مواضيع اليوم

الاعتماد المتبادل ... تطبيق النظرية في العلاقات السودانية الاثيوبية

يعرف الاعتماد المتبادل بأنه تشبيك وتكثيف العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية وأمنية بان يقدم كل طرف ما يمكن يسهم في تحسين أوضاع الطرف الأخر وربط وتنسيق السياسات بحيث لا يمكن لطرف أن يقاطع الطرف الأخر ، او يمكنه ان يستغني عن الطرف المتصل به
وقد أخذت هذه الفكرة الاعتماد المتبادل من نظرية الدوائر الكهربائية المتصلة او من نسق النظم المتداخلة بحيث إن كل طرف يمثل أهمية وتميز في موضوعات محدودة تمثل للطرف الأخر موضوعات لا يمكن أن يحدث فيها أي تقدم علي المستوي القريب الملحوظ .
يشير واقع العلاقات السودانية الاثيوبية بأنها علاقات استراتيجية وان شهدت القطيعة والخلاف وبل والنزاع المسلح ومحاولات إسقاط النظم في البلدين ، إذ لا غني للسودان من التعاون مع إثيوبيا وبذات الفرضية تكون إثيوبيا أكثر احتياجا للسودان في كل شئ ، فلا يكفي إثيوبيا علاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة وإسرائيل لتكون الدولة الرائدة في منطقة القرن الإفريقي أو أنها بأخذها الاتجاه المعادي للسودان يمكن أن تضمن أمنها وسلامة أراضيها وبذات القدر السودان .
تأسيسا علي ذلك فان التعاون والتكامل بل الوصول إلي مرحلة الاعتماد المتبادل تجاريا وسياسيا واجتماعيا ويتعدي ذلك إلي التعاون الأمني الوثيق ، أمر لا تستطيع الدولتين الفكاك منه لعدة عدة عوامل تدفع نحو توثيق العلاقات والتكامل بينهما. علية فان أشكال التعاون تأخذ أبعاد عديدة منها
1.التعاون الاقتصادي
تشير كل الدراسات والبحوث إلي إن التعاون والتبادل الاقتصادي هو المفتاح الحقيقي لربط العلاقات السودانية الإثيوبية وذلك لعدة أسباب منها طبيعة المكون الاقتصادي الإثيوبي والمكون الاقتصادي السوداني ،فإثيوبيا لديها عدة معوقات تجعلها في حاجة إلي السودان لعدة أسباب منها
• المؤاني السودانية إثيوبيا دولة حبيسة تحتاج إلي إطلالة علي البحر الأحمر ، وقد أسهمت القطيعة والحرب مع اريتريا إلي عزل إثيوبيا فلم يكن لها خيار سوي المؤاني السودانية التي تستطيع أن تنقل وارداتها وصادراتها،علي الرغم من وجود ميناء جيبوتي ووجود سكك حديدية تربط بين أديس أبابا وجيبوتي إلا إنها لا تستطيع أن تنقل الحجم الكبير للسلع الإثيوبية.
• النفط السوداني الرخيص و ذو الأسعار التفضيلية والذي تحتاجة إثيوبيا بشدة ويوفر عليها الملايين من الدولارات في لجوؤها للسوق العالمي للنفط مما يشكل اكبر ضامن للسلوك السياسي في الإقليم لكونه يعود بالفائدة علي السودان ماليا وكعمل سياسي يزيد من قوة الدولة إقليما كما إن إثيوبيا لا تجد فكاكا من فخ النفط الرخيص في وقت تتأرجح أسعار النفط العالمية.
• مشاريع الربط الكهربائي بين السودان وإثيوبيا وتكاد هذه المشروعات ان تصل مراحل الافتتاح وهي توكد الارتباط الحقيقي لأنها مشروعات طويلة الأمد تحدث فيها عملية تبادل للكهرباء في حال حدوث نقص في الإمداد مما يجعل البلدين في انسجام متواصل.
• مشاريع الربط البري(الطرق) وقد اهتمت حكومتي البلدين ببناء الطرق البرية لتدعم حركة تنقل السكان ونقل البضائع وتم افتتاح طريق القضارف دوكة قلابات المتمة شهيدي قوندار،ويجري العمل في طريق الدمازين الكرمك السودانية الكرمك الحبشية اصوصا
• تسهيل حركة البضائع عبر الدخول في العديد من الاتفاقيات التجارية والجمركية والاتفاقيات التي تتعلق بالجودة والمواصفات وفتح السلع للسكان في الحدود ورفع رأسمال لتنشيط التبادل التجاري بين البلدين رغبة في فتح أسواق جديدة وسد أوجه الطلب في الشريط الحدودي مما يشيع حالة الاستقرار في الحدود.
كما ان اعتماد إثيوبيا علي الدعم باسم المسيحية وضعف عائدات تصدير البن والسياحة يجعلها تفكر جديا في الاستعانة بالجار النامي الذي تم التضييق علية لأكثر من عشرون عاما ومع ذلك بدأت معالم انطلاقة الاقتصادية لذلك يصبح المدخل الاقتصادي للتكامل والاعتماد المتبادل بين البلدين .


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !