مواضيع اليوم

الاسود ايضا تشيخ

زين الدين الكعبي

2009-01-08 01:14:05

0

االمنتخب العراقي بطل اسيا, ولاعبوه اللذين ينافسون ويحرزون افضل الالقاب في اسيا, يخسر اول مبارتين له في بطولة الخليج بنتيجة 3-1  و 4-0   ويودع البطولة فعليا بصورة مخزية على اقل وصف !. لماذا وما اللذي حدث ؟؟؟. اليس اللاعبين هم انفسهم . اليس المدرب هو هو. لاعبون يلعبون بلا روح وبلا انظباط. يرتكبون اخطاء لا يرتكبها لاعب ناشيء في الدفاع والهجوم والوسط, يضربون اللاعبين المنافسين بصورة غير معقولة  ويطردون وكانهم لايفقهون شيئا عن قانون اللعبة .

في بطولة اسيا العراق هو الفريق الوحيد اللذي لم يخسر اي مباراة وفي الخليج يخسر مبارتين من اصل اثنتين . في بطولة اسيا لم يدخل في مرمى العراق الا هدفين ققط خلال ستة مباريات لعبها في البطولة جاءا في اول مباراتين مع تايلند واستراليا في الدور الاول , ومن ثم لم يدخل مرماه اي هدف حتى اخر مباراة ويحرز اللقب, وأذا بسبعة اهداف تدخل في مرماه خلال اول مباراتين في بطولة الخليج.  

 اخر مباريات رسمية شارك بها المنتخب العراقي كانت تصفيات كاس العالم 2010 وقد خرج منها العراق وباداء وان لم يكن على مستوى الطموح ولكنه خسر بشرف وكان قاب قوسين او ادنى من التاهل لولا خسارته في المباراة الاخيرة مع قطر وقد كان يكفيه التعادل, وقد فاز على فرق كبيرة مثل الصين واستراليا , ولكن كان من الواضح ان الفريق يعاني من شيء ما وهذا الشيء كان نفسيا , فالفريق كان وكانه اما اكتفى بكاس اسيا ومن ثم بدء اللاعبون يفكرون بحصاد النتائج المادية عن طريق عقود الاحتراف اللتي انهالت عليهم وخوفهم على انفسهم من الاصابات او عوامل نفسية مصاحبة لمباراة مصيرية لم يستطع مدرب الفريق ان ذاك السيد عدنان حمد من جعل الفريق قادرا على تخطيها.

بعيدا عن الحساسية السياسية , ان الفريق الحالي واللذي فاز بكاس اسيا هو في الحقيقة مبني على لاعبي منتخب الشباب اللذي فاز بكاس اسيا للشباب  سنة 2000 ومنتخب الناشئين اللذي جاء بعده وشهد تالق لاعبين منهم نشات اكرم, ومن ثم تحولوا مع بعض التعديلات الى المنتخب الاولمبي اللذي جاء رابعا في اثينا. وبعد الاحتلال انطلق اللاعبون للاحتراف في دول الخليج وايران وقبرص وسوريا والاردن حتى بلغ عدد المحترفين في الفريق اللذي احرز بطولة اسيا اكثر من 15 لاعب , ولولا ذلك لما استطاع العراق اللذي يمر باسوأ ظروفه منذ الاحتلال والى الان وخصوصا عام 2007 من نيل اللقب . حيث لم يكن هناك دوري منتظم والارهاب والفوضى والاحتلال يضربون في كل مكان, ولم تكن الرياضة من اولويات الحكومات المتعاقبة منذ الاحتلال والى الان , على الرغم من ادعاء هذه الحكومات عكس ذلك بل ان الرئيس الامريكي حاول ان يجير فوز العراق ببطولة اسيا للبرهنة على ان العراق اصبح افضل بعد احتلاله , وهو ما رفضه معظم اللااعبين في حينها وقالوا انهم يلعبون باسم العراق والغيرة على هذا الاسم هي اللتي دفعتهم للفوز وانا اصدق على ذلك وأاكده وكل الدنيا لم تصدق الانجاز واعتبرته اعجاز من المستحيل تحقيقه ولكن اسود الرافدين بغيرتهم استطاعوا تحقيقه. ولكن هل تكفي الغيرة فقط لحصد البطولات ؟ بالطبع كلنا سنجيب بلا , فهذه القوة النفسية ممكن ان تنفع مرة واثنتين ولكن حالما استفاقت الفرق الاخرى من الصدمة بدات تعد العدة لملاقاتنا بالتجمع قبل البطولات بفترة كافية بجلب افضل الفرق العالمية  لملاقاتها, بالمعسكرات التدريبية في الدول المتقدمة كرويا وبذلك بدات تفوز على بطل اسيا بالثلاث والاربع .

نعم انا مع المدربين الاجانب لان مدربينا تخلفوا عن العالمية بمراحل ومنذ بداية التسعينات نتيجة الحصار وتدخلات المقبور عدي صدام بالرياضة مرورا بالظرف الراهن ,ولكن يجب تهيئة كل السبل امامهم لحصد الالقاب ,فهؤلاء يعملون ضمن اصول تعلموها في بلدانهم المتطورة في هذا االمجال وليس بالغيرة والوطنية اللتي لاتدخل في حساباتهم الا بقدر صغير ومعقول تعول عليه كل المنتخبات اللتي تلعب باسم بلدانها وليس نحن فقط وان كان لنا خصوصيتنا لما نمر فيه من ظرف. والاهم ايضا المستلزمات الاساسية لتطور الرياضة بشكل عام.

الدوري العراقي ضعيف للغاية مباريات لا ترتقي الى مباريات اندية درجة ثانية في دول المنطقة وعلى الرغم من كل التصريحات الحكومية,فان الاندية كلها بلا استثناء تستغيث وتستجدي التمويل من اجل البقاء ومنها من يفكر بالتوقف , فريق عريق مثل الميناء رئيسه رحيم كريم يترجى في التلفزيون وزير النقل باخذ 5000 دينار (6 دولار امريكي) من كل سائق شاحنة تدخل الموانيء العراقية لتغطية مصاريف النادي, ملاعب بارضيات طينية لاتصلح لمسابقات الخيل وحتى هذه يحتل بعضها الجيش والاحزاب تاركين الاندية تتدرب في الساحات الشعبية . دولة صغيرة مثل قطر لديها منشات رياضية تمكنها من تنظيم الاسياد ونحن لم نبني ملعبا واحدا جديدا منذ اكثر من 25 سنة  ولا حتى بارضية طينية , كل ذلك ادى الى عدم الانسجام بين لاعبي الداخل ولاعبي الخارج(المحترفين). ولذلك ايضا راينا اللاعبين اللذين رجعوا الى الدوري العراقي بعد امم اسيا مثل جاسم غلام انخفض مستواهم بصورة كبيرة, المدرب والمسئولين في الاتحاد العراقي حسين سعيد وناجح حمود وغيرهم يصرحون بان الخطة اللتي وضعوها لاعداد المنتخب لبطولة القارات تحتاج الى خمسة ملايين دولار ولا من مجيب الى الان. اداريا وحسب اللوائح الجديدة للاتحاد الاسيوي اصبحت الاندية العراقية خارج بطولة الاندية الاسيوية الابطال لان الاتحاد لم يفي بالمعايير الاحترافية اللازمة للاشتراك في البطولة وهذه المشكلة وحدها تحتاج الى مليارات الدولارات لبناء بنى تحتية ومرافق للاندية وجهد وعرق وخبرات.( أاتونا بخبرات ومساعدات رياضية من بريطانيا بدلا من القوات اللتي تقتلنا).  وبالرغم من كل ذلك فان لاعبي منتخبنا هم لاعبون ممتازون ومحترفون على مستوى عالي والدليل انهم من اعمدة فرقهم وكلهم  يلعبون كاساسيين ومنهم من هو هداف الدوري مثل مصطفى كريم هداف الدوري المصري الى الان, ولكن يجب دعم الفريق وتهياته على اسس علمية صحيحة وليس الزج به في بطولات يخرح منها بمعنويات محطمة لا يعلم نتائجها الا الله وقد بدأت البوادر باعتزال علي حسين رحيمة اللعب دوليا كما صرح يوم امس.

ان كنا نمر في ظروف استثنائية والبلد لم يتعافى بعد من مصائب النظام السابق ولايزال يرزح تحت مصائب الاحتلال والميليشيات والسراق اللذين اتو معه, فنرجوا على الاقل الاهتمام بالمنتخبات الرياضية اللتي تحسن صورة البلد وتعطي انطباع جيد عنه, وبناء قاعده (وهذا هو الاهم ) ترفد هذه المنتخبات بدماء جديدة وليس المشاركة بمنتخب في بطولة مثل كاس اسيا للناشئين بتجهيزات ممزقة وانتظار اهل البر والتقوى  ليعطفوا عليه بما تجود به انفسهم.

نعم نحن اسود الرافدين ولكن حتى الاسود تشيخ وتحتاج الى اشبالها لتدافع عنها,( والا كما يقول المثل عندنا فسوف --------- بنا  الواوية)




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات