يعتقد البعض ان الصنم والوثن هي مرحلة تأريخية ماتت وانقرضت منذ بزوغ الاسلام وبتالي فأن الاية التي تقول (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ [إبراهيم : 35
هي تمثل وتصور لقطة تأريخية قديمة تخطتها البشرية وقفز فوقها الوعي البشري... وهذا لعمرك خطا فادح وفهم قادح وسم نافح وعمل غير صالح...!
ان هذا القول يعنى بالضرورة ان القران الكريم تحت التاريخ والزمان والمكان وليس فوقه , وهذا خطأ, لأنه يعني بالضرورة ان القران الكريم كتاب تأريخ وليس منهج وهذا خطأ ثاني ..! وهذا يعني بالضرورة ان كتاب الله مخلوق..!!! فهو مثلنا مخلوق غير صالح الا لفترة زمنية محددة ثم يهرم ثم يموت وتموت معانيه..! وهذا خطأ اكبر اخوية السابقين بل هذه هي الطامة..!! وما ادراك ما الطامة...!
وهذا يعني بالضرورة عدم استنباط الدلالات في الوجه الذي أ ُريد منا استنباطاته...!
الاصنام ليس هي تلك التماثيل الخشبية التي صورها لنا فلم الرسالة فقط...! كما ان الاوثان ليست هي تلك القبور التي يطاف بها وتدعى وتخشى وترتجى مع الله كما يحاول الفكر السلفي اختزلها فيه فقط..!فشرك القصور اكبر بكثير من شرك القبور...!
فالصنم هو حالة مادية متجسدة لكل رمزيحاول سرقة حق الله في الارض ثم يقول لا هذا حقي انا..!
والصنم هو اشبه من جعل من نفسه ميزان للحق وللحقيقة وللقيم وكأنه معيار مطلق في بناء الفكر.!
اما الوثن فهو اشبه بحاله معنوية لكل من يحاول ان يكون مثلا ومثل اعلى ومقياس لكل شيء يوزن به الحق ولا يوزن الحق به...!
او هي منزلة ينزل بها منزلة المتنزلين فيصنف الناس هذا حق يقربه منه ويقول له نعم انت نعم انت ...! او ذاك باطل فيهوي به في غيابة الجب ..!! من الناس من يجعل المنزلة مقياسا للحق والباطل...!
الوثن هو حالة اشبه برمزية يصنع فيه النفس نفسه إعلاميا هو اشبه بماركة مسجلة...!!
الصنم عبارة عن الكارثة الأخرى إلتي يـُزيف فيها المقدس الحقيقي في سبيل المقدس المزيف...!
تنزع الامة الضائعة على الرمز آلامها وتخلع عليه أحلامها ويعلق علية الشعب المهزوم انكساراته ..! الوثن هو ان
الصنم هو حالة من الخيال الجمعي وثقافة العبيد السائدة تتمثل كرمز.. وعقلية قطيع ثثمثل كاكاريزما..!!
الوثنية ان نقتنع انه ليست الحقيقة هي التي تقنع الرجل بل قائلوها....!
الصنمية :ان نحب لدرجة العمى فلا يفرق بين (الأفكار)و(الأشخاص)ولا بين (الذات)و(الموضوع) فيخلط بين (الشخص ) و(المبدأ) فيتحول الترميز من (الفكرة)إلى (الفرد).. فينظر إلى الإبريق بدلا من أن ينظر إلى ما فيه...!
الصنمية تعني ان يختزل المنهج بشخص واحد حتى اذا مات ماتت الامة..! تحيا الامة بالفرد وتموت بالفرد..!
ولا خير في أمة لا تحترم عقولها وإرادتها وحريتها.....!...........! فهي اذن أمة فقدت بوصلتها
وهنا اسجل : ليس الذي يصلي للشمس أو الوثن أو الأحجار والحيوانات أعظم شركا من الذي يصلي فكره واعتقاده ونظامه لأحد الموتى البعيدين عنا جدا...!
صنم شيخ الطائفة:
كنت احاور ابو علي وهو صديق عزيز يصنف نفسه على انه من محبي اهل البييت وهو يحول ان يحتكر حبهم فلايحق لغيره ان يحبهم كما انه لايصدق من قال له نحن نحب اهل البيت ولو حلفوا له الايمان المغلظة…! وخصوصا من هم على شاكلتي..؟ ويعتقد ان لديه وكالة حصرية بحبهم وهو وحده من يتكرم فيوزع عليهم شهادات حب اهل البيت..فيصنفهم انت تحبهم وانت تبغظهم..!واذا اقتنع صديقي ابو علي بشخص ما على انه يحب اهل البيت فعلا فلا يكفيه ذالك حتى يبرهن على حبه بسب وشتم وتكفير اناس آخرين…! ولا اعرف كيف يجتمع الحب والبغظ في قلب رجل واحد..؟ (مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) المهم كنت احاورة مرة حول فرضية صلاة الجمعة فقلت ربنا يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) فقال : انا لااصلي الجمعة ..؟ قلت ولم لا...؟ قال : لأن السيد (في بعض البلدان يسمى رجل الدين ب السيد) يقول لاتجوز صلاة الجمعة..؟ قلت لكن ربنا يقول صلوا الجمعة والسيد يقول لا تصلي الجمعة..! وامامك الان خياران لاثالث لهما اما ان تطيع الله عزوجل او تطيع السيد..؟؟ فمن تختار..؟ قال: بسرعة البرق … اختار السيد..!!! ثم اقحمني بالمقولة السخيفه ( ضعها بيد العالم واخرج منها سالم) قلت ولكن الله عزوجل يقول (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً) مريم : 95)
( وَنَرِثـهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً )[مريم :80 ] فكيف سيعثر على السيد ليخرجه من الله سالما ..؟ فقال : والله : كل مايقوله السيد سأمشي وراه, ولو قال لي ارمي نفسك بالبحر...! فسأرميها..!وهنا اقول عندما نقدس الشخصيات بهذا المستوى نكون قد بدلنا المادي المجسد الى الوثن والصنم..!
صنم الفقيه :
ومرة اخرى كنت احاور ابو عمر وهو اخ سلفي حول فرضية الصلاة الخمس بالمسجدهل هي فرض ام سنه..؟ ولماذا يـُكرة الناس بالعنف و بالعصي سوقا كالدواب الى المساجد ويجبرون على غلق متاجرهم في غير جمعة...! وفرضية الصلاة بالمساجد في احسن حالاتها هي مسألة خلافية حتى بين الفقهاء...! فقال هي فرض قلت دليلك من فظلك..! فقال لحيتي..؟ قلت ماسمعت ما آتاكم ابو لحية فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا ..!!
او ان كل شخص ملتحي يفترض انه مرجع ومعصوم وكتاب لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفة..! هل هذا ماتعنيه..؟ توسعت عيناه , سقط فكه الاسفل وكأنه غير متعود على مثل هكذا رد ..؟ لأن شيخنا المعصوم غير متعود ان يناقشه احد..! او ان يرد عليه رأيه احد ..! تراجع عن دليل اللحية فقال دليلي الامام احمد ابن حنبل يقول هذا...! قلت فأن ، الله يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) وترك البيع لايكون الا يوم الجمعة فقط , فربنا ماقال (اذا نودي للصلاة من ايام الاسبوع ــــــــ فأسعوا الى ذكر الله وذروا البيع) فقال يعني لا يوجد اذا نودي للصلاة من يوم السبت او الاحد ..! يحاول ان يكون ظريفا ما شاء الله عليه ..!! . ومستهزا ّ في ذات الوقت ..!! قلت لايوجد فقال : والله انا حنبلي وكل مايقوله الحنابلة سأمشي ورائهم..! ولو قالو ارمي نفسك بالبحر...! فسارميه...!!!
وانا اقول: ان الفقية ...هذا الرجل.... هو كبير ولكن الحق أكبر منه...!
"وبعض الرموز تحول لدى الإسلاميين إلى أوثان من دون الله ,وبدلا من أن تكون مجسدة للمثل الأعلى ,أصبحت هي المثل الأعلى والمقياس لكل شيء يوزن بها الحق ولا توزن به"
صنم شيخ الطريقة:
ومرة كنت احاور صوفيا(على الطريقة الكزنزانية) وهو استاذ جامعي للاسف فأشد الحوار فقال لي بنبرة تحدي : هذه اسلاك الكهرباء وهي موصلة بالكهرباء سوف امسكها انا وسأقول يا عبد القادر الكيلاني , ثم امسكها انت يابطل وقل يا الله.... وسنرى النتائج...؟ من منا على الحق ومن منا على الباطل..؟ انا ام انت....!.؟؟ فسكت واجما ّ... لااعرف أ أبكي ام اضحك..؟ ثم دعا لي بالهداية الى طريقة الكزنزانية الصوفية وان يكشف عني الغطاء حتى اعرف من هوالكيلاني...!! شكرته على الدعاء...! ثم انصرفت بسرعة حتى لاتصيبني دعوته...!!!!
صنم فراعنة الساسة رجالات السياسة :
وطبعا ان كنت انسى فلا انسى صديقي العزيز ابو عبد العزيز الذي يعتبر صدام حسين نبي غير انه لم يذكر في القران الكريم ولا يوحى اليه...! وفي اقل حالاته خليفة راشد خامس..! طبعا هذا النبي وضع له الشعب 99 اسما مئة الا واحد كأسماء الله الحسنى ...!هذا النبي الذي اخترع مادة من الحوامض يتحول بها الانسان الى بخار...!!! لأنه حاول ان يفكر بان يحلم بالحرية....!!! والديمقراطية...! هذا النبي لديه حساسية شديدة ضد كلمة الحرية لدرجة انه كان يتحسس مسدسه ليتأكد من جاهزيته للقتل..! لأنه يعتبر كلمة الحرية هي اعلان حرب وانقلاب ضد مبادئ الثورة المجيدة....!
وطبعا لاا نسى ايضا صديقى ابو زكريا الليبي الذي يدافع بشراسة عن القذافي (قذفه بقذيفة هاون) حيث يعتبرة رمزا لكرامة الليبين..! ورمز الكرامة هذا - سئ الصيت – الذي جمع بين الدكتاتورية والجنون فصار اثنين في واحد..! هو واحد من آل فرعون الذين يسومون الليبين سوء العذاب يذبحون ابناءهم ويستحيون نساءهم وفي ذالكم بلاء من ربكم عظيم ....!! لأنه علا في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم... انه كان من المفسدين....!!!
وطبعا لا انسى صديقي المعلم عبدو السوري الذي شغفه قلبه حبا ً ب (بشارون)عفوا بشار الجحش حتى وضع صورته على موبايله الشخصي..! ويقبلة كلما رآني..!!! عشقا وهياما وغراما ولوعة وحبا به...!! لا بل اكثر من ذالك حتى الرنه صارت كلمات من اقوال السيد الرئيس الخالدة...!! التي يقول فيها : لقد اعطينا اوامر صارمه بعد جرح أي مواطن سوري...!! وانا كنت اعلق على خطاب سيادته فأقول : نعم الاوامر الصارمه تعني ان بشارون لايريد جرحى من ثوار الحرية ابدا بل يريدهم قتلى اما في الراس او القلب ..!! فدمت يا جحشنا المنصور....!!
بالمناسبة اسم العائلة الحقيقي هو الجحش وليس الاسد واصل القصة هو ان حافظ الجحش عندما استعرض طائرته امام جمال عبد الناصر سأل من هذا الطيار المحترف قيل له هذا حافظ الجحش فناداه وقال له انت ليس حافظ الجحش بل حافظ الاسد..!!!!! فغير الاسم وبقي المسمى..! وكما يقال لكل امرء من اسمه نصيب....!!!! ومن منطلق الاية (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ) فان هذا الجحش باع الجولان ب300 مليون دولار في عام 1967وقد حكى الرئيس المصري جمال عبدالناصر لخلفه انور السادات هذه الحقيقية التي قصها السادات بدوره على طبيبه الخاص الدكتور محمود جامع ونشرت ما قاله صحيفة الوفد المصرية.! وهذا ايضا ما قاله الملك فيصل لحافظ الاسد في اجتماع قمة عربية رباعية في 1974...!!!
وسؤالي الى المعلم عبدو: من تتوقع ان يكون الاشرف برأيك الجحش النصيري البعثي ..... ام الصهيوني اليهودي....؟؟؟
ومن الاوفى والاصدق لشعبة وارضة..... شارون ام بشارون...؟؟؟
تقديس الساسة لم يقل عن تقديس رجال الدين وبعضه ثمرة شرعنة رجال الدين بفتاوى تيك أويه..! وهنا اسجل :
كما ان بعض الزعامات لهم كرزما خاصة وسحر استطاعوا بها أن يخطفوا عقول الجماهير و يتبعوهم في كل خطوة ولو كان في ذلك فناءً جماعيا أحمرًا لهم..!
فهو البطل المنقذ الذي يُختزل الحل في شخص الزعيم الموهوب ويدخرون الأمة كلها في شخص معبود الجماهير .فهو معيار الحق لا يُعرف إلا في نواصيه ,ومعيار الوجود يلزم من وجوده وجودهم ومن عدمه عدمهم
ويُعطى ألقابا فضفاضة وبالغوا فيه وجعلوا الفأر فيلا كما يقول شوقي : إذا بالغ الناس استعاروا للهر شوارب النمر..!!
صنم قبائل البدو الامنية:
وكنت ساكتفي الى هنا بالمقدمة حتى لا يأتي الشبيحة فيقطعو لي يدي وسأكون محظوظا ان فعلو ذالك فقط .., فحجم جرائم برك الدماء على قدر حجم حقن الكراهية...! لكن مثلهم لاينسى...!! فبعد ان قطعوا حنجرة -إبراهيم قاشوش- رحمه الله واستأصلوها من الوريد الى الوريد رموه في نهر العاصي...! فكان شهيد الكلمة فقـُتـِل هو وبقيت كلماته شعلة نور لثوار الحرية ... ونار على جحوش العذاب...!! وها هو يردد من قبره بعد ان ردد في ساحات وشوارع التحرير (يا بشار ... مانــّـك مـنــّا.. خود ماهر وارحل عنّا.. شرعيتك سقطت عنا ويلا ارحل يا بشار.). (يا بشار ويا كذاب.. وتضرب أنت وهالخطاب.. الحريّة صارت عالباب.. ويلا ارحل يا بشار) ........ والسؤال الكبير :من المنتصربالله عليكم....؟
السكين الذي قطع الحنجرة......؟؟؟ ام الحنجرة المقطوعة...؟؟
وهنا اسجل كلمة لهذا القاشوش الاشم: ياايها القاشوش ارحل .... فسيبقى الاثر..! فالطغاة يستطيعون سحق الزهور لكنهم ستهزمهم العطور...! عطور كلماتك ستهزمهم ياايها الزهرة..! هل يستطيع الطغاة هزم عطور الزهور...؟؟؟ وكأني اراك ترفع اصابع النصر من قبرك وتلوح بها من بعيد..! نعم انت المنتصر وان قتلت ,,, وسيهزم الطغاة ولو بقوا.! وسيهزم الجمع ويولون الدبر....! والله غالب عل امره ولكن اكثر الناس لايعلمون..!
صنم التأريخ:
ومرة كنت اتناقش مع شخص حول مسألة علي ومعاوية بأعتبارها مسألة تأريخية بحتة يجب التخلي عنها وعدم اجترارها اليوم فكنت اقول ان التاريخ ليس حقائق مسلم به وكأنه قران منزل من فوق سبع سموات ..! فالحقائق التاريخية حقائق نسبية يجوز فيها الصدق والكذب ، وبهذا فهي تختلف عن حقائق القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..! فكنت احاول ان ارجعه الى القران بأعتباره المرجع فيصرهو على ان يكون التأريخ هو المرجع! فأقول ان الله عزوجل يقول ويكرر الاية بنفس الكلمات وبذات الالفاظ مرتين في سورة واحدة هي سورة البقرة تصريحا ,,, ومرات عدية في سور اخرى تلميحا فيقول:
(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [البقرة : 134
(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [البقرة : 141
وانه اذا صار التأريخ مرجع فسنختلف بالتاكيد انا وانت يااخي.. وسنبقى مختلفين ومتناخرين ومتقاتلين الى يوم يبعثون..!! والمستفيد هم الاعداء بلا شك والنهايه هي مزيد من الاستضعاف ومزيد من الاستعمار والاستبداد والاحتلال...! والسبب ليس قوة الاعداء - ارجوك – بل السبب نحن بضعفنا وقابليتنا ان نكون عبيد ضعاف واستعدادنا ان نكون طوائف متفرقين..! واستعدادنا على ان نفتت انفسنا لنكون سهل البلع والمضغ..! فالقمة اذا كانت كبيرة صعب ابتلاعها...! فماذا نفعل نحن بتشرذمنا نقطع ذاتنا الى قطع جديدة فنجزء المجزء , ونقسم المقسم, الى لقيمات صغيره حتى اذا بلعنا الاعداء قلتم أنى هذا...! قل هو من عند انفسكم..!
وان التأريخ نقل لنا بالنهاية بادوات بشرية وبالتالي يعتري التأريخ مايعتري البشر من كذب وصدق وخوف ورغبات وغرائز ومصالح ونسيان وعين الرضا والحب حول نقل موضع معين غير عين السخط والبغظ حول نقل ذات الموضوع.! وكما يقال:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة...............ولكن عين السخط تبدي المساويا
وما بين عين الرضا وعين السخط تضيع الحقائق ...!! واذا كان كتب الله المقدسة السابقة وهي كلام الله حرفت وغيرت وبدلت لأن البشر تكفل بحفظها فاختلط بها الحابل بالنابل..!! والمقدس بالمنجس..!! والالهي بالبشري...! فتاهت البشرية ودخلت في الضباب الذي اذا اخرج يده لم يكد يراها ...!وضاعت في كهوف متاهات التيه ..! وقرات قصص وروايات بلا نهايات ..!الى اليوم و الناس يقرأون التأريخ ولن.. ولم... يصلوا الى شئ...! وغرقت الامة بمستنقعات التأريخ..!!
وهنا اقول : ان الاصرار الغير مبرر على ان يكون التأريخ مرجع نتحاكم عليه هو بالحقيقة تحويل وتعظيم التاريخ وايصاله الى درجة المقدس..! وتهميش القران الكريم المقدس وتحويله الى تاريخ مهمش..!
في قواعد لعبة التأريخ اذا اختلفنا سنتحاكم الى المسدس وسيكون هو الفيصل...! وهي الغرائزية الوحشية وهي للاسف الحيوانية.!
في قواعد ايات القران الكريم اذا اختلفنا سنتحاكم الى ال -لا أكراه- .... الى الحرية السلمية الانسانية الى العقل وهو الفيصل وهوبكل فخر.... الانسانية ...!
هذه امثلة ومقدمة بسيطة للدخول الى موضوعي وكما يقال بالعامية : هـَم يضحك وهـَم يبكي....!!
أمور يضحك السفهـاء منهـا .......................................... ويبكي من عواقبهـا اللبيـب
اذا لاحظتم معي ان الناس هي من تصنع اصنامها ثم تأكلها اذاجاعت ...!!! هل تذكرون القصة التى قرأناها ان الناس في الجاهلية كانوا يصنعون اصناما من التمر يتشفعون بها عند الله عزوجل ويتخذونها اصناما واوثانا تعبد مع الله وكنا نضحك عليهم نقول انظروا الى سفاهة عقولهم وسخافتها يصنعون آلهتهم واصنامهم ثم اذا جاعو اكلوها..! والشعب اليوم يؤله قائده المظفر فيجعله صنما ويهتف الشعب بالروح نفديك وبالدم ثم بعد ذالك اذا ماتمكن الشعب من صنمه علقه بالمشانق او اعدموه بالرصاص ثم اكلوه..! كما تأكل آلهة التمر.! والعجيب اننا نحن اليوم نفعل ذات فعلهم فننصب اليوم اصناما من شيوخ الدين ورجالات السياسة وفقهاء المذاهب وشيخ الطريقة واصنام التأريخ وفراعنة من الدكتاتوريين حتى اذا جلدونا بسياط الاستبداد باسم الوطنية وانتهكوا اعراضنا بأسم الدين وصبت علينا المصائب صباً قلتم أنى هذا...!!! قل : هو من عند انفسكم ..!!!
( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير)ٌ [آل عمران : 165]
صدق سقراط عندما قال: الشعوب هي من تصنع طغاتها...! وهنا اقول : ان حب القيادة والتسلط نزعة بشرية وغرائز ادمية وهي مشكلة ... لكن وجود ثقافة من شأنها تحويل الاحرار الى عبيد ومن ثم قبول العبيد ان يكونو عبيد هذه مشكلة اكبر من اختها , وحيث أنه لا مجال لظهور ووجود الأصنام والاستبداد إلا في وجود أناسٍ لديهم الاستعداد لأن يكونوا عبيدًا , وبتالي قد يكون من الطبيعي والمنطقي رفض ومحاربة نزوع البعض الى الطاغوتية والدكتاتورية فهي نزعة عدوانية (وان كان البعض غير منطقي وغير طبيعي لأنه لايعتبر الدكتاتورية عدوان) ولكن قابلية بعضنا واستعداده على الاستعباد هي حالة ثقافية مرضية مميتة وهي فيروسات فكرية قاتلة وفتاكة..! وعلية فأن محاربة ثقافة العبيد وسلخها من عقولنا ومن ثقافتنا هي المرض الزؤام وهو الاولى من اجتثاث شخوص الطغاة الذين هم عرض للمرض واعراض جانبية للمرض وليس المرض المسبب , وبتالي لا معنى لتحرير أجسادٍ أرواحها مُستعبَدة..!!!
بمعنى هي حالة اشبه ماتكون بمرض الزائدة الدودية هذا مرض يتنج منه اعراض جانبية هي ارتفاع الحرارة والشعور بالغثيان والصداع فيأتي المريض فياخذ حبة البندول او الاسبرين ...! فيمني النفس بالصحة العاجلة..! ويأملها بالعافية , والدعاء العريض بالشفاء...! فكيف بربك سيكون الشفاء...؟ وكيف بربك ستكون استجابة الدعاء...؟ ولو بقي يصلي الليل متبتلا لاينام , ويصوم النهار متقربا فلا يفطر , ويدعو قياما وقعودا وعلى جنوبهم فلا يمل , ولو تنسك وترهبن فلا يتزوج النساء, فـلـن يستجاب له, ولن يشفى من مرضه..! وستكون النتيجى الطبيعية هي انفجار الزائدة وانتشار السموم في الجسد وبالتالي النهاية بحتف الانف...! لأن مسبب الاسباب ومقدر الاقدار سبب وقدر ان الحل بمشرط الجراح...! وليس بالاسبرين..!
هذا هو حال امتنا الغالية يجب تغير بوصلتنا الفكرية واتجاهاتنا الثقافية من الخارج الى الداخل من الواقع الى النفس, وليس العكس من الداخل الى الخارج ومن النفس الى الواقع , وهذا هو المعنى الحقيقي للاية (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) او الاية (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ ) فهذه الايه فيها ساحتان ساحة الواقع(مابقوم) وهي الحاضر والتاريخ والمستقبل بكل حيثياتة الثقافية والاجتماعية والسياسية والدينية هناك ساحة النفس(ما بأنفسهم ) بكل انواعها النفس الامارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس المطمئنة , والسؤال هنا من يؤثر على من ..؟ هل الواقع يؤثر على النفس ام النفس تؤثر على الواقع..؟ هل نبدأ بالتغيير من الواقع ام من النفس..؟ والجواب اذا كان الواقع هو من يؤثر على النفس فهذا يعني ان النفس انهزامية سلبية امارة بالسوء لديها القابلية للاستعباد وللاستعمار وهنا يجب على هذه النفس ان لاتلوم الا نفسها(الداخل) ولاتلوم الواقع (الخارج)..! وهنا يكون الاتجاه هو من الخارج الى الداخل ,هنا يكون التغيير من الواقع وليس من النفس وهذه حالة غاية في السلبية..! وغاية في الانكماشية..! اما اذا كان الاتجاه من الداخل(النفس) الى الخارج(الواقع) , والنفس هي من تؤثر على الواقع عندئذ يكون التغيير المنشود الذي نرنو ونرمي اليه وهوالمقصود بالاية الكريمة , فبتغير النفس يتغيير الواقع ,وليس العكس .! بمعنى ان الواقع ما هو في الحقيقة الا صدى لما في النفس , مثال: الشمس والقمر , من يصدر الضياء بالحقيقة هي الشمس بأعتبارها نجم محترق وملتهب, اما القمر فما هو الا مرآة عاكسة , يعكس بنوره ضياء الشمس ..! فالله تعالى سمى اشعة الشمس ضياء هو اصل ومنبع الضياء وهي المصدر المباشر للضوء, ووما نور القمر الا ضوء غير مباشر يستمد نورة من جسم اخر هو الشمس ثم يعكسه علينا (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً )( وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا)
وبتالي فأن النفس هي الشمس تشرق بضيائها او بظلامها على الواقع , وما الواقع القمري فما هو الا صدى , فهو الواقع الذي تنعكس فيه تلك الافكار والعقلية والثقافات ...! وعلية ان كنا جاديين في التغيير وعندنا القناعة ان نغير فنبدأ من هناك من ضياء الشمس ...من النفس...! وليس من القمر ..الواقع
وهذا يعني بالضرورة ان تخلى عن ثقافة الشماعة ..! هل تعرفون شماعة الملابس..؟ نحن كل واحد منا يحمل معه شماعة تعليق مشاكل , كلما وقع بمشكلة ما قال ليس انا من سبب المشكلة..! بل الاخر هو هو من سببها..! ويبرء نفسه من كل نقيصة , فهناك قاعدة نفسية عامة هي ان يظن كل واحد منا انه مثالي وان نفسه هي النفس الملائكية وليست النفس الامارة بالسوء..! وانه اذكى رجل واشجع فارس واطهر قلب وارق فؤاد فهو فوق ان يخطأ واكبر من ان ينتقد واعلى من ان تشوبه النواقص..!وخذ مثال الان اذا التقى عربيان ثم سألتهم سؤال بسيط جدا ماهي مشكلة المشاكل اليوم..؟ ماهي اصعب معضلة ..؟ ماهي مصيبة المصائب ...؟ اكاد اجزم لك ان اغلب من تسألهم سيقولون لك ان اسرائيل هي المشكلة , وان اميركا هي المعضلة , وان الحكام الظلمة المستبدين هم الازمة , وسوف لن تعثر على رجل رشيد يقول ان مشكلة المشاكل هي نحن ..! هي ثقافتنا نحن..! هي افكارنا نحن...! هي عقولنا نحن..! (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ)
ثقافة الشماعات هذه وصلت حتى لأطفالنا فاذا ما انكسر كأس الزجاج وسقط من يده ثم تشضى قلت له : من كسر الكأس..؟ سيقول لك : هوانكسر...!! يقصد ان كأس الزجاج هو من كسر ذاته ...!! هكذا بقدرة قادر...!! ثم يحاول اقناعك فيقول أليس الله على كل شئ قدير..؟؟؟ !!! ولن يعترف انه هو بأهماله هو من كسر الكأس..! وعندما تعترف اولادنا انها هي من كسرت الكأس ربما سييكون هذا مؤشر جيد لبدء ورفع المشعل ...!
اما اذا سألت رجل الدين عن سبب المشاكل والازمات فسيقول لك: قدّر الله وماشاء فعل..!وهذا قد يكون جوابا مقنعا الا في هذا الموضع...!
نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر....! ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر....! وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر واخيرا
وهنا اسجل: لكل كلمة أ ُذن ... ولعل أ ُذنك ليست لكلماتي ... فلا تتهمني بالغموض...! لكني سأبقى اراهن عليك !
كيف لا وانت ........ الانسان
مدونة حرر عقلك
التعليقات (0)