يتسابق بعض رجال الاعمال لدينا الى استقطاب من يجيدون التحدث باللغة الانجليزية بطلاقة في شركاتهم، ايماناً منهم بأنها لغة الاعمال - بغض النظر عن الخبرات- وفي الاجتماعات والاعمال اليومية ترى الموظفين العرب جميعاً يتحدثون الانجليزية ويستخدمونها في مراسلاتهم ايضاً، وكل منهم يسعى للفت الانتباه بمدى اتقانه لها واستخدامه لأصعب الكلمات او سرعة النطق بها، وفي هذا من وجهة نظري اهتمام بالمظهر دون الجوهر.
وعذراً اذا تجاوزت في الوصف، لكن هذا هو حال بعض الشركات السعودية، مما ولد مناخا بأن من اتقن الانجليزية - بغض النظر عن خبراته- فله صدر المناصب ومن لا يتقنها رغم خبراته فله ان يبحث عن عمل في شركة اخرى وواقع الحال يقر بذلك.
اما ما فعله الرئيس الفرنسي السابق" جاك شيراك " عندما لملم اوراقه وانسحب من اجتماع قمة الاتحاد الاوروبي المنعقد في بروكسل، عندما تحدث احد الاعضاء الفرنسيين باللغة الانجليزية هو لتأكيد بأنه لا يمكن بناء عالم اعمال ومستقبل بلغة واحدة ولا بثقافة واحدة. فالإهتمام باللغة الام هو اهتمام بالثقافة والتجارة، والمعروف عن الرئيس الفرنسي انه يتقن الانجليزية فهو من درس بالولايات المتحدة لسنوات طويلة، ولم يكن مبرره بالانسحاب ضعفه فيها.
لقد علق احد الاصدقاء الذي قرأ معي الخبر على هذا التصرف بأن فيه شيئا من العنصرية الا اني ارى ان فيه كثيراً من الاعتزاز بالنفس والثقافة الوطنية.
التعليقات (0)