إنشغل العالم أجمع وخاصة المسلمون بقضية الأقصى حيث تملك المسلمين الخوف من أن يهدم الأقصى وزادت التساؤلات حول إمكانية حدوث ذلك فعلا
ولكن ألم يتسائل أحد لما يُحْدِث اليهود هذه الضجة الإعلامية الكبيرة حول هدم الأقصى؛ إن كانوا بالفعل يريدون هدمه؟ وهل الوسيلة الفعالة لهدم الأقصى هي حفر الأنفاق تحته، أم إنه من الممكن أن تُلقى عليه قنبلة أو يُقذف بدبابة؟ وما المتوقع أن يحدث إذا هُدم الأقصى بالفعل؟
كلها تساؤلات خطيرة تملكتنا جميعا بالفترة الأخيرة ولعل الإجابة عليها تُبَصِّرنا بطبيعة المرحلة وطبيعة اليهود
إن هدم الأقصى عمل خطير جدا وقد تكون سلبياته على اليهود أكثر من إيجابياته ولذلك يسير اليهود وفق هذه الخطة الخبيثة التي تهدف إلى هدمه بأقل أضرار ممكنة.. فهم يُحْدِثون هذه الضجة الإعلامية، ويتكلمون بوضوح عن أنفاقهم، ويُسَرِّبون إلى الجرائد والفضائيات بعض الصور، التي تؤكد وجود الأنفاق بالقرب من الأقصى؛ كل هذا لتحقيق أهداف كثيرة لعل من أهمها تعويد المسلمين على مسأله هدم الأقصى ،فعندما تتعود مسامع المسلمين على مسأله الهدم ويحدث الهدم الحقيقى للأقصى لن يتحرك المسلمين بالصورة المطلوبة … وذلك هو المطلوب فاليهود يقومون بتطعيم المسلمين بهذه الأخبار المتدرجة عن موضوع هدم الأقصى، فإذا تم الهدم بالفعل بعد عام أو عامين أو عشرة، لم ينزعج المسلمون الانزعاج المطلوب، ويمرُّ الأمر بسلام على اليهود
ومن أهدافهم أيضا ، قياس رد فعل المسلمين عند إثارة قضية هدم الأقصى فاليهود يخشون من ردَّة فعل المسلمين، التي من الممكن أن تطيح بالوجود اليهودي في القدس، بل وفي فلسطين؛ ولذلك فهم يُسَرِّبون هذه الأنباء المتدرجة إلى وسائل الإعلام، ويقيسون ردود الأفعال الإسلامية في فلسطين والعالم العربي والإسلامي، بل والعالم أجمع، وهذا القياس يكون بصورة علمية مدروسة؛ يستطيعون بها توقُّع ردِّ فعل المسلمين إن هُدِم الأقصى بالفعل، فإن شعر اليهود أن الأمر سيكون خارج السيطرة أجَّلُوا الهدم، وإن رأوا أن ردَّ الفعل لن يكون خطيرًا قاموا بهدمه وهم آمنون
فمن واجبنا إظهار رد فعل قوى وبارز، بل ومبالغ فيه؛ حتى يرهب اليهود ويردعهم، ويُؤَجِّل خططهم أو يُفشِلها، وبغير هذا التفاعل فإن فكرة هدم الأقصى ستتزايد في أذهان اليهود، حتى تتحول إلى أمر واقعي نراه جميعًا
ولكن لماذا يريد اليهود هدم الأقصى ؟؟؟؟
فالواقع أن اليهود يعلمون أن الأقصى بالنسبة للمسلمين كالراية بالنسبة للجيش؛ فالراية في الجيوش تُعْطَى لأشجع الشجعان، ولأقوى الأفراد والقبائل؛ لأن استمرار ارتفاع الراية فيه تحميس وتشجيع للجيش كله، أما سقوط الراية فهو يهزُّ الجيش كله، وليست القضية سقوط جندي من الجنود له بدائل كثيرة في الجيش، إنما القضية قضية رمز كبير وقع، وإن كان الجيش قَبِلَ بسقوط الراية فهو سيقبل بما هو بعد ذلك في غالب الأمر، وكذلك الأقصى؛ فلو سقط الأقصى يتوقع اليهود أن تنهار معنويات المسلمين، ومن ثَمَّ يمكن أن تسقط كل مقاومة في فلسطين، بل وتسقط مقاومة المسلمين للمشروع الصهيوني في كل أنحاء العالم الإسلامي. ولا ننسى أن احتلال المسجد الاقصى في بداية الحروب الصليبية أدى إلى انهيار معنويات المسلمين لعدة عشرات من السنين، وهذا ما يتوقع اليهود ويسعون في تحقيقه الآن
