” الاشاعه ”
دراسة من اعداد العقيد محمود الديك
مدير ادارة امن الشرطة
- هي الاحاديث و الاقوال و الاخبار و الروايات التي يتناولها الناس دون التأكد من صحتها و دون التحقق من صدقها , و الناس معتادون في حياتهم اليومية ان يسمعوا و ان يرووا كثيرا من الاحداث و الاخبار و الروايات .
- هي سبر لمشاعر و رغبات المجتمع و هي مؤشر عاطفي عاكس لآمال و رغبات و اهتمامات افراد المجتمع الذين يتداولون الاشاعة
- كمصطلح و تعريف هي فكرة او قضية تنتشر في وسط و مناخ اجتماعي مناسب يتطابق فيه محتوى الاشاعة مع الرغبات و آمال مروجيها .
- و الاشاعة ظاهرة سيكولوجية لها دلالة و معنى و دوافع خاصة دفعتها للظهور و الانتشار .
اقسام الاشاعة بالنسبة للمستقبل
تنقسم الاشاعة الى الى عدة انواع بالنسبة للمستقبل:
اولا: من يسمع ولا يصدق و لا يردد .
ثانيا: من يسمع و يصدق و لا يردد .
ثالثا: من يسمع و يصدق و يردد .
رابعا: من يسمع و يصدق و يردد و يزيد , و هذا اخطر انواع الشائعات .
اقسام الشائعات حسب دلالتها و دوافعها
1) شائعات الاحلام و الاماني: تنتشر لان للناس حاجات و رغبات و آمالا .
2) شائعات الخوف: (خلخلة وحدة الصف) .
3) شائعات الكراهية و دق الاسافين: (تشويه سمعة و صورة الافراد و الجماعات و المجتمعات والشعوب و الدول والقادة
4) اشاعة الشغب
5) اشاعة جس النبض الجماهيري (البالون التجريبي )
6) اشاعة التبرير
7) اشاعة حرب الاعصاب
8 ) اشاعة سحابة الدخان (الخداع)
9) اشاعة على شكل نكتة
10) اشاعة التنبؤ
11) الاشاعة الاقتصادية
12) اشاعة قذف الاعراض
اهداف الاشاعة
1) بث الخوف و الرعب و الحقد و الكراهية و العداوة وزرع بذور الفتنة و الشك و اليأس في نفوس الجمهور المستهدف
2) تشويه سمعة وصورة الأفراد والجماعات و المجتمعات و الشعوب و الدول و القادة
3) خلخلة وحدة الصف
مراحل الشائعة و أدواتها
1) المرحلة الأولى (مرحلة بلبلة الأفكار)
و القصد منها خلق حالة من الشك وأهم أدواته ( الضغط الاقتصادي , الكتب المغرضة , المنشورات المدسوسة و أفلام و أشرطة
2) المرحلة الثانية (تشجيع الأقليات)
و الأقليات هنا لا يشمل الأقليات الدينية أو العنصرية بل يشمل كل من لا يشعر بالتجاوب مع المجتمع القومي .
من أدواته: الطابور الخامس الذي يأتي ليتفاعل مع مفهوم التجسس و جمع المعلومات .
3) المرحلة الثالثة: خلق عدم الثقة في الطبقة الحاكمة أو الاطار السياسي الذي يرتبط به المواطنون .
اخلال الأمن , اثارة الفتن , التضخيم بالأحداث , قتل الزعامات و القيادات المسؤولة , اختلاق الخيانات , تشويه القيادات القومية و التاريخية .
4) المرحلة الرابعة: تفتيت قوى المقاومة في الجسد السياسي القومي :
أي التوجه بمعاول الهدم الى مفاصل الجسد لخلق حالة من الترهل في الحقيقة المعنوية التي يمثلها القومي فإذا به يتحول الى حقيقة رخوة غير قادرة على الصمود و المقاومة .
أهم أدواتها
الدعوى العقائدية , الحرب الأيدلوجية , حرب المعلومات , الحرب الباردة , غسيل المخ , تطويع الطابع القومي .
5) المرحلة الخامسة: مرحلة تفتيت الوحدة الوطنية: أي مرحلة الصراع المباشر على المستوى الجماعي و الكلي أدواته:
1- الدعاية بقصد توسيع بقع الزيت
2- خلق العملاء بأساليب مختلفة
3- اعادة كتابة التاريخ لتشويه المنجزات
4- خلق حالة الذعر الاجتماعي
5- تدعيم مراكز البحوث التي تؤدي دورا مشبوها
باسم العلم و الحرية و البحث العلمي .
6- توجيه النظم الاعلامية من خلال برامج معدة سلفا
و تسريب أفكار معينة
تصنيف الشائعات حسب الوقت
1) الاشاعات الزاحفة
و هي الاشاعة التي تروج ببطء و يتناولها الناس همسا أو وشوشة بطريقة سرية الى أن يعرفها الجميع في آخر الأمر, و تكون على شكل تنبؤات بوقوع احداث سيئة تمس الموضوعات الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية
مثال :بعثة صندوق النقد الدولي للأردن وسريان اشاعة غلاء المعيشة .
2- الاشاعة الغائصة :
هي التي تنتشر اول الامر ثم تغوص تحت السطح لتظهر مرة اخرى عندما تتهيأ لها التربة .
العوامل الخاصة في نشر الاشاعة
1- حب الظهور :
بعض الناس يميلون الى الترويج لأنهم يجدون وسيلة لإشباع رغباتهم في الظهور ولفت انتباه الناس ويظهرهم بمظهر العارفين والمطلعين على الحقائق والأسرار .
2- الرغبة في التأييد العاطفي :
يميل بعض الناس في ترديدها لكي يشاركهم الناس مشاعر الخوف والعداوة ليشعرهم بالأمن والثقة التي يفتقدها .
3- التسلية :
يميل بعض الناس الى ترديدها على سبيل التسلية والفكاهة وتضييع الوقت وسرعان ما يتناقلها الناس على انها حقيقة ثابتة .
انواع الشائعات حسب الجمهور المستهدف
1- الاشاعة الفردية :
يدور موضوعها حول فرد مهم او اسرة مهمة او مؤسسة ويكون تأثيرها جماهيريا .
2- الاشاعة الجماعية :
يدور موضوعها حول اقلية او فئة او طبقة .
3- الاشاعة الدولية :
يدور موضوعها حول شيء يهم الرأي العام .
خصائص الاشاعة
1- هي نشر معلومات .
2- من السهل ان تنطلق ولكن من الصعب ايقافها .
3- من الصعب تعقبها .
4- من المحتمل ان يتغير محتواها على مر الزمن .
5- من المحتمل ان تحمل جزء من الحقيقة .
نموذج تحليل الإشاعة: عناصر الإشاعة
1- المصدر:
وهم الأفراد والجماعات الذين يطلقونها ويشتركون في ترويجها وهم العدو وأجهزة المخابرات المعادية والطابور الخامس بالإضافة لرجال الأعمال.
2- الرسالة: وتكون على شكل كلمة منطوقة أو مكتوبة
3- الوسيلة:
عن طريق الاتصال الشخصي وجهاً لوجه أو عن طريق وسائل الإعلام.
4- الجمهور المستهدف: المدنيين والعسكريين وعامة الشعب.
5- الاستجابة: وتعني مدى قبول الإشاعة , أو رفضها وهذا يعتمد , على وعي الجمهور المستهدف , وطبيعة الموقف الذي يواجههم . وطريقة , وأسلوب عرض الإشاعة وأهميتها ومدى ارتباطها بآمالهم وأحلامهم وحياتهم اليومية.
6- التأثير:
وهي المحصلة النهائية لعملية ولادة وانتشار وموت الإشاعة , أو بقائها حيه، والتأثير هنا يعني نجاح الإشاعة في احداث تغيير في معلومات أو اتجاهات ( مؤيده – معارضة – محايدة).
مقاومة الإشاعة والسيطرة عليها :
(( الوقاية خير من العلاج )) يمكن مقاومة الإشاعة باتخاذ الخطوات التالية :-
اولا : التثبت من مصدر الإشاعة:
ان أول خطوة في مقاومة الإشاعة وأهم نقطة هي معرفة مصدر الإشاعة بدقة حتى تتمكن من حصرها عن علم وقوة.
وقد حذر الإسلام من ذلك، قال تعالى: ( يا أيها الذين أمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) صدق الله العظيم
ثانيا :يجب أن لا ننقل الإشاعة:
لأنها تؤدي إلى تفكك الجبهة الداخلية والخارجية وبلبلة في الرأي العام وتؤثر نفسياً لدى المدنيين والعسكريين لذا يجب توعية الجمهور كي يميل إلى عدم قبول الإشاعة أو ترديدها.
الإسلام حذر – قال تعالى ( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم) صدق الله العظيم .
ثالثا :- السرعة في الرد على الإشاعة:
ان عدم السرعة في نفي الاشاعة يعني إثباتها وتأكيدها وللرد عليها يجب اتخاذ الخطوات التالية:
1- يجب تحليل الإشاعة من حيث مصدرها وقوتها وضعفها وخطورتها قبل نفيها .
2- وإذا كانت الإشاعة عن أمر بسيط فيجب تجاهلها.
3- اذا كانت الإشاعة قوية فيجب الرد عليها بطريقة لبقة وغير مباشرة أي دون ذكر موضوع الإشاعة الأصلي أو كشف مصدرها ومروجيها.
مثال:
- حادثة الإفك: حين قام الرسول عليه الصلاة والسلام بمخاطبة الناس ولكنه لم يصرح بتفاصيل الشائعة وإنما اكتفى بتكذيبها بطريقة غير مباشرة.
- بعد إشاعة موت الرئيس بورقيبة – ظهر الرئيس على شاشات التلفزيون من خلفه/ زين العابدين.
4- يجب أن يتولى الرد والنفي شخصيات مسؤولة تتسم بالمصداقية لدى الجمهور.
رابعا: نشر الأخبار الدقيقة والموضوعية والشاملة:
ان الإشاعة تنتشر إذا فقد الخبر وتموت بظهور الخبر اليقين ويجب بناء الثقة بالمسؤولين لأنهم أعرف الناس بحقائق الأمور وبواطنها ويجب أن يتم نشر الحقائق في وسائل الإعلام.
خامسا: إنشاء مركز للسيطرة على الإشاعة:
إنشاء عيادة لتشخيص الإشاعات وعلاجها والهدف هو تحديد مصدر ومحتوى وخروج الإشاعة وثقيها على أساس علمي مدروس.
هناك ثلاثة طرق للتعامل مع هذا الوباء القاتل:-
1) التوعية:-
توعية الجمهور من المخاطر الناجمة عن الاستماع للإشاعة أو نقلها أو ترويجها وتقع المسؤولية على وسائل الإعلام كافة.
2)الوقاية:- ( درهم وقاية خير من قنطار علاج )
ويكون بتزويد الناس بالمعلومات الدقيقة والكاملة والشاملة والموضوعية والموثقة والعمل على القضاء على مسببات الإشاعة، وخير وقاية هو الأيمان، وقوة العقيدة والوعي.
3) العلاج: أما إذا انتشر الوباء فيجب العمل على مقاومته بالطرق التالية:
1- تحليل أسباب ومصادر ودوافع المروجين.
2- يجب الوصول إلى المروجين وإسكاتهم.
3- يجب تزويد الجمهور بمعلومات صادقة.
4- يجب توعية الجمهور للخطورة.
5- يجب الرد على الإشاعة بطريقة رسمية.
6- إذا كانت سخيفة نتجاهلها.
7- يمكن معالجتها بمقابلة الجمهور خلال ناطق اعلامي صادق ..
8- يمكن الرد على الإشاعة بإشاعة مماثلة.
9)تكوين جهاز مكون من عدة كفاءات في علم النفس والاقتصاد والسياسية والإعلام والرد بطرق علمية مدروسة.
خاتمـــــــة
الإشاعة ظاهرة اجتماعية ونفسية واقتصادية وسياسية وعسكرية وإعلامية موجودة في كل المجتمعات الإنسانية، وهي وباء اجتماعي يصعب التخلص منه، ومن فيروساته وتهاجم / الفرد – الجماعة – المجتمع – العالم، وتشل فكره وتفكك جسده ، ونظرا لخطورة هذا الوباء، فقد أنشأت الدول أجهزة خاصة لمقاومته وتطويقه والسيطرة عليه.
من واجب كل فرد ( وخاصة ضباط الامن ) ان يحلل الاشاعة على ضوء المبادئ فيردها الى اسبابها ودوافعها من رغبة او خوف او كراهية , كما يجب عليه تحليل الفرد الذي يردد الاشاعات تبعا للأسس والقواعد , وهذا يعود الناس على التحري والصدق فلا يصبحون فريسة سهلة للإشاعات
التعليقات (0)