مواضيع اليوم

الاكتشافات و التيس الغريب

روح البدر

2010-02-14 07:15:29

0

الاكتشافات و التيس الغريب

 

أيوب الغنيمات

 

 

يقال ان التاريخ هو قصة المنتصرين فيحق للمنتصرين ان يدونوا التاريخ ويقدموه لنا وفق ما يشتهون ومن الطبيعي ان ترى في كتبنا المدرسية و في (براشوراتنا ) السياحية فقرات ودروس يكثر فيها استخدام لفظة "اكتشاف" دون ان نحدد معنى هذه الكلمة والمعزى منها ولاشك أنكم يؤيدوني في أن هناك فرق في معنى كلمه ( اكتشاف ) فعندما نقول ان فلان اكتشف سمكه عمياء في أعماق المحيط الأطلنطي المجهولة تخلف كليا عن عبارة أن فلان اكتشف جزيرة سيلان مثلا والفرق هنا أن تلك السمكة لم يعرفها احد من قبل في حين أن جزيرة سيلان وان كان مجهولة لبعض الناس فهي معروفه لسكانها ولجيرانها ولمن زارها .

على سبيل المثال في كتبنا يجب أن تكون الإجابات الصحيحة للأسئلة التالية كما يلي حتى يحصل الطالب على علامة عشره على عشره ويصبح الطالب ( شطور ):

من اكتشف بحيرة فكتوريا الاجابه الصحيحة هي ديفيد ليفنجستون .

من اكتشف مقبرة توت عنج أمون الإجابة الصحيحة هي هوارد كارتر.

من اكتشف قرية جرش و الإجابة الصحيحة هو الرحالة الألماني سيتيزن في سنة 1806م .

من شق قناة السويس و الإجابة الصحيحة هو الفرنسي فيرديناند ديليسبس في سنة 1869 .

من اكتشف البتراء و الإجابة الصحيحة هو الرحالة السويسري الألماني يوهان لويس بركهارت سنة 1812م .

من اكتشف أمريكا والإجابة الصحيحة هي كريستوفر كولومبس في العام 1492 م

فهل حقا يستحق جامعي و معدي و مترجمي تلك الكتب صفة ( المؤلفون ) اعتقد أن الإجابة نعم فهم ألفوا ما يريدون ووضعوه منهاجهم الذي يدرس ما يريدون دون أن يدققوا في معنى ما يكتبون وتأثير ما يغرسون في عقول الناشئة قبل ان يقدموا لنا معلومة لم تثبت صحتها النسبية حتى ترسخ في العقول والقلوب و دفتر العلامات .

فمن قال ان بحيرة فكتوريا كانت مجهولة الم يأخذ السكان المحليون ذلك المستكشف الى البحيرة واخذ هو بدوره بعض الصور مع (هؤلاء المتوحشين )على ضفاف تلك البحيرة وماذا اكتشف فيها بالتحديد و ما هو الحق الذي يملكه حتى يطلق عليها اسم الملكة فكتوريا في حين ان تلك البحيرة حتى الساعة لديها أسماء أخرى في لغة البلاد الأصلية فما هو الاسم الصحيح هل هو ما أطلقه المستعمرون أم أصحاب الأرض و هل يختلف الأمر عما يقوم به المستعمرون اليهود في فلسطين من تغير أسماء البلدات العربية الى أسماء توراتية .

و قناة السويس في الأصل كانت قناة فرعونية ثم جددها عمرو بن العاص في عهد عمر بن الخطاب وعمر بن العاص هو أول من وصل البحرين المتوسط والأحمر بقناة واضحة المسالك تسمح لكبريات السفن في ذلك الزمان بالمرور .

و من قال ان جرش كان ( ضايعة ) او داشره فقد كانت خربه من خرب مدينه عجلون حاضره سنحق الأردن في ذلك الزمان حتى يأتي باحث ألماني يكتشفها لنا , ليست الدولة العثمانية من قامت بتسجيل ومسح تلك الأراضي و حصلت الضرائب منها, أليست السلطنة العثمانية هي من منحت وسمحت لبعض المهاجرين من القفقاس و من بيسان والجليل بالسكان هناك بعد ذلك بقليل , ثم من قال ان البتراء كان مجهولة و ( مطموسة ) في ذات الوقت الذي كانت فيه مفعمة بالحياة حيث تقيم فيها العديد من العشائر العربية والتي بقيت تسكن في تجاويفها مئات السنين حتى أقامت الحكومة الأردنية لهم قرية بديله قبل فتره ليست بالطويله وهؤلاء العرب هم من اخذوا بركهارت من يديه لمشاهدة الخزنة بعد ان دفع بعض النقود ( دخوليه ) طبعا .