ولكن هل يمكن ان يهدم الاقصى فعلا ؟؟؟؟
أقولها وبكا حزن … نعم من الوارد جدا ان يهدم الأقصى ، فكما حدث من قبل حين سرق الحجر الأسود ودمراليهود الكعبة وبعدها وقع المسجد الأقصى فى براثن الصليبيين وتحول إلى إسطبل للخيول، ثم إلى مخزن للغلال، وظل في هذا الأسر البغيض أكثر من تسعين سنة متصلة
فلولا الجُبن الذي اشتهر به اليهود، لكان هدمه قد حدث منذ عدة سنوات …
ولكننا يجب أن نعى جميعا أن قضية الأقصى ليست قاصرة على الفلسطينيين فقط بل إنها تهم العالم أجمع حيث أن المسجد الأقصى يمثل قيمة إسلامية عالية جدا ولا بُدَّ أن يعلم المسلمون جميعًا أن المساس بهذه المقدسات هو مساس بكرامة الأمة الإسلامية كلها، وأن الله عز وجل سيسأل الأمة بكاملها رجالاً ونساءً، حكامًا ومحكومين، فلسطينيين وغير فلسطينيين، عربًا وعجمًا.. سيسألهم جميعًا عن هذه القضية المحورية في حياة الأمة
وإن كنا نعطي هذه القيمة الكبيرة للمسجد الأقصى، إلا أن هناك قيمة أعلى لا بُدَّ أن نثور للمساس بها، ولتكن ثورتنا هذه أعظم من ثورتنا للمسجد الأقصى، وهذه القيمة هي أرواح المسلمين التي تُزهق في فلسطين صباح مساء!
فلا يجوز لنا إذًا أن نهتزَّ لحفر الأنفاق تحت الأقصى فقط، ولكن يجب أن يكون اهتزازنا أشدَّ وأقوى إذا رأينا أكثر من 360 مسلمًا يموتون في غزة من سنة 2007م إلى الآن من جرَّاء الحصار، والآلاف يموتون في قصف غزة في حربها الأخيرة، بل يجب أن يكون ردُّ فعلنا شديدًا ومهولاً إذا أُزهقت رُوح واحدة بريئة في أرض فلسطين، أو في غيرها من بقاع العالم. ولا أدري كيف يطيب لنا عيش، وكيف نستمتع بطعام وشراب، وكيف يغلبنا النعاس، ونحن نسمع ونشاهد ما يجري لإخواننا وأخواتنا وأبناء عقيدتنا، وهم يُطحنون بالآلة اليهودية المجرمة!!
فمهما ساءت الأوضاع، وأظلمت الدنيا فإن العاقبة في النهاية للمتقين، وسيأتي زمان يعود فيه الأقصى حرًّا للمسلمين، بل ستعود فلسطين بكاملها بإذن الله.. لا نَشُكُّ في ذلك قيد أنملة
التعليق على الموضوع: ان قل ما قاله الكاتب صحيح وسليم لان من طبع اليهود رمى الحجر فى المياه الراكده ليقسوا مدى تحرك المياه فاذا كان رد الفعل قوى يرتعد اليهود ويؤجلوا مخططاتهم الى وقت اخر وقلما وجدو الفرصه سانحه اختبرو رد فعل المسلمون ومن ذالك لابد ان تكون رودد افعلنا على افعال اليهود اقوى الف مره من تفكيرهم وهذا هو اكبر رادع لهم حتى يغيرو افكارهم ضد الاقصى وهناك شيئ لابد من توضيحه لليهود لو حدث لاقدر الله اى مكروه للاقصى ردفعل المسلمون والعرب لايكون سهل وربما تكون هى نهاية اسرائيل نحن نتهون فى الامور العاديه ولكن عندم تتصدم اسرائيل مع المقدسات فلن نسكت ولو خلف اسرائيل الف امريكا مش امريكا واحدة
التعليقات (0)