على أثر فضيحة كانت لها أصداء إعلامية بعيدة والتي رافقت تصرفات رئيس جامعة النهرين في اعتدائه المعنوي على طلبة الجامعة ووصفه إياهم بالحمير والساقطين ووفقا للمعلومات الصحفية الواردة من بغداد فأن السيد الرئيس قد عقد اجتماعا واسعا لطلبة الجامعة ليقدم اعتذاره العلني والرسمي لهم على هفوته تلك ، واعتذر فعلا.. ولو حسبما يُقال تحت ضغط من الوزير المعني بالأمر والذي هدده في الفصل من منصبه في حالة عدم تقديمه الاعتذار .. ومهما كانت أسباب ودوافع ومبررات تقديم الاعتذار هذا ، فأنه ينم في كل الأحوال عن شجاعة أخلاقية زائدا كونه من الفضائل التي ستُسجل لصاحب الاعتذار ، كمعالجة حضارية ومتمدنة لهفوة صدرت في حالة مباغتة من غضب وعصبية واهتياج نفسي، أو غرور سلطوي غالبا ما ينتاب بشرا وهم يعانون من حالة ضعف نفسي أو فقر روحي.
الأمر الذي يجعلنا أن نضيف انه في الوقت الذي بدا رئيس جامعة النهرين صغيرا وضئيلا في عيون الآخرين وهو يهدد ويتوعد ويحطم ويتلفظ بكلمات بذيئة ضد الطلبة الجامعيين ، فأنه من المحتمل جدا قد كبر الآن في عيون طلبته وعيون بعض من الناس وبات مغفورا له وهو يقدم اعتذاره للذين أساء إليهم واعتدى عليهم معنويا ، والذين قبلوا اعتذاره بتصفيق عاصف تعبيرا عن غفرانهم لتلك الهفوة..آملين أن يكون اعتذار رئيس جامعة النهرين قدوة ونموذجا لأصحاب السلطة الآخرين عندما يخطئون بحق الوطن أو المواطن ، وبلا شك في إنه كان للأصداء الإعلامية الواسعة والمرافِقة دورها الفعّال في دفع رئيس جامعة النهرين إلى تقديم الاعتذار الرسمي والعلني إذ لولاه لما انتشر خبر الهفوة بهذا الاتساع والعلنية والتي شكلت نوعا من الإحراج للمعنيين بالأمر .. فهذا ان دل على شيء أنما يدل على الدور الكبير والفعّال للإعلام في تسليط الأضواء على التجاوزات والأمور السلبية ومظاهر استغلال السلطة والنفوذ ، وهو في نفس الوقت يشكل عزاء لنا نحن الكتّاب والإعلاميين العاملين في حقول الإعلام ــ مجانا ومن أجل القضية العراقية فحسب ــ لشعورنا بأن ليس كل ما نكتبه عديم الفائدة أو بلا نتيجة أو يصطدم كله بالأذان الصماء .
التعليقات (0)