مواضيع اليوم

الاسلام والبحث العلمي

اوس العربي

2010-11-17 10:35:27

0

الاسلام والبحث العلمى

الإسلام والبحث العلمي
إن الحضارة الإسلامية نشأت كرد فعل طبيعي لصلة المسلمين بقرآنهم، فالقرآن الكريم في حد ذاته كتاب هداية في مجالات العقيدة والأخلاق.
ولكنه من ناحية أخرى فتح أعين المسلمين على كثير من المسائل العلمية، ووضع بذور نشطة لمسائل كثيرة تتعلق بالبحث العلمي، وترك للمسلمين استنبات هذه البذور وتنميتها وإنضاجها حتى تؤتي ثمارها في المجتمع الإسلامي.

وهذا يطرح سؤال مهم يجب أن نجيب عليه، إذا كان عندنا هذا الرصيد الكبير لماذا تخلفنا وتقدم غيرنا؟، لقد تخلفنا لغياب المفهوم الإسلامي الصحيح عنا، كما نشأت في بلادنا العربية والإسلامية أجيال من الباحثين تلقوا العلم في بلاد غربية، ولم يلتفتوا إلى هذا التعريف المحدد من الحضارة الذي كان يجب عليه أن يتقنوا العلوم من مصادرها، والعلم شائع إلى الجميع فهو ليس ملكا لأمة دون أمة، فكل مسالة علمية الآن في أمريكا، أو أوروبا، أو الصين، شاركت فيها الحضارات الإنسانية كلها.
إن الأمة الإسلامية كانت تقوم على العلم بالرعاية من خلال مؤسسات كثيرة جدًا، وكانت الإدارة العليا في الدولة الإسلامية تقوم على رعاية العلم، وتدفع له الأموال، وتشد حولها العلماء وتحترم قيمتهم، وتضعهم في المكانة العليا في المجتمع، وبالتالي كان هناك بيئة حاضنة للعلم والبحث العلمي مما جعل هذا العلم يثمر.
أننا نحتاج إلى إعادة البيئة العلمية مرة أخرى، وإلى احتضان البحث العلمي، فميزانية البحث العلمي في بلادنا الآن ضعيفة، فنحن نمتلك (26) كلية علوم في "مصر"، وخريجي هذه الكليات لا يعملون في البحث العلمي؛ لعدم وجود معامل تستوعب هذه الأعداد الهائلة من الباحثين.
وبالتالي يسافر هؤلاء الخريجين إلى الخارج؛ لأنه يرى أن الذين عادوا لم يستطيعوا أن يستفيدوا مما درسوه؛ لعدم وجود الإنفاق الكافي، وعدم وجود المعامل الكافية، وعدم وجود الاحترام المطلوب للباحث العلمي، ومع ذلك نحن في حاجة إلى كفاحيين وفدائيين من أبناءنا الباحثين يعلموا أن المسئولية مسئولية عامة، وليست مسئولية خاصة، فلابد أن يكون هناك جيلاً يتحمل المسئوليات.
فماليزيا في عشرين عام أصبحت في مصف العالم تكنولوجيًا وحضارة واقتصادًا، فالطالب الماليزي في "الولايات المتحدة الأمريكية" قبل أن يتخرج بشهرين، ترسل الدولة إليه المكان الذي سيعمل فيه يعد عودته إلى "ماليزيا" للعمل، ولذلك لا يبقى طالب ماليزي في "الولايات المتحدة" بعد التخرج.
نحن نريد أن نرى هذه النماذج الناجحة في العالم الإسلامي، فالعلم هو القوة الحقيقية في المجتمعات الآن، وهو موطن الصراع، فالصراع الآن هو صراع علمي، وأعدائنا تفوقوا علينا بشيء من العلم، ولذلك يجب أن نعود إلى هذه القاعدة لننطلق منها وهي العلم والبحث العلمي.


الدكتور "السيد عبد الستار المليجي"




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !