الاعشاب والاغريق

 كان لعلماء الاغريق (اليونان) باع طويل في حقلي الطب والصيدلة . ولهم فضل كبير في انشاء المدارس التي كانت تهتم بهذين العلمين : وقد استفادو من تراث قدماء المصريين والبابليين وغيرهم من شعوب الارض الذين سبقوهم . ولقد رفع الاغريق الكاهن (اسكولاب) الى مصاف الالهة , واطلقو عليه اسم (اله الشفاء) واقامو له المعابد على سفوح الجبال المحاطة بالغابات وجعلو منها مستشفيات .

وكانت الثعابين عند الاغريق رمزا للحياة والحكمة والشفاء . وبقى الثعبان الملتف حول العصا ومزا للصيدلة والصيدليات حتى اليوم .

وكانت اغلب العقاقير من النباتات التي يجمعها العشابون , والتزمو بقواعد خاصة لاقتلاعها من الارض, فكان بعضها يجمع في الظلام او أول الشهر القمري أو اخره . وكانو يرددون تعاويذ خاصة عند جمع الاعشاب والنباتات الطبية.

ومن أشهر علمائهم :

أبقراط(460-377 ق. م) أبو الطب :

يعود اليه الفضل في نقل طرق العلاج من عهد السحر والشعوذة الى عهد الملاحظة والتجربة, واعتبر الامراض ظواهر طبيعية . وكان أبقراط صيدليا فذا, فقد ذكر أكثر من 230 دواء وعشبا . وكان يحضر أدويته بنفسه, وقسم الادوية: فمنها ما يستعمل من الظاهر كالمكمدات والزيوت والمراهم , واخرى يتناولها المريض منها السائل مثل الاعشاب المغلية مع العسل ,اوعلى صورة حبوب او قطرات او غيرها . ولم تتجاوز وصفاته 4-5 اصناف. ومازال قسم أبقراط يردده الاطباء في أنحاء كثيرة من العالم لحكمة هذا الطبيب المثالي وانسانيته التي خلدها الدهر .

ثيوفراستوس (387-317 ق.م) أبو النبات :

وصف جميع النباتات والأشجار والأعشاب التي كانت تنمو في اليونان , كما شرح خواص النبات وصفاته الأقربازينية (الدوائية) لعلاج مختلف الأمراض المعروفة في ذلك الوقت . وكان من اوائل الذين ذكرو أهمية عصير نبات الخشخاش كمسكن للالام منذ القرن الثالث قبل الميلاد .

أرسطو (384-322 ق.م) المعلم الأول :

بدأ حياته كجامع للأعشاب والعقاقير, وكان صديقا ومرشدا للاسكندر المقدوني, ورافقه في فتوحاته الاسيوية مما أتاح له الفرصة للاطلاع على نباتات تلك المناطق . كما انه وضع مؤلفات في مواضيع شتى ترجمت الى العربية