يتصرف الكثير من المواطنين الذين عاشوا كوابيس الحروب الكارثية، كما لو ان صدام حسين لايزال حاكما وكابوسا، ويتجلى ذلك في ما لا حصر له من مفردات السلوك الغريزي، والاجتماعي والسياسي، اما السياسيون فان الكثير منهم لم يشفى بعد من سحر الجملة الصدامية، والغريب ان منتقدي هذا الحال، عندما يقارنون بين عهدين ينزلقون، من حيث لا يدرون، الى محذور الاعجاب الضمني بسلطة الردع المفرط التي كان يستخدمها الرئيس السابق.
احسب، ان الامر ذو صلة علمية بما يسمى بالمنعكس اللاشرطي الذي اطلقه العالم البيولوجي الروسي إيفان بافلوف في القرن التاسع عشر ونال عنه جائزة نوبل العام 1904 ويقوم على رصد تفاعل الانسان، والحيوان أيضا، مع التأثيرات الخارجية المديدة واستمرار هذا التفاعل مع إزالة مصادر التأثير واشكالها، وكانت تجارب بافلوف على الفئران والكلاب في غاية الاهمية حول تحول المنعكس الشرطي (مظالم صدام مثلا) بالتكرار لسنوات طويلة الى منعكس شرطي حيث يثير اضطراب الضحية حالما تبدو له المظالم مرة اخرى، كان ابو حامد الغزالي صاحب (تهافت الفلاسفة) قد لاحظ في أحد بحوثه طغيان (الروح الخيالي) لدى الانسان مستشهدا بالكلب الذي يهرب بعيدا كلما رأى العصا إذا كان يضرب بها في السابق باستمرار، ما يبقي هاجس الالم قائما في اللاشعور حتى مع ابتعاد خطر العقاب، وفي انتباهة لرسول حمزاتوف، يقول، ان أبناء قريته في اقاصي ....
http://beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=18169
التعليقات (0)