كنت صغيرا ، يوم ان توافد على الاردن الكثير من الصينيين والكوريين لاقامة مشاريع تنموية في الاردن ، وكان لي خال يعمل في تلك المشاريع بصفة مراقب ، ( بعد أعوام عدة تتاح لي الفرصة أن اعمل مع الصينيين في مختبر زراعي في الصحراء الأردنية – وقد كتبت مقالةعن تلك التجربة بعنوان " يوميات صينية " يمكن الرجوع اليها .) .
خالي هذا دعا ذات يوم احد زملائه من الصينيين الى بيته لتناول طعام الغداء ، ففكر الكثير من الأهل بنوع الطعام الذي يمكن أن يقدم لضيف غريب عنا بالكامل ، فاجتهدوا وقدموا طعاما يحتوي على فلفل حار ، حيث كان لدى عامة الناس اعتقاد بان الصينيين يحبون الطعام الحار .
وعلى مائدة الغداء وكان الكثير من الشباب من الأقارب والجيران حاضرين ، وهم جميعا من خريجي الجامعات السورية والمصرية والعراقية والأردنية وبتخصصات مختلفة منها الأدبية والعلمية والشرعية ..
وتبادل الشباب الحديث مع الضيف باللغة الانجليزية التي لم يكن هذا الضيف يتقنها بشكل كبير مثلهم وكنت استمع لكلماتهموأنا افهم بعض وليس كل ما يقولون .
فسأله احدهم :
ما دينك؟
فقال الضيف : أنا بلا دين .
فسأله آخر : سيدي إذا كنت في قارب في البحر ، وهاج البحر فجأة وكاد القارب أن ينقلب وكدت أن تغرق ، فماذا تقول .. وبمن تستعين ولا احد حولك ؟
فقال الضيف : اقول ..... My GOD ..
ربما يظن البعض إنني أسوق هذه الحكاية لأدلل على أن الإلحاد ليس له وجود . ولكن طبيعة الإنسانتؤمن بالقوة الغيبية التي أتت به الى الدنيا ، وهذه القوة هي الله سبحانه وتعالى ...
فهذا ما يقوله الملحد وهو من أصول بعيدة جدا عن الدين ، الدين بكل أطيافه السماوية والوضعية ، ترى ماذا يقول الملحد ذو الصول الدينية الإسلامية ، ماذا يقول حينما يأوي الى فراشه ، وماذا يقول حينما يحس بالخطر والخوف والرهبة ، وماذا يقول عندما يطلب النجدة وهو وحيدا في قلب الخطر .. وماذا يقول وقد ينتابه الشك فيما يعتقد ، ويظن ظنا آن الدين حق .
درج الناس آن يقولوا : مشان الله .. على شان الله .. بتحب الله ..
وهل إذا قال الملحد ذو الأصول الدينية هذا الدعاء واستعان بالله .. هل يكون متناقضا مع ذاته .. وهل إيمانه بالالتحاد إيمانا حقيقيا يصل الى درجة اليقين .. وإذا وصل الى هذه الدرجةإلا يعتقد أن من وصل الى درجة اليقين من الديانات السماوية والوضعية أنهم على حق ..
التعليقات (0)