الناظر للواقع المصرى الان يجد أن هناك خلافا دائرا بين الاسلاميين على اختلاف توجهاتهم من ناحية وبين العلمانيين على اختلافهم من ناحية اخرى ، فبينما الاسلاميون يصرون على اجراء الانتخابات البرلمانية المصرية فى موعدها الذى قرره المجلس العسكرى ، أيا كانت النتائج فى احترام واضح لنتيجة الصندوق وثقة كاملة فى الشعب المصرى وقدرته على الاختيار الصحيح لنوابه ولتأتى الانتخابات بمن تاتى لا يهم المهم العبور الامن بمصر من هذا النفق المظلم والنقل السلمى الامن للسلطة من العسكر الى سلطة مدنية منتخبة عبر انتخابات حرة نزيهة وهذا هو جوهر الديموقراطية اضف الى ذلك تلك الممارسة الرائعة للتيار الاسلامى للعمل السياسى المنظم حيث العمل الميدانى والالتحام بالجماهير والتعرف على مشكلاتهم عن قرب والتواصل الفعال معهم فى الشوارع والحوارى والقرى والنجوع ..بيت بيت.. حارة حارة ..بينما يحدث هذا من الاسلاميين المتهمين بكراهية الديموقراطية نجد العلمانيين وادعياء الحرية والديموقراطية ينقلبون دائما على نتائجها طالما لم تصب فى صالحهم ولم تات بهم ولا يعرفون من ممارسة العمل السياسى الا الظهور على شاشات الفضائيات لتوجيه سهام النقد الى هذا التيار او ذاك مدعين للثقافة وهم ابعد ما يكون عنها غارقون الى اذنهم فى الجهل بابسط قواعد الموضوعية والتفكير العلمى والذى تستطيع ان تدركه من اول وهلة دون عناء
هؤلاء لا يفهمون الديموقراطية الا انها طريقهم للسلطة وسبيلهم للحريات المطلقة ليس لهم تواجد فى الشارع المصرى لا يفهمون لغته ولا يتجاوبون مع عاطفته ولا يعون مطالبه الناس فى واد وهم فى واد اخر يلعبون على وتر التخويف والارهاب والفزاعات ..وكلما اتت الديموقراطية بغير ما يشتهون انقلبوا على نتائجها مكشرين عن انيابهم مظهرين لوجوههم الكالحة متوعدين الشعب بالنار والدمار متهمين اياه بانه ما زال قاصرا لا يفهم ولا يحسن الاختيار
خذ مثلا :عندما جاءت نتيجة استفتاء مارس الماضى على التعديلات الدستورية بالموافقة عليها باغلبية كبيرة هاجوا وما جوا وطعنوا ومازالوا وخونوا وما زالوا وسعوا للافساد فى كل مكان ..واخيرا هللوا لوثيقة السلمى التى تمثل دور الوصاية على الشعب ونوابه وتعد انقلابا واضحا على الارادة الشعبية والتى اتت عبر نتيجة الاستفتاء ووافقوا فى صفقة واضحة على بنود عسكرة الدولة الواردة فى الوثيقة فى مقابل حرمان الاسلاميين من دورهم فى وضع الدستور المصرى الجديد اذا جاءوا باغلبية ساحقة عبر صناديق الاقتراع..رفض الاسلاميون الوثيقة لعوارها الواضح ووصايتها على اختيار الشعب ولتكريسها لحكم العسكر وعبروا عن رفضهم بطريقة دستورية ديموقراطية عبر مليونية نظيفة بيضاء لم ترق فيها قطرة دم واحدة وقد حان قطاف ثمارها.. ما غاظ العلمانيون فاشعلوها نارا تحرق الوطن باكمله فى احداث دامية على مدار اسبوع كامل راح ضحيتها الكثير من القتلى والمئات من الجرحى كل ذلك من اجل تعطيل الانتخابات وايقاف مسيرة الديموقراطية التى حتما لن تاتى بهم ولن تاتى بهم فى يوم من الايام ..فايهما اكثر ديموقراطية من الاخر الاسلاميون ام العلمانيون؟
التعليقات (0)