مواضيع اليوم

الاعلامية السعودية بثينة الناصر: احداث الربيع العربي انعكست على الداخل السعودي خريفا ترى ان المرأة ا

منير مصطفي

2011-07-12 14:55:57

0

اجرى الحوار حسين الجفال: الإعلامية بثينة النصر امرأة من طراز فريد، كلما وضعتها الظروف في خندق ضيق، حملها وعيها لفضاءآت أرحب وأوسع، آمنت بالحرية والعدالة للمرأة في بلادها فذهبت تسلط الضوء على قضايا مجتمعية عويصة جعلتها في فوهة المدفع مع التيار الرجعي المنغلق والذي لا تراه الوحيد العائق للنهوض بدور المرأة وتسييج حريتها، كما تجد نفسهاعلى يقين بأن الأفكار التقدمية و الإنسانية الحضارية هي ما ينتصر في فلسفة الوقت. هنا حوار معها:
من الاقتصاد إلى الإعلام ، ما بينهما طموحاتٌ شاردة، و أحلامٌ غارقة في بحرِ الأنا ، هل اقتنصت شيئا من شواردك؟!!
تعلمت أن الحلم حين لا يقترن بالشأن العام فقيمته تكون متواضعة و غالبا رخيصة.. لذا أطمئنك بأن أحلامي منتعشة و يقظة و حاضرة و قدرتها على العوم كبيرة.
بعد التحاقك ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي كمساعدةٍ تنفيذية ثم كمسؤولةٍ اقليمية، هل هنالك هُوة تشكلتْ في ذاتك جرّاء العمل في شيء و التخصص في شيء آخر ؟
في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عملت بشهادة تخصصي الاكاديمي بالمناسبة.
وقد اوكلت الي مهام الـ Media focal point بعد ثلاثة أسابيع من عملي معهم ثم بعدها قاموا بابتعاثي لنيويورك ضمن مجموعة مختارة تتكون من خمسة عشرة صحفيا وصحفية من الشباب حول العالم للتدريب في مركز الأمم المتحدة الرئيسي تحت اشراف قسم الإعلام والإتصال هناك. كانت على العكس فرصة كبيرة لصقل المؤهلات وتحديد بوصلتها.
ظهور المرأة الإعلامي شكّل صدمة تاريخية في التسعينيات، ألا تعتبرين حضورك في البدايات مغامرة، وكيفَ كان رهانك على وعي المرأة و تغيير مسيرتها؟
ببساطة قررت احتراف الصحافة المتلفزة وأنها المهنة التي أرغب بها و إن لم يكن هنالك فرص جادة في بلدي للمرأة إعلاميا وقتها تغربل نظرة مجتمعي المحافظ لها في هذا المجال المهني البديع: على احدانا أن تخلقها. أذكر في العطلة الصيفية من عام 99م أثناء دراستي الجامعية قررت أن اذهب لمركز تلفزيون أبو ظبي للتدرب على صياغة و تقديم نشرات الأخبار، كان الجميع يسخر مني وقتها، ما بالها بثينة تحلم كثيرا و تضيع وقتها لتتلقي معرفة في أمر لا تحلم ولا بعد مائة عام المرأة السعودية أن تقوم به..!
بعدها بخمسة أعوام فقط جاء الأمر الملكي بضرورة فتح آفاق العمل أمام المرأة السعودية ضمن المشروع الوطني الإصلاحي المجيد، أي انه حين سمح بولوج الأبواب تأكدت بأن المفاتيح بيدي.
هل كنت تمارسين كتابة الأخبار أو المقالات وأي الاتجاهات تلفت عنايتك ؟
نعم بالتأكيد، لا يمكن أن يقبل مذيع أخبار جاد أن يقتصر أدائه على الإلقاء، فمن المهم أن يعي خلفيات و تفاصيل ما يقرأ، هذا من ناحية، من ناحية أخرى على الصعيد الشخصي كان والدي حريصا جدا على أن يحببنا في الكتاب و القراءة منذ الصغر ما صقل عندي القدرة على التحليل و التعبير. كانت درجاتي متميزة في الإنشاء أيام الدراسة و تحصلت على المرتبة الثالثة على مستوى المملكة في الصياغة التعبيرية في سن الخامسة عشرة. أما اليوم، فقد بت معروفه كواحدة من مجموعة لا بأس بها في الوطن من المتنورين المؤمنين بأن لا تنمية إنسانية ولا إصلاح حقيقي أو تطوير يمكن أن يتأتى لنا كمجتمع دون النهوض بالمرأة و حقوقها فمشكلتها هي بالضرورة مشكلة مجتمع بأكمله ولا يمكن الفصل بتاتا. وإيماني هذا ما يترجمه عملي.
- هل واجهت عقبات في عملك الإعلامي مع MBC لاسيما أن زميلاتك آنذاك على مستوى من الاحترافية والشهرة ، ألم تتعثر خطواتك حينها ؟!!
- عملت أثناء الدراسة الجامعية كمذيعة في راديو الــ mbc-fm أغطي الأنشطة النسائية وأتابع مشاركاتهن الإجتماعية، كانت تجربة رائعة وبداية صحيحة لولوج الفضاء الإعلامي. أما الصعوبات بالمجمل في كل مكان عملت به فلا معنى لها اليوم، فالعقليات النمطية والجهلة و عشاق الشللية والمتملقون و المتسلقون ووو ساعدوني بما يثيرونه من تشويش و فوضى على الإصرار لتطبيق مبادئ أعتنقها وسلوك طرق لا تتقاطع مع طرقهم وأن أعمل جاهدة كي لا أشبههم يوما.
- ماذا تسمين التحول من الإذاعة إلى التلفزيون، وهل اختلف العمل بينهما بالنسبة لك؟
- العمل مع الـ UNDP جعلني اتعمق في مواضيع التنمية الانسانية بشكل بحثي. وحين قررت الاحتراف قدم لي الشيخ صالح كامل حفظه الله الذي لطالما كان مؤمنا بقدرة المرأة السعودية على العطاء قدم لي فرصة من خلال الــ ART فقررت وقتها ان أركز على المرأة وتمكينها فكان برنامج الهودج.
الفرق الجوهري الذي لمسته بين الإذاعة و التلفاز ، هو الولاء و الدفء الذي يمنحك اياه المستمع أكثر بكثير من المشاهد، فببساطة هويصغي أكثر.
- بعد مغادرتك UNDP حظيت بفرصة إعداد تقديم برنامج مباشر على قناة ART (الهودج) حيث كان سباقا في تسليط الضوء على انجازات المرأة السعودية ؛ أما تزالين في نشوةِ ذلك البرنامج الذي يتردد ذكره إلى الآن ؟!!
- كنت أجد صعوبة حقيقية في اقناع السيدات السعوديات وقتها على قبول الظهور معي تلفزيونيا نظرا لتخوف بعضهن من استفزاز المجتمع المحافظ، و الصعوبة الأكبر أنني لم أرغب في استضافة أي سيدة متميزة بل كنت استهدف السيدات المنجزات بشكل فعلي و منافس على مستوى دولي، أردت للجميع في الداخل قبل الخارج ان يتعرفوا على قدرة بنت بلادي ولماذا هي تميزت؟ ماهي الظروف الداعمة لها كي تعطي بهذا الشكل المنجز؟ كيف هي معاملة الذكور لها في محيطها كي أوصلوها لترفع رؤوسهم بهذا الشكل المشرف، هكذا كان منطلق عملي من أجل غربلة الأفكار المتقادمة وبداية عمل إعلامي محترف من أجل التوعية بتمكين المرأة. نعم أحب الهودج جدا خصوصا أني أشعر بأنه بشكل ما ساهم حقيقة في إخراج نخبة المثقفات لمعترك الحراك العام والتفاعل مع قضايا مجتمعن التنموية .

تم ترشيحك كسيدة العام في معهد السير الذاتية الأميركي IBI و لقب ابرز المفكرين من المركز العالمي للسير الذاتية في كامبريدج في عطائك الاجتماعي والثقافي ؛ كيفَ انعكس على عملك كإعلامية ؟
أبتسم الآن و أنا أقرأ سؤالك، والدي حفظه الله به خصلة عجيبة، فمنذ ايام الدراسة حين كنت آتي له بشهادة تقدير أو نحوه كان يسعد بها لكن لا يحاول اعطائها أهمية كبرى خوفا من أن يثنيني الزهو أو لا سمح الله الكبر عن الجد والاجتهاد في تطوير ذاتي، فهو ما تربيت على أنه مقدس، أي العمل بصدق مع الذات. هذا التطرف الايجابي مسموح به بل و محبب من قبل أب يساري حريص سمته التواضع والبساطة، لكنه لم يثنيني عن تقدير اي خطوة جميلة أحققها وهي مؤشر واضح للإنسان أنه على الطريق الصحيح في مهنته.
عملت مستشارة في وزارة الإعلام والثقافة السعودية ضمن خطة تطوير القناة السعودية الناطقة بالانكليزية ؛ ما نوع الاستشارات ، و كيف تقيمين وضع القناة الثانية وتطورها وهل حققت ما تصبو إليه ؟
كنت ضمن فريق عمل من الشباب نعنى بإعادة هيكلية القناة و تحديد الأهداف من كل برنامج و تطوير الآليات و التكتيكات وفق المعايير التقنية المعاصرة و تحديد المسؤوليات و توزيع المهام ، كنا نعمل أكثر على محاولة غربلة فكر الحرس القديم في الوزارة و تجديد الرؤى فيه، عملنا بجهد دون كلل حققنا من ورائه بعض الخطوات الجيدة حتى بدأ مؤشر الاحباطات، احببت كل زملائي و زميلاتي و مدرائي دون استثناء ولازلت اشتاق لهم، لكني لم استطع التعايش وسط الفوضى المهنية أكثر، فقررت المغادرة إلى قناة ذات بعد اقليمي تقدر مفهوم الاحتراف.
- اختيارك كأول سيدة سعودية في إطلالة إخبارية كان نوعاً من التحدي وإرسال رسالة قوية إلى الداخل والخارج بأن المملكة تمر بمرحلة تطور إعلامي ، هل نجحت الوزارة في رسالتها مع ملاحظة أن القناة تم تحجيمها وقص أجنحتها بسبب كثرة الاعتراضات التي واجهتها؟
- تقديم أول نشرة أخبار نسائية في تاريخ المملكة العربية السعودية كان شرفا عظيما وبداية معرفة الناس الحقيقية بي و بفكري والأهم تعزيز ثقتهم بالمرأة العاملة في الصحافة المتلفزة. هو أمر جاء متأخرا صحيح لكنه خطوة ناجحة و لاشك تسجل لأصحاب القرار. و من المخجل أن نشهد البعض على كرسي المسؤولية لا يزالون يستخدمونه من أجل تمرير أفكارهم الشخصية أو أجنداتهم الرجعية على حساب التنمية الإنسانية في أوطانهم. سواء في عمل المرأة أو غيرها من قضايا الوطن المعطلة بسبب هؤلاء.
- إلى أين قادتك الحملات المتشددة والرجعية التي عارضت حضورك ، و كيف تعاملت مع هذه التهديدات؟
- تعلمت أن أرفض المتقادم من الأفكار و العادات السلبية وأن أواجهها بشدة و دون نفاق. و أن آخذ معي في درب حياتي فقط معاني الأصالة و القيم النبيلة من إيثار و عدل وكرم و عطاء، الخ فهي ما يهم وهي ما يبقى معنا ليرتقي بنا للعلا. ثم يكفينا أن نعي بأنه متى ما بدأ الخصوم في الضرب تحت الحزام بالتهديد أو النيل من السمعة أو التنكيل فهذا دليل أكبر على انهزامهم و ضعف الحجة الحسنة لديهم و أنك حتما الغالب، كلنا نتذكر غاندي و البابا يوحنا بولوس الثاني و جون لينون، لكن من ذا الذي يذكر اسماء من استهدفوهم..!، الأفكار التقدمية و الإنسانية الحضارية هي ما ينتصر في فلسفة الوقت.
- خضت صراعا مع التيار الديني المتشدد في شأن دعم حقوق المرأة في السعودية، هل ما زلت مؤمنة ومدججة لخوض صراعات أخرى لاتنتهي؟
- حلف الجهل و الفساد هو من وجدت نفسي في مواجهة حقيقية معه ومع من يعتنقونه. إن كنت شخصا ملتزما بعملك مغرم بالقيم العليا و بالحرية و العدالة من الصعب ان لا تجد امامك خصوما ..!، خصوصا من المرتزقة باسم الدين، من يطوعونه بمبدأ أنه أي الدين طير حر من صاده قنص به..!، و خصوصا اكثر لو كان هؤلاء مجموعة من المنحرفين ممن هاجسهم المرأة و لا يبصرونها سوى من بعد واحد هو أنها جارية و أداة متعة و جنس و تفريخ. بطبيعة الحال ما اطرحه و أتناوله من قضايا و مواضيع تستفز كل من ذكرتهم لك، أما المتدين الحقيقي الصادق التقي فهو في صفي لا محالة. المرأة السعودية أقوى من السابق بكثير و اجرأ، وهي احدى مكونات جيل جديد عصري جدا، مطلعة على حقوقها وواعية لها جيدا، لذا الحراك النسوي في السعودية تجده على كل المستويات وفي تقدم و بدعم من أغلب القوى التقدمية الاجتماعية في الوطن في مواجهة التيارات الرجعية القوية التي يحركها الفساد.


برنامج هن على الحرة هل هو البرنامج الذي تطمحين له؟
نعم هو برنامج يتناسب تناسبا تاما مع القضية التي لطالما آمنت بأنها قضيتي، ألا وهي تمكين المرأة.
ما ابرز ما تسلطون الضوء عليه بخصوص وضع المراة ؟
قضايا كثيرة، العنف، التزويج القسري، جرائم الشرف، الولاية، الختان، اغتصاب الصغيرات باسم الزواج، الخ.. لكني أستطيع أن أجملها لك في أن المرأة العربية لا تملك حياتها و لا جسدها بالكامل، كما أن القوى الرجعية لا تزال تحاول تقييدها بداخل اسوار بعيدا عن تأثير فعلي في الفضاء العام. و القوى الرجعية هذه تفاجأنا خلال البحث و الدراسة لأكثر من ثلاث سنوات في برنامج هن كفريق عمل بانها لا تقتصر على البادية أو الأرياف أو الدول المحافظة، بل وجدناها في قعر المنظمات الحقوقية و الأحزاب التي يفترض بها تقدمية.
- كيفَ تقرئين تمظهر المرأة في الثورات العربية من كونكِ امرأة عايشتْ مطالبات التغيير لراهن المرأة السعودية ، و مع تواصلك الاجتماعي على الفيس بوك و احتشاد أنصار التغيير على هذه الشبكة ، ألا تفكرين بعمل ما للتصدي لشؤون المرأة لطرح قضاياها من رؤيتك ؟!
- المرأة العربية شاركت بشكل موازي و فاعل جدا في الثورات العربية ودفعت الثمن مثلها مثل الرجل
- في هذا الصدد بحثي يتركز حاليا على نقطة جوهرية ألا وهي أن هذه الثورات التي خرجت ترفع شعارات الحرية والديمقراطية والمساواة وتؤكد على حقوق الانسان لا يتوجب بتاتا أن تقود إلي الغاء المكاسب المتواضعة التي حققتها المرأة العربية في السنوات الماضية. كم سيخيب ظن الناس بها إن لم تكن قادرة على إعادة و تكريس مبدأ المساواة بين جميع افراد الشعب دون تمييز.
- ما هو المستقبل أمامك ، و هل ثمة مشهد تلمحينه لوضع المرأة السعودية في الداخل يشي بالتغيير من واقع رهانك على اللحظة المشتعلة حولنا ، و التي تؤثر حتما- في الداخل ؟!!
- احداث الربيع العربي المجاور جاءت على الداخل السعودي خريفا، والسبب أن مجموعة يبدو أنها منظمة جدا ومدعومة بالمال والسلطة، شحذت همتها للأسف لتحوير كل مطالبة بديهية ضمن المشروع الإصلاحي الوطني والذي هو بالمناسبة خطاب ملكي في الأساس إلى وصم و تخوين ومساس بالمواطنة. مع ان ما يمس بالمواطنة ويقدح فيها برايي هو الجبن والتقاعس عن تحمل مسؤولية الإصلاح ونكث العهود بالمزيد من الشراكة الشعبية في بناء وترميم مؤسسات الوطن. كالعادة المراة هي من تدفع الضريبة الأكبر، لا مشاركة في الانتخابات البلدية لحجج واهية، لم تقد السيارة بعد ولا زالت ابنة بلدي الحرة البالغة العاقلة المتعلمة تحت وصاية ولي أمر ذكر تتساوى معه في العقاب لا الثواب.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !