة حقيقية أمام تطور الألماس الاصطناعي وازدهار البلدان المنتجة له. ولفهم الطفرات التي تحدث في سوق الألماس لابد من العودة إلى نهاية القرن التاسع عشر وإلى تلك الأرض التي بدأت فيها المغامرات وهي جنوب أفريقيا.

 ففي الثاني عشر من شهر مارس 1888م، أسس «سيسيل رود» شركة «دي بيرز» للتنقيب عن أول مناجم الألماس في البلاد، وقد تطورت الشركة على يدي «إرنست أوبنهايمر» وهو ابن تاجر يهودي ألماني كان قد قدم إلى أفريقيا لتكوين ثروة. وفي غضون بضع عشرات السنين تحولت «دي بيرز» إلى شركة عالمية تسيطر على سوق الألماس من دون منازع. وكي يفرض هيمنته على السوق، أسس «أوبنهايمر» مجموعة تجارية أطلق عليها اسم «منظمة البيع المركزية» وكان كل الألماس الخام تقريبًا يمر فيها.

كان مخزن الألماس التابع للشركة موجودًا في لندن، حيث كانت تباع منه مجموعات صغيرة كل عام لمشترين مميزين معروفين في السوق. واليوم لا يزيد عدد مشتري الألماس المتعاملين مع الشركة في العالم على المئة. علمًا أن أسماءهم تبقى طي الكتمان، وتدعوهم الشركة لمشاهدة ما لديها عشر مرات في العام، وهي تقدم لكل مشتر القطع التي حفظتها له. ويمكن للمشتري أن يناقش نوعية الألماس، لكن إن لم يشتر القطع المخصصة شطب اسمه من اللائحة التي تتضمن أسماء المميزين، وبات عليه أن يدفع عشرات الملايين من الدولارات كغرامة!

وبقيت مجموعة شركات «دي بيرز» حاضرة منذ استخراج الألماس الخام إلى لحظة بيعه على شكل مجوهرات، من دون أن تمنع شركات أخرى من دخول السوق لكي تبقى العين الرقيبة والمهيمنة. مع ذلك، تراجعت حصص «دي بيرز» في السوق العالمية بشكل كبير، ولم تعد تسيطر إلا على 55٪ من مصادر الألماس الخام.

مخابئ الألماس

كانت ريح التمرد قد هبت من كندا، عندما تسبب اكتشاف منجمين للألماس في شمالي غرب البلاد خلال عامي 1998 و2003م بتحرك طريق ذلك الحجر الثمين إلى مقاطعة «كيبيك». وهكذا أصبحت كندا ثالث منتج للألماس في العالم في غضون بضع سنوات، ثم طورت البلاد صناعة صقل الألماس وراحت تغذي كل السوق الأمريكية. وكانت المسيرة الكندية مناهضة تمامًا للنظام العالمي الذي كانت قد وضعته مجموعة شركات «دي بيرز» والذي كان يقضي بنقل الحجارة من أفريقيا أو روسيا عبر بورصتها إلى لندن، وذلك لبيعها وصقلها.

وكان تاجران من إسرائيل أحدهما «ليفي لوفياف» وهو رجل أعمال من أصل روسي يتربع على ثروة مقدارها مليارا يورو، والثاني شاب لم يتجاوز الثلاثين من العمر وهو حفيد «موشي شينيتزر» الذي أسس بورصة الألماس في إسرائيل قد هاجما شركات «دي بيرز» في عقر دارها التاريخية في أفريقيا.

ومثل غالبية أسواق المواد الخام، يبقى استخراج الألماس الخام عملية صعبة تتداخل فيها أمور سياسية وهيمنة اقتصادية ومخاطر صناعية، وقد اهتز وضع «دي بيرز» بدنو الكنديين والإسرائيليين من أرض المناجم، وبإنشائهم مصانع صقل وقطع الألماس في مكان اكتشافه.

وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تضم في مدينة «رامات جان» أكبر مخابئ للألماس في العالم، التي يمكن وصفها بـ«مركز تجارة عالمي في استيراد وتصدير الألماس». ومع أن السوق في «رامات جان» مشروعة لكن عمليات العرض والطلب تحدث وفق قوانين محددة تسنها مجموعات تحكم السوق.

و«رامات جان» مدينة داخل أخرى، وهي تخفي خلف مبانيها الزجاجية البسيطة كنوزًا من الحجارة الثمينة التي يصدر منها سنويًا عشرون في المئة من مخزون إسرائيل من الألماس. وقد بلغ ثمن ما باعته المحلات في «رامات جان» عام 2004م حوالي 6.5 مليار دولار.

وعلى الرغم من كل الاحتياطات، تهدد عصابات المافيا إنتاج الألماس. فمع أن الأمم المتحدة قد وضعت قواعد صارمة للتعرف إلى كل قطعة ألماس ومراقبتها من المنجم إلى مكان عرضها لدى الصاغة، فإن العصابات تولد عدم استقرار في أفريقيا (بخاصة في ليبيريا، وسيراليون، والكونغو، وأنغولا). فأنغولا وحدها تنتج سنويًا ستة ملايين قيراط من الألماس تخسر فيها يوميًا حوالي مليون دولار بسبب التجارة غير الشرعية.

غسيل الأموال

تتيح تجارة الألماس غير المشروعة استعمال هذه الحجارة النفيسة كأداة لغسيل الأموال، فلا شيء أسهل من إخفاء قطعة الألماس في سيجارة أو في قاع جيب سترة أو حقيبة. وبما أن الجماعات المتخصصة تحاول إلغاء وجود الوسطاء قدر الإمكان، فإن سلاح هذه التجارة قد بات ذا حدين، فالأشخاص الذين لا يجدون وسيلة للشراء من مجموعة «دي بيرز» يلجؤون إلى العصابات ويشترون ما يريدون بأثمان بخسة وقابلة للتفاوض.

دائرة المفضلين

ولد «ليف» في «طشقند» وتقدر مجلة «فوربس» ثروته بملياري دولار، وهو من أصل روسي، لكنه يعيش في إسرائيل منذ عام 1971م، وقد بدأ «لوفياف» ببناء ثروته في مسقط رأسه متاجرًا بالألماس. في ذلك الوقت، كان الاتحاد السوفييتي ثاني منتج للألماس في العالم، وكان «ليف لوفياف» أحد المشترين المميزين لدى «دي بيرز»، حيث كان يشتري آلاف المجموعات من الأحجار الثمينة سنويًا. لكن طموح «ليف» ونجاحه في قطاع الألماس لم يعجب المسؤولين في مجموعة «دي بيرز» فما كان منهم إلا أن أقصوه من دائرة المفضلين لديهم في عام 1995م.

وكرد فعل رجل محنك لم يكن من «ليف» إلا أن دخل عقر دار منتج الألماس في جنوب أفريقيا وبالتحديد في «بوتسوانا». ومنذ ذلك الحين و«ليف» يشكل مجموعة مستقلة تبدأ أعمالها باستخراج الألماس الخام الذي يمتد جغرافيًا من أنغولا إلى نامبيا ومن روسيا إلى أرمينيا، وتنتهي ببيع الأحجار المصقولة في 250 محل صاغة في العالم. وتحولت مجموعة «ليف» إلى إمبراطورية تخشاها مجموعة «دي بيرز» العملاقة.

صناعة الزيف

يبدو الألماس المزيف أو الاصطناعي قد غزا عالم المجوهرات واحتل مكانة مرموقة فيه. فمنذ الستينيات والخبراء يسعون إلى تقليد الألماس الطبيعي في المختبرات، وذلك بابتكار أحجار اصطناعية تنافس الأحجار الطبيعية في كل خصائصها. وفي مطلع القرن الحادي والعشرين، كسب الخبراء الرهان عندما تمكن باحثون من روسيا وأمريكا من صنع أول ألماسة اصطناعية بعد عشرات السنين من الأبحاث والجهود الحثيثة للوصول إلى درجة مثالية في التطابق مع الألماس الطبيعي.

ويتميز الألماس الاصطناعي بأنه يملك خصائص كيميائية مشابهة للألماس الطبيعي، فهو عبارة عن كربون مضغوط على درجات حرارة تصل إلى 1500 درجة مئوية وضغط يبلغ ستين طنًا في السنتيمتر المربع الواحد. وقد ساعد نمو سوق العرض والطلب على تكاثر الألماس الاصطناعي الذي أصبح يستخدم في المجالات الإلكترونية والنووية والفضائية وحفر آبار النفط، كما أن مسحوق الألماس يستعمل في المجالات الطبية المختلفة، حيث تصنع منه مشارط الجراحين ومثاقب أطباء الأسنان.

واحتل الألماس الاصطناعي مكانة في محلات الصاغة، إذ تمكن بعض الخبراء من إنتاج حجارة ألماس تضاهي في جمالها وتركيبها الحجارة الطبيعية لدرجة أنه لا يمكن بسهولة التمييز بين المزيف والحقيقي. ورغم تشابه الصفات، فإن هناك اختلافًا كبيرًا في السعر، فثمن الألماسة الطبيعية يساوي عشرة أضعاف ثمن الألماسة الاصطناعية من الشكل والحجم نفسيهما. والألماس الاصطناعي مهما بلغت درجة إتقانه لا يملك فرادة ولمعان وغموض الألماس الطبيعي المدهش.

ثمن الألماسة الطبيعية يساوي عشرة أضعاف ثمن الألماسة الاصطناعية من الشكل والحجم نفسيهما. والألماس الاصطناعي مهما بلغت درجة إتقانه لا يملك فرادة ولمعان وغموض الألماس الطبيعي المدهش
 

يتميز الألماس الاصطناعي بأنه يملك خصائص كيميائية مشابهة للألماس الطبيعي، فهو عبارة عن كربون مضغوط على درجات حرارة تصل إلى 1500 درجة مئوية وضغط يبلغ ستين طنًا في السنتيمتر المربع الواحد

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !