للتملّص من الحقائق والادلّة الدامغة التي تدينهم مازالت الحكومة والمليشيات وعرّابي الفتن الطائفية يبرّرون الجرائم والفظائع المستمرّة التي ترتكب بحق السنّة بتبريرات واهية فاشلة حتى صارت التبريرات هي الشمّاعة التي يعلّقون عليها جرائمهم كلّما أرتكبوا جريمة، وهي (وجود مندسّون).
ومنها على سبيل المثال لا الحصر؛ ما جرى بالأمس من احداث وجرائم في الاعظمية بحق الاخوة السنّة حرق ممتلكاتهم وسياراتهم وبيوتهم اضافة الى حرق بناية هيئة استثمار الوقف السنّي، والتي ايضا قالوا وبرّروا هذه الجريمة بأنها أرتكبت من قبل مندسّون بين الزوار.. ولو تنزّلنا وسلّمنا بهذا المبرِّر الواهي بأن ما يرتكب من جرائم بحق السنّة هو من عمل وفعل المندسين.. فلماذا اذا تمضي الحوادث دون ان تتّخذ الحكومة مواقف قانونية صارمة وصريحة ومشخّصة للأطراف التي ارتكبت الجريمة وكشف الجهات التي تقف وراءها ولماذا الصمت؟.
وايضا الجرائم الدموية التي أرتكبها (الحشد..) بحق المدنيين العزّل في صلاح الدين من قتل وذبح وحرق وسحل الجثث والتمثيل بها اضافة الى اعمال السلب والنهب والسرقة وحرق الممتلكات.. وهذه كلّها جرائم (مسجّلة و موثقة) وشواهد على جرائم وبشاعة المليشيات أطّلع عليها الجميع.. وايضا بُرِّرت بأنها حالات فرديّة شاذّة أرتكبت من قبل مندسين بين الحشد.. وايضا مرة اخرى أتبعت المرّات والامثلة الكثيرة السابقة قوبلت بالصمت والسكوت..!!.
لكنهم في المقابل الرموز السياسية والمليشيات والاجندة الايرانية الطائفية التي دقّت أسفين الاقتتال والحرب الطائفية بين مكونات الشعب العراقي وتريد الأبقاء عليه وأيصاله الى خطّ اللا رجعة؛ لم يسكتوا عن مندسّين بين النازحين (حسب الإدّعاء) وبالتالي إيوائهم، ولماذا حصل العكس وتم طردهم والاعتداء عليهم واغتيالهم وايضا بذريعة وجود مندسّين..؟.
لأجله عادت مرجعية السيّد الصرخي الحسني المعروفة بمواكبة الواقع الوطني والاجتماعي العراقي اليوم الخميس 14/5/2015 لتسجّل موقفا وطنيا واخلاقيا شرعيا آخر تجاه ما حدث من جريمة في الاعظمية، حيث أكدت أن "الأفعال الإجرامية التي ترتكبها المليشيات الطائفية الآن في الأعظمية تقف وراءها إيران من أجل دق إسفين الطائفية وإيصال الأمر الى خط اللارجعة" .
وانتقدت المرجعية الشماعة التي يعلق بها الساسة تبريراتهم وهي شماعة وجود مندسين ليبرروا جرائم المليشيات، بقولها " إذا كان الكلام عن مندسين وتمضي الحادثة دون اتخاذ مواقف صارمة وصريحة ومشخصة للأطراف التي ارتكبت الجريمة وكشف من وراءها فلماذا لم تسكتوا عن مندسين في ساحات الاعتصامات ولم تسكتوا عن مندسين في الموصل والانبار وصلاح الدين، وقلنا اقطعوا الفتنة وطرحنا الوساطة وقلنا مستعدون للتوسّط والذهاب بأنفسنا للقاء بكل الأطراف ورفضت الحكومة الوساطة هي والمليشيات."
وأضافت المرجعية العراقية "لماذا لم يتم السكوت عن مندسين بين النازحين وبالتالي إيوائهم بل حصل العكس من طردهم والاعتداء عليهم بدعوى وجود مندسين؟!"
ولفتت المرجعية العربية إلى أن كل ما يحصل وما سيحصل هي جرائم من أجل المخططات الإمبراطورية الإيرانية وتحقيق وتأسيس خط دفاعي أمين لحماية المصالح الإيرانية الإمبراطورية.
موضحة في الوقت ذاته: " إن إيران قالت وأعلنت إن العراق وليس بغداد فقط بل العراق كل العراق هو عاصمة إمبراطوريتها فليفهم الجميع الكرد والسنة والشيعة، وكما قلنا ونبهنا وحذرنا مرات ومرات وضحينا من أجل العراق والعراقيين فليتأكدوا أن إيران تسعى أولا وبالذات لكل العراق الجنوب والوسط والشمال والشرقية والغربية، إيران تريد كل العراق فتسعى لتحقيق هذا بكل ما أوتيت من قوة لغرض إشعال فتنة طائفية على غرار فتنة 2006 وبالتالي تستطيع إيران أن تفرض هيمنتها ونقل ما يحصل من أزمة في المدن الإيرانية المنتفضة في كردستان إيران الى العراق وإشغال الرأي العام والعالمي بأحداث العراق".
وأيضا دعت المسؤولين السنّة الى الإنسحاب من الحكومة والتي لا تمتلك أي سيطرة على المليشيات معبّرة عن ذلك بقولها "ان المسؤولين السنّة ان إمتلكوا ذرة من الكرامة والغيرة على أهلهم ومذهبهم ودينهم ووطنهم فعليهم الآن ان يقدّموا استقالاتهم وليفوتوا الفرصة على المليشيات والحكومة التي تبرّر قتل اهلهم السنّة بتبرير ان لهم ممثلين من السنة! فماذا جنت المناشدات فيكفي سرقات اخذتم كل شيء ودمّرتم العراق انسحبوا واكشفوا زيف حكومة تحكمها المليشيات وايران فالى متى تبقون شهود زور على جرائم قبيحة بشعة تقع بحق الابرياء فالجرائم مستمرة وانتم شهود زور عليها"
كما ألفتت المرجعية العراقية الى الازمة التي تمر بها ايران والحكومة وامريكا وكلها يمكن ان تستغل من قبل ساسة السنّة لغرض تشكيل ضغط وحفظ ماء الوجه امام اهلهم ومذهبهم في تسجيل موقف تاريخي بقولها "ان ايران في ازمة وان الحكومة في ازمة كبرى وان المليشيات في ازمة اكبر وان الاميركان في ازمة تفوق الجميع فاخرجوا من الحكومة ومن البرلمان وانسحبوا وانا اضمن لكم انهم سيعودون اليكم لانه لا يوجد احد مثلكم يبيع اهله مقابل المشروع الايراني فسجلوا موقفا للتاريخ وانسحبوا ولا تخافوا على مناصبكم واموالكم وسرقاتكم لانهم لا يجدون افضل منكم يخدم مصالحهم"
موجهة ذلك المطلب بأسم اهل السنة بقولها "فبأسم أهلنا السنّة وبأسم اهلنا في كل العراق ندعوكم للانسحاب فورا والزام الاخرين بتحمل مسؤولياتهم جدا وليس كذبا ونفاقا وتسويفا مع الابقاء على الجريمة والمجرمين فماذا فعلت الحكومة لجرائم المليشيات بحق النازحين ولماذا سكت الجميع عن ما يجري للنازحين فالجرائم مستمرة ولا يوجد اي سيطرة للحكومة على المليشيات".
لكننا نعلم ونعرف جيدا كما عرَف العالَم؛ ان لا سلطة ولا سيطرة للحكومة على الاجندة والمليشيات الايرانية التي بدا يتّضح وينكشف للناس يوما بعد يوم انها هي مَن يقود البلاد وليس الحكومة.. هذا إن لم تكن الحكومة ايضا تسير معها في الركب الايراني.
التعليقات (0)