السلام عليكم ورحمة الله جاء الاسلام لينظم المجتمع تنظيما دقيقا ولم يترك صغيرة ولاكبير الا وجعل لها حدودا وقيودا تنطلق من الحرية وتتسور بالعدل. ونظم حياة الفرد كوحدة اولية تنظيما عجيبا : فجعل لعقله نظاما وعلمه فيه كيف يفكر ، وجعل لقلبه نظاما فدربه كيف يخفق، وجعل لكل جهاز حيوي في داخله نظاما متقنا. فالله عز وجل جعل في كل هده الاجهزة نظاما داتيا بالاضافة الى قسم وافر من المسؤولية التي يتمتع بها الانسان والتي يشرف بها ومن خلالها على تنظيم هده الاجهزة.
وهكدا علم الخالق الانسان ما لم يعلم ،ومن العلم تنظيم الحياة ،فجعل لربه عليه حقا ولاهله عليه حقا ولنفسه عليه حقا ودخل النظام الى ادق الامور في حياة الفرد حيث العقل اميرا على القلب ، والروح اميرة على الجسد ودون هده الامارة تنتفي نظامية الانسان كفرد ، فلو كان القلب هو الامير لانساق الانسان وراء عواطفه يهدم ويعيث فسادا ولو كان الجسد اميرا على الروح لاتخد من شهواته ربا وتعبدها في محراب اللدات.
ونظم الاسلام المجتمع فجل للافراد وظيفتهم وهي ضمان التقدم والازدهار والعمل المخلص البناء ، وجعل بناء المجتمع في اطار متماسك عنوانه قوله تعالى وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون ثم كانت لهؤلاء الافراد الحرية الكاملة في ترشيح فرد منهم لاينقص عنهم ولايزيد الابصفات خاصة تؤهله للقيادة ، وهولايمتاز عنهم بهده الصفات لان التفاضل في الاسلام يكون على اساس واحد وهو التقوى ، ولكن هدا الانسان اوتي تلك الصفات ليقوم بعمل معين يحمل فيه العبء الاكبر على عاتقه ، فهو مكلف من الله عز وجل بحسب ما اتاه من صفات ، فهده ادا هبة تكليف لا عطاءات تشريف وتفضيل له على الاخرين ، وعند دلك يقوم افراد المجتمع ببناء المجتمع ، ويقوم هدا الفرد بالعمل لضمان استمرارية هدا الصنع.
وهدا الفرد - الحاكم -مسؤول ومراقب ويحاكم ادا صدر عنه مايؤذي الامة وحريته محدودة بحيث لا تؤدي الى ضياع المجتمع وامتهان حرية افراده ، فهو يكون كلا متكاملا مع الشعب الدي اختاره ونصبه ليضمن له استمرارية صنع الحضارة .
ولو قاد هدا المجتمع فرد لايحمل هده الصفات ولايتصف بها محاطة بالتقوى كاساس اول للحكم ،لضاع الناس وتقهقرت الامة وعادت الى التخلف والرجعية.
والسؤال المطروح - اين نحن اليوم من المجتمع الدي رسمه لنا الاسلام الحنيف؟ |
التعليقات (0)