الاسلام في القرأن هو الدين الاوحد منذ ان خلق الله ادم وحتى قيام الساعة هذه هي الحقيقة الثابتة التي يقررها القرأن الكريم وهو اخر كتاب موحى به من عند الله واخر رسالة اتى بها رسول من عند الله . فليس ثم دين اخر لا قبل ان ينزل القران ولا بعد أن نزل القران .فكل الانبياء والرسل كان دينهم الاسلام وكانو يدعون الى عبادة اله واحد له دين واحد وهو الاسلام ولم يكن لنبي أي دين اخر غير الاسلام وهذا هو سر قول الله تعالى ( ان الدين عند الله الاسلام)19ال عمران . فكثير من العلماء يظنون ان الله سبحانه انزل اديانا قبل الاسلام ثم انزل الاسلام ونسخ كل الاديان السابقة وهذا خطأ فادح وعظيم لأنه يناقض ويعارض ما جاء به القرأن كما ان الذي يظن ان اليهودية دين من عند الله والنصرانية دين من عند الله يخطئ خطأ فادحا لأن اليهودية ليست دين بل هي عرق فمسمى اليهودية انما جاء نسبة الى (يهوذا) وهومن ابناء سيدنا يعقوب ومن الاسباط المذكورين في القرأن الكريم ولا يمكن ان يكون مسمى اليهودية اسما لدين انزله الله سبحانه .كما ان مسمى النصرانية سبب تسميته توضحة الاية 52 من سورة ال عمرن (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصارالله امنا بالله واشهد بأنا مسلمون ) فهذه الاية تبين ان سبب تسميتهم بهذا الاسم لأنهم نصرو الله عز وجل وليس كم يعتقد البعض بأن هذه التسمية جاءت نسبة الى مدينة الناصرة لانه لوكان ذلك صحيحا لكان الاصح ان يقال ناصريون ولا يقال نصارى .فالاية واضحة وتوضح سبب التسمية بجلاء ووضوح ولم تكن هذه التسمية نسبة الى دين او اسما لدين اخر غير الاسلام . كما ان تسمية مسيحي او مسيحية نسبة الى المسيح وليست اسما لدين . وكل ذلك يدل على أن لا دين غير الاسلام وأن شئت فقل لا اسم لدين غير الاسلام وكل الانبياء والرسل هم رسل الاسلام وكل الرسالات هي رسالات اسلاميه فالاله واحد والدين واحد ويتعدد الرسل بتعدد الرسالات وأن شئت فقل تتعدد الرسالات بتعدد الرسل وذلك قول الله تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)فالاختلاف ليس في الدين ولكن الاختلاف في الشرعة والمنهاج فقط والشرعة والمنهاج هو ما نسميه نحن القانون . أما الدين فهو دين واحد واسمه الاسلام مع اهمية ان نأخذ في الحسبان أن الاولوية للدين وليس للتسمية فلو أقام احد الدين الاسلامي دون ان يهتم بالتسمية فهو على المنهج الصحيح لأن الدين اقدم من التسمية واهم منها فالتسمية كانت على عصر ابراهيم وعلى يد ابراهيم فهو الذي اطلق هذه التسمية لقول الله تعالى (هو سماكم المسلمين)(يقصد ابراهيم) فالذي سمانا المسلمين هو ابراهيم وأكد الله على هذه التسمية برغم من وجود بشر قبل ابراهيم وقبل هذه التسمية ومنهم انبياء ورسل لكن الانبياء والرسل واتباعهم الذين جاءو قبل ابراهيم اقامو الدين دون التسمية فهم لم يتسمو بالاسلام ولكنهم اقامو نفس الدين الذي سمي بعدهم بالاسلام ،وكل الانبياء والرسل واتباعهم الذين اتو بعد التسمية اعلنو صراحة انهم مسلمون وان رسالتهم هي رسالة الاسلام ولم يشذ احد منهم عن هذه القاعدة ، والادلة على هذا الاستنتاج كثيرة كما انها واضحة وقاطعة وكلها من القران الكريم ،ففي الاية رقم 128 من سورة البقرة يقول الله سبحانه نقلا عن سيدنا ابراهيم وابنه سيدنا اسماعيل قولهما (ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم ) فهذا دليل واضح وصريح على ان ابراهيم واسماعيل بل وذريتهم ايضا قد تسمو بمسمى الاسلام تاكيدا على ان دينهم هو الاسلام وليس أي شئ اخر وهما اول من تسمى بمسمى الاسلام في القران الكريم علما بان سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام لم يخترع هذا المسمى من عنده ، بل ان الله هو الذي اوحى له بذلك وذلك واضح في الاية رقم 131 من سورة البقرة (أذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين ) ثم ان ابراهيم وصى كل ابناءه باقامة الدين الاسلامي وقد جاء ذلك واضحا في الاية التي تليها مباشرة وهي الاية رقم 132 من سورة البقرة (ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون) فهذه الاية اوضحت بأن ابراهيم اوصى بنيه وكذلك يعقوب اوصى بنيه وذلك بحسب القرأة اذ أن يعقوب مرفوع بالضمة فيكون هو ايضا قد اوصى بنيه أما لو جعلناه منصوبا بالفتحه فيكون مضافا الى ابناء ابراهيم فيكون ابراهيم قد اوصى بنيه و اوصى يعقوب ايضا مع بنيه ، والاية التي تليها تبين ان يعقوب ايضا قد اوصى بنيه بالاسلام وهي الاية 133 من سورة البقرة (أم كنتم شهداء أذ حضر يعقوب الموت أذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالو نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحد ونحن له مسلمون ) فهذا يعقوب يحذو حذو جده ابراهيم ويوصي بنيه مع العلم بأن بنيه هم يوسف والاسباط ومن بينهم يهوذا الذي يتسمى اليهود بأسمه وتوضح هذه الاية بأنه كان على دين الاسلام (وبهذا يتبين أن جد اليهود كان مسلما ولم يكن يعرف دينا اخر غير الاسلام ) كما أن توصية ابراهيم ومن بعده يعقوب كانت تؤكد على اقامة الاسلام وذلك لاهمية هذا الامر لأن الانسان اذا حضره الموت لا يوصي الا بما هو مهم . ولتاكيد على ان ابراهيم لم يكن له دين سوى الاسلام قال الله سبحانه في الاية رقم 67 من سورة ال عمران (ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين)ولو نظرنا الى سيدنا لوط الذي كان معاصرا لعصر سيدنا ابراهيم لوجدنا ان الاية 51 من سورة الذاريات تؤكد على ان سيدنا لوط كان من المسلمين لقول الملائكة ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) 51 الذاريات والمقصود طبعا هو بيت سيدنا لوط .
وحين نتقدم خطوات الى الامام ونصل الى موسى وقومه بتي اسرائيل فاننا نجد ان القرأن يخبرنا بما لا يدع مجالا للشك بأن موسى كان مسلما وقد طلب من قومه أن يكونو على دين الاسلام وجاء ذلك في الاية رقم 84 من سورة يونس (وقال موسى يا قوم أن كنتم أمنتم بالله فعليه توكلو أن كنتم مسلمين ) وكذلك قومه وهم بنو اسرائيل حيث اوضح القرأن بانهم لم يكونو على دين غير دين الاسلام وقد جاء ذلك واضحا في الاية 126 من سورة الاعراف في خطاب بني اسرائيل لفرعون ( وما تنقم منا الا ان امنا بايات ربنا لما جاءتنا ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ) فلو كانو يهودا ولهم ديانة تسمى اليهودية لقالو توفنا يهودا بدل قولهم توفنا مسلمين ، بل ان حتى فرعون نفسه كان يعرف أن موسى يدعو للاسلام وان الدين عند الله هو الاسلام وقد جاء ذلك واضحا في الاية رقم 90 من سورة يونس ( وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين) فقول فرعون في نهاية الاية وانا من المسلمين تدل على ان فرعون كان يعرف بان دين بني اسرائيل هو الاسلام وليس اليهودية وانه هو الدين الحق .
وحين نتقدم خطوة اخرى للامام نجد ان سيدنا سليمان ايضا كان من المسلمين وكان يدعو للاسلام وجاء ذلك في الايتين 30 -31 من سورة النمل (انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم 30 الا تعلو عي واتوني مسلمين ) ونحن نعلم ان سيدنا سليمان هو ابن سيدنا داوود وهما لهما اهمية قصوى في التراث اليهودي حتى ان النجمة التي يضعونها على علم دولتهم يقولون انها نجمة داوود وقول سيدنا سليمان واتوني مسلمين تدل على انه كان مسلما يدعو للاسلام وهذا ما فهمته ملكة سبأ ولذلك قالت في الاية 44 من نفس السورة وهي سورة النمل ( قالت ربي اني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) ومن فائق ذكاء هذه المراة علمت ان الاسلام انما يكون لله رب العالمين وليس لسليمان بل مع سليمان وكذلك اذا كان سيدنا سليمان كان مسلما فلزاما سينا داوود كان مسلما ايضا .
وان تقدمنا خطوات اخرى الى الامام حتى نصل الى سيدنا المسيح عيسى ابن مريم سنجد ان سيدنا عيسى ايضا كان من المسلمين وكذلم اتباعه كانو من المسلمين وقدجاء ذلك واضحا في الاية رقم 52 من سورة ال عمران حين قال الله سبحانه ( فلما احس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون ) فلو كان اتباع المسيح مسيحيون الديانة لقالو واشهد بانا مسيحيون لكن قولهماشهد بانا مسلمون تدل على ان المسيح واتباعه كانو يعلمون ان الدين الحقيقي هو الاسلام او بمعنى اخر كانو يعلمون ان اسم الدين الذي جعله الله هو الاسلام وليس أي اسم اخر كما ان الاية السابقة تدل على ان تسمية نصارى كانت بسبب قولهم نحن انصار الله ولانهم نصرو الله سمو نصارى وليس لان ذلك دين وكذلك ليس كما يعتقد البعض ان سبب تسميتهم نصارى نسبة الى مدينة الناصرة .
وحين ناتي الى اخر الرسالات وهي رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نجد ان الاسلام ليس دينا حديثا جاء ليلغي وينسخ اديان اخرى سابقة بل نجد ان الاسلام دين قديم جاء الرسول ليؤكده وليكمل شريعته فقط ولذلك جاءت عدة ايات لتؤكد على هذا المعنى ومن ذلك الاية رقم 136 من سورة البقرة حيث يقول الله سبحانه ( قولو امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ) فهذه الاية العظيمة قد اجملت كل الموضوع الذي كتبته لان الله عزوجل لم يقل فيها اني انزلت لكم دينا جديدا لينسخ كل الاديان السابقة ولكنه سبحانه امرنا جميعا ان نعلن صراحة ونقول اننا امنا بما انزل الينا وكذلك ما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما توتي النبيون من ربهم وفي هذا اجمال لكل الانبياء السابقون وطلب ان لا نفرق بين احد منهم ثم ختم ذلك كله بقوله ونحن له مسلمون لأن هؤلاء جميعا دينهم واحد وهو الاسلام . بل أن رسول الله نفسه قد امره الله تعالى بنفس الشئ وذلك في الاية رقم 84 من سورة ال عمران في قوله تعالى ( قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ) والاية واضحة وفيها يأمر الله سبحانه الرسول باتباع نفس الدين الذي اتبعه السابقون من الرسل والنبيين وان الجميع على دين واحد وهوالاسلام ولذلك قال الله تعالى في الاية رقم 46 من سورة العنكبوت حيث قال ( ولا تجادلو اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلمو منهم وقولو امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون) وقول الله تعالى الذي انزل الينا وانزل اليكم يدل على ان نفس الذي انزل الينا هو نفس الذي انزل اليهم ولم يفرق الله سبحانه بين ما انزل اليهم وما انزل الينا وهؤلاء هم اهل الكتاب وهذا يدل على الاسلام كان قبل محمد صلى الله عليه وسلم ويؤكد ذلك قول الله سبحانه ( واذا يتلى عليهم قالو امنا به أنه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين ) فقولهم انا كنا من قبله مسلمين تدل دلالة قاطعة وواضحة على ان الاسلام كان من قبل ان ينزل القران ومن قبل ان يبعث محمد صلى الله عليه وسلم وهو الدين القديم الازلي وكذلك هو الدين الابدي الذي لم يكن دينا قبله ولن يأتي دينا بعده ولذلك قال الله سبحانه في الاية رقم 83 من سورة ال عمران ( افغير دين الله يبغون وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون ) وكذلك قال ( ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتو الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب )
وللتاكيد على انه لا دين الا الاسلام قال سبحانه في الاية رقم 85 من سورة ال عمران (ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ) كل ذلك يدل بما لا يقبل مجالا للشك أن الدين عند الله هو الاسلام وانه الدين القديم الذي اتبعه كل الرسل والانبياء ودعو اليه وكل من اتبعهم كان مسلما وكل الشرائع وكل الكتب التي انزلها الله تدعو لاتباع نفس الدين وهو الاسلام
ابورفاد العليي الكناشي السليمي القيسي
الموضوع السابق : موت بن لادن وحصد جوائز هبل
من مدوناتي الاخرى: كتابات الكناشي
التعليقات (0)