الاقتصاد الإسرائيلي نموذجا
بقلم د/صديق الحكيم
فاتحة القول :إذاكنا في مصر نسعي لمواجهة التحدي الأكبر لنا وهو النمو الاقتصادي ومن بعده الازدهار والرفاهية فإننا لابد أن ننظر حولنا لنتعلم من تجارب الأخرين البعض ينظر إلي تركيا وماليزيا والبعض الأخر ينظر إلي البرازيل كنماذج للانطلاق من اقتصاد متدهور إلي اقتصاد منتعش ثم مزدهر لكنني أردت أن أنظر إلي أقرب من ذلك إلي أقرب جار إلي العدو اللدود الذي نلعنه ليل نهار ونصب عليه جام غضبنا إنه العدو الصهيوني أوالكيان الصهيوني الذي لعناه في كل كتاب وراح هو يعمل ويعمل وينمو ونحن اكتفينا بالسباب واللعنات فمتي سنعمل بجدية للوصول حتي مرتبة هذا الملعون الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 7.88 مليون نسمة وفق تقديرات عام 2012 تشكل الفئة العمرية من (15-64) سنة (القوة العاملة )نسبة 64.2% من السكان وتبلغ نسبة النمو السكاني السنوي حوالي 1.6% وسط 300 مليون عربي أويزيد وبناء علي ماسبق أردت أن أعطي لمحة موجزة عن اقتصاد العدو لعل ذلك يحرك في عروقنا دماء باردة لاتجيد إلا الثرثرة والتخوين والنقد والتجريح للأشقاء في الوطن
الاقتصاد الإسرائيلي من أكثر الاقتصادات تنوعًا على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودخل الفرد في إسرائيل من أعلى الدخول في العالم حيث يبلغ حوالي ال 28 الف دولار حيث وصل اجمالي الناتج المحلي إلي 200 مليار دولار وهي في الترتيب 38 بحسب البنك الدولي 2007بينما تحتل مصر الترتيب 41 (لاحظ الفرق بين انتاج 80 مليون وانتاج 8 مليون )
ويعتمد الاقتصاد الإسرائيلي على ثلاث ركائز أساسية :صناعة التكنولوجيا ومعداتها وكذلك على الزراعة والسياحة، فلإسرائيل باع طويل في مجال الصناعات عالية التقنية والبرمجيات المتنوعة وتتواجد على أرضها العديد من شركات تصنيع الحواسيب وبرمجياتها الإسرائيلية أو العالمية من مثل مايكروسوفت وإنتل وكذلك شركات الاتصالات من مثل موتورولا. وتعتبر إسرائيل من الدول الرائدة في مجال اعادة استخدام المياه وتحلية المياه وتقليل الاعتماد على موارد الطاقة الخارجية.
الركيزة الثانية للاقتصاد الإسرائيلي هي الزراعة حيث تعد إسرائيل من أكثر الدول ذات الاكتفاء الذاتي في المجال الزراعي وتقوم بتصدير الفائض الزراعي من خضروات وفواكة إلى دول العالم المختلفة في الوقت الذي نستورد فيه نصف القمح اللازم لرغيف العيش ولم يفكر حكامنا يوما أن نكتفي من القمح ورحنا نزرع الفراولة والكنتالوب والزهور لتصديرها لأوربا
كذلك فان السياحة تشكل مصدرا مهما للاقتصاد الصهيوني حيث تزخر إسرائيل بالعديد من نقاط الجذب السياحي الديني ومثال ذلك حائط المبكىٍ وكنيسة القيامة وقبة الصخرة وغيرها الكثير والتاريخي مثل جبل مسادا والعلاجي كالبحر الميت حيث بلغ عدد السياح القادمين إلى إسرائيل عام 2008م حوالي 3 مليون سائح بينما مصر بكل مالديها من آثار وشواطيء ومعالم سياحية تجذب 9 مليون سائح معظمهم من الدرجة الثالثة
كذلك تعد تجارة وتصدير الالماس موردا مهما في الاقتصاد الإسرائيلي بسبب علاقاتها المتميزة مع الدول الأفريقية التي نسيناها طوال حكم المخلوع فهل نعود إلي أفريقيا مرة أخري بعد طول البعاد ؟
وفوق هذا وذاك فإن إسرائيل تتلقى دعما ماديا كبيرا من الولايات المتحدة الأمريكية حيث يقدر الدعم المادي المخصص لإسرائيل خلال العشر سنوات القادمة بحوالي 30 مليار دولار أمريكي, وتعد أمريكا والإتحاد الأوروبي الشريكان الرئيسيان لإسرائيل على المستوى التجاري.
خاتمة القول :لدينا موارد طبيعية أكثر من أي دولة في المنطقة وهي مصادر للدخل القومي مثل البترول وقناة السويس والسياحة وكلها تحتاج لتطوير أوتحتاج إلي مخلص وليس مخ لص هذا فعلا ما نحتاجه وبجانب الإخلاص نحتاج إلي الإرادة القوية التي تجعلنا قادرين علي أن نرفع روؤسنا ولا ننحني لضغوط أمريكية أو اسرائلية تحدد حتي سياستنا الزراعية حتي نبقي أبدا نستورد القمح وأخيرا اسرائيل ذات الملايين الثمانية تتفوق علينا في التكنولوجيا المتقدمة وهذا مجال لاينقصنا فيه عقول أو أموال فقط تنقصنا الإرادة فهل يفعلها الدكتور محمد مرسي ويطلق إرادتنا من عقالها ؟
للتواصل مع الكاتب (223) sedeeks@yahoo.com
التعليقات (0)