مواضيع اليوم

الاسد في طريقه للقذافي ...درسك فهمته واستوعبته

استمعنا بإمعان شديد لكلمات العقيد معمر القذافى الزعيم الإفريقي الذي ظل يحكم العالم الإفريقي والعربي ودول العالم الثالث ،وتحت حكمه زوايا وجماعات دينية وأخرى مدنية خيرية تنتظره ليجود عليا بكرمه وعطاءه الذي لايقاس لان لا شئ يقدمه العقيد ،فالعقيد الذي توارى عن الأنظار يخطب في الجماهير التي فقدت طلته البهية وخطاباته الطوال التي لا راش لها ولا عقب اليوم استمعت لخطابه وأثناء الاستماع لكلماته لاحظت تغيرا كبيرا في لكنة العقيد حتى كدت خلت نفسي أنى استمع لشخص غريب ،وهو غريب فعلا فالقذافى يملك غرائب جعلته أكثر القادة العرب شهرة فهو لا يتوقف عن الاجتهاد وتوظيف تصوراته لينهج سلوك لم يرى فيه أي قائد عالمي إلا سلوكا لرجل اعوج .
انهار نظام العقيد فجأة وانهارت معه أمال توحيد القارة السوداء و بناء اتحاد إفريقي على شاكلة الولايات المتحدة الأمريكية ،وخرج العقيد حافيا عاريا دون سند إلا مرتزقة استقدمتهم أموال النفط الليبية ظنا منهم ان نظام العقيد قادر على الصمود والاستمرارية ،فعلا استمر العقيد في إلقاء خطب لن يستمع إليها احد ، لان هواء العقيد تبخر ولن تجدي نفعا كلمات يرددها بحمق وتفاهة .

سقط نظام العقيد وتبخرت آمال عائلة القذاذفة في حكم زمني لليبيا ،فهدف العقيد بعد انتصاره على الثوار تحويل ليبيا إلى ملكية مغلقة يحكمها معمر القذافي يساند من طرف قبائل مواليه له ولتقوية جبهته الداخلية يفترض بعد الانتصار على المتمردين استقدام قبائل الطوارق من شمال مالي والنيجر وتوطينهم بالمدن الرئيسة ليضمن وجودا مواليا ومناصرا له .لكن هذه التصورات لدولة ما بعد التمرد اصطدمت مع أول مواجهة حقيقية بين جيش الحرية ومرتزقة القذافي .
يصعب الآن التكهن حول المسار السياسي لليبيا بعد التحرير ،فجيش الحرية حقق انتصارات كبيرة ولم تبقى الا جبهة الجنوب ،لكن هناك تخوفات من مرحلة ما بعد مرحلة التحرير إذ لا احد يتكهن بمصير ليبيا ولاسيما بعد ظهور تباين في المواقف بين الأطراف المكونة للتحالف ضد القذافي .فالاتجاه الاسلامى يملك قوة شعبية وشرعيته مستمدة من تزعمه للثورة المسلحة واغلب قادته قبعوا في السجون الليبية .وخاضوا نضالا ضد أسرة معمر القذافي ،ولا يعتقد أن يتخلى التيار الريديكالى عن مطامحه التي ضمها في مسودة مطالبه بإقامة دولة مدنية على أسس إسلامية وهى صيغة نعتقد أنها اعتدالية وتنسجم مع رغبة لدى قادة الثوار عدم إضاعة فرصة الالتحام الشعبي وتقارب التيارات وتوحدها خوفا من مواجهة تضع ليبيا بعد التحرير في منعطف خطير تكون نتائجه عكسية وقد تسبب آلام للشعب الليبي التواق للحرية .
بدورها تحاول شخصيات محسوب على التيار الليبرالي الدفع بالمشاورات لتشكيل حكومة إنقاذ وطني تضم كل الأطراف التي شاركت في قتال القذافى وهى تحاول النأي بنفسها عن أية مواجهة أو صدام مع التيار الاسلامى .
الدرس الليبي مهما ويجب استخلاصه ليس فقط من طرف دول الجوار بل حتى دول ذات انظمة شمولية لا تعير أي اهتمام لمطالب شعوبها .أنظمة لن تخرج هي بدورها من مستنقع المواجهة والصدام المسلح مع المعارضة ومن أكثر تجلياته مانراه اليوم في الساحة السورية فانشقاق أفراد من الجيش العربي السوري الذي يدين بالولاء لأسرة الأسد يعتبر بمثابة توسيع لدائرة المواجهة وتغيير في رؤية المعارضة التي تبنت في مقدمة مسارها العمل السلمي أو المقاومة السلمية في مواجهة القتل والترويع وسياسة إحراق الأخضر واليابس .
تجليات الدرس الليبي بدأت ملامحه في سوريا ،انشقاق ضباط وجنود سيثير حماسة الكثير من السوريين مما يؤدى حتما إلى حمل السلاح والدخول في صراع مع سلطة الأسد .
سيناريو المواجهة المسلحة لن تكون مستبعدة في ظل هيمنة خيار التصفية وسيطرة رؤية اقصائية متعالية تفرض نفسها على القيادة السورية.التي يستحيل أن تتبنى رؤية أو توجها يعلى من قيمة الحوار.ويدعم أسس الالتقاء والتفاهم بين عقلاء النظام وأفراد الشعب .لكن بشار الأسد غلب منطقا خاصا به منطقا يكرس واقعا مخجلا قتل وتصفية ومعه يردد بشار الأسد سيمفونية القذافي ......


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !