الالتفاف حول الثورتين العربيتين في مصر وتونس وما يليهما قريبا
إن ثورتي تونس ومصر كانتا حدثا تاريخيا لا في الوطن العربي فقط بل في دول العالم أجمع .وقد أجمع الساسة والمفكرون في الغرب على انهما بداية تاريخ جديد في العالم . لقد تحقق هذا الأنجاز بسواعد الشباب وصدورهم . وعرفنا لاول مرة سقوط أنظمة بالتظاهر السلمي وليس بأنقلاب العسكر الذي تعودنا عليه منذ 65 عاما . وإني أخاف على الثورتين لأن الشباب الذي كان يهدف إلى سقوط النظامين لم يكمل المشواروان ما تحقق هوالأطاحة برئسي النظامين فقط , وتولى الامور في البلدين حكومتان عينهما مبارك وبن علي تحاولان بطرق ملتوية إرضاء الثوريين ظاهرا وتعملان على أعادة الحكم ألى عهده السابق بالتحضبر لأنتخابات مبرمجة كالسابق . فمبارك لا زال يحكم و يرشد وينصح من وراء ستار من شرم الشيخ وقد أوضح هذا الدكتور محمد حسنين هبكل في مقابلته التلفزيونية مع السيد محمود سعد في التلفزيون المصري, وكذلك الأستاذ فهمي هويدي في صفحته على الويب اليوم 20 فبراير. ولهذا فالتغيير لن يكون في حجم نجاح الثورتين في تونس ومصر وستبقى أموال الشعب المصري التي سرقت منه بغير حق في عهدة سراقها من النظام المصري السابق مع التضحية بنفر قليل لدر الرماد في العيون .كما أستبعد محاكمة كل من أرتكب جرائم أمنية ومالية في عهد مبارك أو بن علي تحت ستار محاسبة عينة من المسئولين السابقين للتضحية بهم في صالح الألاف من اعضاء الحزب الوطني في مصر والتجمع الوطني في تونس والوزراء وكبار المسئولين تحت دعوة التسامح ونسيان الماضي , وهذا ما نسمع هذه الايام في وسائل الاعلام . التسامح يجب ان يكون بعد التحقيقات والمحاكمات وتنفبذ أحكامها . لهذه الأسباب أخاف من عملية الالتفاف حول الثورتين المصرية والتونسية . وأحذر الشباب في البلدين من السكون والاستكانة حتى الأطاحة بالنظامين السابقين في مصر وتونس وباقي البلاد العربية . الشئ الوحيد الذي حققته الثورتان المصرية والتونسية هو أشعال الثورة في اليمن والبحرين وليبيا ومنها إلى الجزائر والمغرب والعراق ودول الخليج . وانا أكتب هذه السطور أشعر بالم شديد لرد الفعل الغاشم للانظمة العربية على مظاهرات الشباب والشعب في البحرين واليمن وليبيا الذي وصل إلى مستوى الابادة البشرية في ليبيا تحت سمع العالم وبصره والتي يجب أن يقدم مقترفوها وأعوانهم إلى محكمة العدل الدولية في أقرب وقت ولو أدى ذلك إلى تدخل دولي .
التعليقات (0)