الاعلام " بين التهويل والتهوين "
" قراءة فى التبعية "
- آلة الاعلام القوية , أصبحت هى المسيطرة على اهتمامات الحكومات والشعوب .
- أصبحت من القوة بمكان , أنها تصوغ من جديد ثقافة الشعوب . وأن تخلق رأى عام حسبما تريد ووقتما تشاء .
- تنطلى الأفكار على الكثيرين فيصيرون فى موقف الببغاوات – تردد كل ما تسمع - .
ويفندها البعض , فيعيد صياغتها بحسب فهمه – يهضمها ويفرزها لنا - .
- وبمفهوم الاستهداف وبثقافة عنصرية يرفضها البعض ويفلسفها بمفهوم المخالفة . ويعيد تصديرها للسامع , فنجد أيضا صداها لدى المتلقى .
- اعادة صياغة تفكير المتلقى أصبحت اما تكريسا لما يعتنق من أفكار ( أى زيادة أرصدة الأدلة لديه ) , واما تكريسا لفكر الاستهداف الذى يرفض أى شىء لمجرد أنه أتى من فلان أو عن طريقه .
- الحيرة تنتاب " الغير مصنفين " فلا هو ينضم لفكر التابعين ولا هو مع المخالفين , الحيرة تتبدى فى أنه فى أول النهار يقتنع بفكر هؤلاء ( من كثرة الترديد ) , وعند سماع وجهة نظر المخالفين – المختلفين – آخر النهار ( من تعمد مخاطبة العاطفة ) تكون قد تكونت لديه قناعة أخرى مخالفة , وبات مقتنعا بفكر أولئك .
- جمهور واسع عريض هو " الغير مصنف " , وبالتالى فالحائرون كثر , وهم أيضا المحايدون , والغير مشاركين , والسلبيون , والمعتنقى لفكر وفلسفة ( أمشى جنب الحيط ) , وبالغ البعض وأعتنق ( أمشى جوه الحيط ) .
- سامح الله الاعلام , لا هو خلق رأى عام , ولا هو زاد من التابعين , ولا هو غير من قناعات المخالفين , بل زود البلبلة وزاد البلة طين .
زاد الحيرة والبلبلة لدى الجمهور الواسع العريض , مما دفعه الى مزيد من السلبية , فكأن الاعلام لم يكفه ما فعله الاقتصاد حين قضى على الطبقة الوسطى , ورفع 5% منها الى طبقة الأثرياء , وترك الباقين يهبطون الى طبقة المعدمين . هذه الطبقة الوسطى التى كان يناط بها الاضطلاع بمهمات ومسئوليات الفرد تجاه المجتمع , وهى التى كانت تشكل الرأى العام وهى مؤشره وبوصلته .
فى الوقت الذى كانت فيه الطبقة الرأسمالية مشغولة بتعلية أرصدتها البنكية وزيادة مشروعاتها واستثماراتها – بعضهم على الأقل – على حساب سرقة أراضى الدولة ونهب البنوك وعلى حساب دم وعرق الكادحين , وكانت طبقة الكادحين مهمومة بتدبير القوت اليومى - يوم بيوم - . ولأن السياسة والأقتصاد وجهان لعملة واحدة .
فقد كان من ضمن مساعى الحكومات والدول ( الذليلة التابعة ) سرعة التخلص من الطبقة الوسطى , المقلقة , التى كانت تتولى المظاهرات والاضرابات والاعتصامات وأبوك السقا مات , ومحاولاتها المستمرة لزيادة الوعى العام , وتشكيل وجدان الرأى العام , ومحاولة خلق الرأى العام , فقد سعدت الحكومات والدول اياها بانهيار هذه الطبقة كما سعد بها الاقتصاديون من قبل .
لم يتبق من هذه الطبقة سوى المخلفات الاعلامية .
كيف ؟
طبقة الرأسماليين مشغولة بالبيزنس والنهب وليس لديها الوقت , ولم تصل لمرحلة البجاحة للتحدث علنا " عن انجازاتها وحقوقها " , الا ما ندر , ولذا أستأجرت مثقفوا واعلاميوا الطبقة الوسطى لينوبوا عنها .
وهم أنفسهم من صدعوننا ليل نهار فى التحدث عن معاناة الكادحين وآلامهم , وهم هم فى نفس البرامج ونفس الجرائد التى تمجد وتسبح بحمد المستثمرين .
هؤلاء الاعلاميون هم فقط ما تبقى من الطبقة الوسطى .
ولكنهم يكتبون وهم يركبون " الأرجوحة " حبه فوق وحبه تحت .
وهم لا يصوغون أفكارهم أو معتقداتهم ,
انهم كتبة .
لا يكتبون ما يمليه عليهم الضمير , بل يكتبون ما يمليه " الجنيه " .
وفى بعض الأحيان يكتبون عن الفقراء " بلا مقابل " ولكن دغدغة للمشاعر واجتذابا للجمهور .
ولكن أين التبعية كما فى العنوان ؟
وأين التهويل والتهوين ؟
كانت هذه مقدمة واجبة ,
أما الاجابة فموضوعى القادم ان شاء الله .
eg_eisa@yahoo.com
التعليقات (0)