الاسلام و العلمانيه

الإسلام و العلمانيه ..
قرأت العديد من المقالات القيمه للزملاء المدونين في إيلاف وهي بحق تعتبر مراجع فكريه هي وما تلاها من تعليقات توصل القارئ الي قناعه مفادها أن لا علمانيه في الإسلام ولا إسلام في العلمانيه علي الإطلاق وأن الإسلام والعلمانيه متضادان علي طول الطريق وهما ليسا حتي متوازيان يمكن أن يلتقيا علي مر الزمان ..
فالفريق الإسلامي يرفض علمانيه الإسلام ويقابله الفريق العلماني يرفض أسلمه العلمانيه وكل منهما له فكره وأطروحاته التي تؤيد فكره ..
ولكن هل يمكن أن نكون نحن فريق ثالث لا هذا ولا ذاك محاولين أن نثبت أنه يمكن أن لا يتعارض الإسلام مع العلمانيه ولا العلمانيه مع الإسلام .. ربما
وربما هنا تنبع من الإسلام نفسه والعلمانيه نفسها بمعني .. لو سلمنا جدلا أن الدين أي دين هو عبادات ومعاملات وهذا ليس إختزالا للدين في كلمتين ولكن الدين فيه شق لأتباعه عباره عن عبادات ثوابت وأعمده وأركان للدين لا يمكن المساس بها علي الإطلاق لأنها قدس الأقداس وهي ما لم تكن يوما هدفا للعلمانيه أو تتعارض معها ..
وإن إتفقنا علي هذا المبدأ نكون قد قطعنا شوطا كبيرا .. نعم لم تتعرض العلمانيه المعتدله للعبادات وأيضا لا تستطيع إن أرادت لأنها علاقه خاصه بين العبد وربه لا دخل لأحد بها علي الإطلاق ولا قيمه لتقييم أي أحد لها
حتي العبادات الظاهريه التي تهدف للفت الأنظار أو الحصول علي مكاسب أو صيت أو خلافه وحده رب العباد هو من يتقبل أو يعطي الثواب ..
أما الشق الثاني من الدين وهو المعاملات فالدين الإسلامي نظم المعاملات بين الناس ووضع لها القواعد والأسس الشرعيه وأيضا الحدود الشرعيه لمن يخطئ الخطأ الجسيم ..
وهو ما يتعارض مع العلمانيه أو تتوقف العلمانيه إزائه وهنا نستشهد بالدول الإسلاميه العلمانيه مثل ماليزيا وتركيا فقد إتبعت العلمانيه مسلكا والإسلام دينا فهل توقفت الحياه أو هل خرج أهلها عن مله الإسلام أو أو ..؟
وحتي لا يبادر البعض بالقول بئس العلمانيه نقول .. وهل كان عمر بن الخطاب علماني ؟؟
سؤال مباغت تأتي إجابته عشوائيه بدون تفكير .. كلا البته ..
نقول عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين في صدر دوله الإسلام الفتيه والملقب بالفاروق لأنه فرق بين الحق والباطل وأقام دوله العدل أوقف الحدود الشرعيه في عام الرماده فهل كفر عمر .. هل خرج عن مله الإسلام بفعلته تلك ؟؟
لم نري أحدا إتهمه بالخروج عن مله الإسلام بالرغم من إيقافه الحدود الشرعيه والآيات البينات واضحه لا لبس فيها "وتلك حدود الله فلا تقربوها" ..
ولكن أوقفها عمر وهو يعلم بأنه لا يغضب الله ..
إستعمل عمر حقه كولي أمر للمسلمين وأوقف العمل بالحدود الشرعيه الواجبه التطبيق عندما رأي أن لا جدوي من تطبيقها علي الجياع فما جدوي أن تقطع يد سارق يتضور جوعا ويسرق رغيف خبز لا يملك ثمنه ..؟
اليوم .. هل نملك نحن هذه الفلسفه .. هل نملك هذا الفكر .. هل نملك هذه الشجاعه .. أم نترك للعلمانيين القول بأن بن الخطاب كان علمانيا قحا …
مجدي المصري