ومن قال ان الخواجة كولومبس هو مكتشف القارة الأمريكية مئة بالمائة وفي تلك القارة وفي ذلك الوقت الذي كان يعيش فيها أكثر من مليون نسمة موزعين على أصقاعها ,فحضاره شعب المايا لوحدها لها اكثر من 50 مدينة كامله اكتشفت و بقي المئات من تلك المدن تنتظر الاكتشاف بل ان مواقع الحكومة الفدرالية و ومراكز الدراسات في اعرق الجامعات الأمريكية تنفي ان يكون كولومبس هو أول من وصل إلى أمريكا.

ولماذا دائما الغرب هو صاحب الفضل في الاستكشافات من أعالي قمم افريست حتى أعماق بحر الظلمات ونحن دائما من المصدقين والمعجبين بهم وباكتشافاتهم فهل السبب أن ( عنزة الحي بحب التيس الغريب ) حتى نقبل بطولاتهم و اكتشافاتهم بلا تفكير و نحشو بها عقول أطفالنا - وللي بحفظش يا ويلوه و يا سواد ليله - .

الثابت تاريخيا ان كولومبس اكتشف جزء من أمريكا و بالأصح جزر من أمريكا الوسطى لا غير وبحسب تلك المراجع فإن كولومبوس حين وصل إلى ميناء بالوس في كوبا عام 1492 ميلادية و لم يجرؤ على النزول في تلك المنطقة لوجود العديد من السكان الأصلين في القرى الساحلية الذين اعتقد أنهم سوف ( ياكلوه بدون ملح كونه و ابيض وحليوه ) و بقي حتى مات معتقدا انه اكتشف الهند وأطلق على سكان تلك المناطق – خطا - تسميه الهنود الحمر بمعنى أخر ان الخواجة كولومبس وصل الى هناك بالخطأ أو بالصدفة ولكن قبل وصول كولومبوس كان قد سبقه الفينيقيون و الإسكندنافيين ثم العرب و المسلمين و الثابت تاريخيا ان كولومبس استعان بمرشدين عرب برحلته واستخدم الخرائط و أجهزة الملاحة العربية فمن الثابت أيضا وجود خرائط عربيه تشير الى ان هناك أرضا مجهولة خلف بحر الظلمات ( المحيط الأطلسي ) فتوجد في مكتبة قصر الاسكوريال (في أسبانيا) خريطة رسمها الجغرافي المسلم ابن الزيات للسواحل الشرقية للأمريكتين و عام 1929م اكتشفت خريطة للمحيط الأطلسي رسمها ) بيري محيي الدين رايس ) الذي كان رئيس البحرية العثمانية في سنة 1513 م و تلك الخريطة تغطي شواطئ أمريكا و الأنهار و التضاريس الداخلية من جبال ووديان وقرى وأماكن لم يكتشفها الأوروبيون إلا بعد ما يقارب الخمسون عاما و كذلك استعان المستكشف الأسباني فراماركوس دينيز بمرشد مغربي عربي اسمه "إسطفان" قتل عام 1539في نيومكسيكو بسهم أطلقه عليه الهنود الحمر و إسطفان هذا من قرية أزمور المجاورة للدار البيضاء قد استكشف فلوريدا ضمن حملة بانفيلودي نارفيز واستوطن أريزونا.

و الكتب العربية أشارت الى تلك الأراضي الأمريكية وفقي كتاب "مروج الذهب ومعادن الجوهر" للمسعودي المكتوب عام 956 ميلادية، أن الخشخاش بن سعيد بن الأسود القرطبي عبر بحر الظلمات مع جماعة من أصحابه إلى أن وصل إلى الأرض التي وراء بحر الظلمات فوصل الى جزر البحر الكاريبي عام 889 ميلادية ثم وصل بعده الملاح ابن فروخ الأندلسي إلى جزيرة جامايكا عام 999 ميلادية.
وثمة قصة أخرى أوردها للشريف الإدريسي في كتابه "الممالك والمسالك" عن بعض العرب اللذين خرجوا بسفن من (لشبونة ) وقطعوا بحر الظلمات ورجع بعضهم وذكروا قصتهم وأنهم وصلوا إلى أرض وصفوها ووصفوا ملوكها و ذكروا أنهم وجدوا أناسا يتكلمون بالعربية هناك وحتى الساعة نجد بعض القرائن التي تشير الى علاقات ما بين العرب وسكان أمريكا الأصليون قبل كولومبس ففي لغة الهنود الحمر هناك كلمات عربية وتم اكتشاف كتابات كوفية عربيه في أمريكا الجنوبية و كنوز تحوي عملات ذهبية رومانية وإسلامية.

فان لم يكن العرب هم من اكتشف بلاد ( العم سام ) فلا بد أنهم الصينيون حيث ظهر مؤخراً كتاب جديد

يحمل اسم ( 1421العام الذي اكتشفت فيه الصين أمريكا)

1421,The Year China Discovered America

والكتاب تأليف الباحث السنغافوري الصيني الأصل جفين مينزايس (Gavin Menzies) وقد بيع من الكتاب حتى اليوم مليون نسخة يزعم هذا الكتاب ان الصينيين اكتشفوا أمريكا قبل كولومبوس بـ 71عاماً، وأنهم داروا حول أفريقيا قبل ماجلان بـ 60عاماً. ويقول مينزايس ان إثبات هذه النظرية تطلب منه أكثر من 15عاما - ويقدم أدلة على ذلك مقنعة و يشير مؤلف الكتاب إلى ان فكرة الكتاب بدأت حين اكتشف خريطة صينية رسمت في عام 1420يظهر فيها رأس الرجاء الصالح في حين لم يكتشفه ماجلان قبل عام 1497.وبعد البحث في الوثائق الصينية اكتشف ان بحاراً صينياً مسلما من قومية هوى فى محافظة (كونيانغ) الواقعة جنوب غرب الصين مسلم يدعى ) تشنغ خه 1371 ـ 1435 ( Zheng His)( اجتاز المحيط الهندي ودخل البحر الأحمر. ثم عاد أدراجه ودار حول الرأس الأفريقي قبل ان يقطع المحيط الأطلسي ويصل إلى فلوريدا. ومن فلوريدا اتجه شمالا مستكشفاً كامل الساحل الشرقي لأمريكا - قبل أن يعود أدراجه إلى الصين و الريس ) تشنغ خه) هذا كان قائد أسطول (النجم ) المؤلف من 300 سفينة على متنها 30 ألف رجل مبحرا بهم الى القارة الأمريكية من أجل توسيع نفوذ حكم أسرة مينغ الملكية الصينية ( 1378 ـ 1644 ) و اكتشف أمريكا قبل المستكشف كولومبوس بسبعة عقود ويستشهد جفين مينزايس ببحث يقول ان الحمض النووي للأمريكيين الأصليين أقرب في تكوينه للصينيين من الأوروبيين أو الأفارقة. ويشير إلى أن ذلك يدعم فكرة أن بعض إفراد أسطول تشينج فضلوا البقاء في أمريكا وكونوا عائلات.

في بلادنا تتم حملات الاكتشاف تحت مسميات كثيرة و للصالح إغراض - لا يعلمها إلا الله - ففي القرن الثامن عشر كان هناك (صندوق اكتشاف فلسطين ) وذلك الصندوق مول رحلات كثيرة في شرق وغرب الأردن ولم يكن الهدف هو اكتشاف أرضا مهجورة – وان كان الاسم يعني ذلك – بل كان الهدف هو البحث عن الأوابد التاريخية التي تؤكد صحة روايات التوراة و النبوءات الخاصة بها و التعرف على أحوال الغرباء المقيمين على تلك الأرض تمهيدا لأمرا جلل , فالبتراء ذكرت في التوراة عدة مرات بصفتها عاصمة (دوله آدوم ) و تكلم عنها و ضدها ستة أنبياء من العهد القديم هم: إشعياء و إرميا و حزقيال و يوئيل و عاموس و عوبديا و كلهم لهم تنبؤات بما سوف يحصل بالبتراء حتى قيام الساعة, فالبتراء بعد انكسارها امام الرومان الذين انكسروا بدورهم امام الفتح الاسلامي المبارك لهذه البلاد أصبحت تجمعا قريب من منطقة اذرح و منطقة الحميمه حيث نشأت الدعوه العباسية وعلى مسافة بسيطة منها مازلت يستلقى جبل التحكيم او جبل ابو موسى الاشعري فمنطقة البتراء لم تكن مجهوله او في غياهب النسيان غير ان اخبارها انقطعت عن العالم الغربي فقط , فظهرت الدعوات الغربية لإعادة فتح تلك المناطق التي احتلها المسلمين أو على الأقل استكشافها والعثور على تلك الأماكن الواردة بالتوراة وأسفارها وتعريف العالم المسيحي واليهودي بها تأكيدا و تصديقا تلك الكتب و تلك الأسباب هي التي تجعل بعض قطعان المستوطنين والمستكشفون الجدد تتوه في صحارينا حيث سمعنا أن مجموعتان سياحيتان إسرائيليتان تاهت في مناطق نائية في جنوب المملكة ، الأولى قبل أسابيع قرب الكرك ، والثانية كانت تسير مشيا على الأقدام قرب الطفيلة و تم إنقاذهما , فهذا هو الدافع الذي يجبر هؤلاء على المشي عشرات الكيلومترات دون حراسات في مناطق لا يوجد بها مواقع سياحية مشهورة أن لم يكن ذاك هو الدافع فما هو الدافع أذن ؟








التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !