مواضيع اليوم

الاسير حكم فهيم ذياب مشاقي

عوني عارف ظاهر

2013-05-26 10:54:27

0

 الاسير حكم فهيم ذياب مشاقي 


بقلم:  بشار حسني عبد الكريم 

ان تكون فلسطينيا فهذا يعني ان تكون اما شهيدا أو اسيرا أو مهجرا أو مطاردا في وطنك، ليس لك بعد هذا خيار،،وعليك ان ترضى بالواقع بل تفرح به،هذا منطق الغربان الذين جاءوا بكل مصيبة ليلقوها على عاتق هذا الشعب المقهور،،حتى الغضب محرم عليك، استشهد أخوك أو ابوك ،أو أي من ذويك، اعتقل أو أبعد،هدم بيتك أو صودرت أرضك فلا تغضب نعم لا تغضب، والا سيكلفك غضبك هذا الكثير الكثير كما كلف الشاب:

" حكم فهيم ذياب مشاقي"


حكم شاب في مقتبل العمر ،استشهد اخوه الاصغر "فاروق" بقذيفة دبابة وهو واقفا على شرفة بيته، اثناء الإجتياح الأول لمدينة نابلس بداية الانتفاضة الثانية انتفاضة الاقصى، وبقي في حضن أمه وأبيه وأخوته أشلاء ليدفنوه عندما رفع حظر التجوال لساعتين وبأيديهم لوحدهم في فناء منزلهم،شاب يافع بريء تمزقه قذيفة دبابة ولا يسمح لك ان تغضب...لكن حكم على ما يبدو خالف قانونهم وحاول ان يغضب لأخيه فكان مصيره حكما ثلاثين عاما في سجون الطغاة الظالمين،ثلاثون عاما خلف القضبان كفيلة ان تحطم انسانا كان يعيش بأمان ويحلم بمستقبله كأي شاب على وجه الأرض.
يذهب والديه عادة لزيارته ...لكن احدى الزيارات قبل حوالي ثلاثة اشهر كانت مختلفة عن غيرها من الزيارات،، ولهذه الزيارة حكاية تدمع لها العين وينفطر لها الفؤاد كما رواها لي والده،، 
كان المفروض ان يزوره والداه صبيحة ذلك اليوم الا ان طارئا حصل في البيت لم يمكن الوالدة من الزيارة علها تزوره في القادمة،، وذهب الوالد بمفرده فعندما رآه حكم وحيدا سأله أين أمي؟ فأجابه مازحا امك قد ماتت. فكاد ان ينفجر بالبكاء لولا ان تداركه واخبره بأنه مازح معه،،ويعود الاب للبيت بعد الزيارة وتحضر الوالدة المقهورة على ابنها العشاء ويشربون الشاي وتنهض من مكانها لتقع على الارض مغشيا عليها وتلقى وجه ربها في مكانها، انه القدر الذي لا يقدم ولا يؤخر.
وفي اليوم التالي يتصل حكم على ابيه ويطلب منه ان يتكلم مع امه،،فكانت الاجابة التي لم تخطر على بال حكم ان مزحة ابيه اصبحت حقيقة وخلال ساعات ويخبره والده نحن يا ابي على المقبرة نواري امك الثرى،يالها من فاجعة ويالهول المصيبة على هذا الأسير،،واترك لكم تقدير الموقف لشاب محكوم ثلاثين عاما يستشهد اخوه واليوم يفقد امه دون ان يستطيع من وداعها وضمها او حتى القاء نظرة عليها،،انها الامل الذي كان يصبره على سنين القهر والظلم،،ويتلاشى الأمل مرة واحدة ويبق الامل بالله وحده،،
رحم الله الشهيد فاروق ورحم والدته المرحومة ام ذياب وعجل الله في فرجه على اخينا وحبيبنا حكم وجميع اسرى الحرية في سجون الاحتلال البغيض.

 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات