مواضيع اليوم
الاستاذ
(الاستاذ) !!!
بقلم محسن الصفار
دخل سعيد الموظف الشاب الى محل عمله متاخرا 5 دقائق وبينما كان يحضر نفسه لتلقى درس في الانضباط اذا بالعم ابو محمود ( الساعي ) يستقبله بكل حفاوة وترحيب قائلا
- اهلا بالحبيب اهلا بوجه السعد اهلا بالموظف النشيط
التفت سعيد حوله ولكنه لم يجد احدا غيره فقال بصوت مرتاب
- هل تكلمني أنا يا ابو محمود ؟
رد عليه ابو محمود :
- طبعا أنت يا استاذ سعيد الورد
- أستاذ مرة وحدة ؟ منذ متى تناديني استاذ يا ابو محمود ؟
- ولو الناس مقامات يا أستاذ سعيد والعين لا تعلو على الحاجب
ذهب سعيد وهو يتصور ان الموضوع مقلب من نوع ما و أن ابو محمود يهزأ منه لسبب لا يعلمه الا الله
دخل الى محل عمله فوقف زملاءه على ارجلهم وقالوا بصوت واحد
- صباح الخير استاذ سعيد
ولم يجلسوا الا بعدما جلس هو استغرب سعيد وقال
- هل وضع احدهم مادة مخدرة في الشاي في هذه الدائرة ؟ ما قصة استاذ سعيد اليوم ؟ ما بكم ؟
ذهب الى غرفة رئيس القسم كي يعتذر عن التأخير وحالما دخل نهض الاخير من خلف مكتبه واستقبل سعيد بالاحضان وقال
- اهلا اهلا اهلا بالحبيب الغالي اين انت يا رجل اشتقت لك والى كلامك العذب
قال سعيد
- اشتاقت لك العافية استاذ أنا أعتذر عن التأخير فكما تعلم المواصلات ...
ولم يكمل حتى قاطعه رئيس القسم
- تاخير ؟ أي تأخير الله يسامحك الوقت كما يقول اينشتاين مسألة نسبية يعني تحسب نفسك متاخرا اليوم ولكنك في الحقيقة اتيت مبكرا للغد
- نعم ولكن اينشتاين ليس رئيس شؤون الموظفين الذي سيعطيني خصم و توبيخ
- اي خصم واي توبيخ ما عاش اللي يوبخك يا (استاذ) سعيد
- حتى حضرتك تناديني (استاذ) ؟ ما الذي يحدث هنا اليوم ؟
خرج من مكتب رئيس رئيس القسم وهو يضرب اخماسا في اسداس في هذا اليوم العجيب عندما صادفته الموظفة الدلوعة زيزي فقالت له فورا بغنج
- هاي سعيد كيف حالك ؟
اجاب بخجل
- الحمد لله شكرا
فقالت وهي تقترب منه حتى كاد يشعر بانفاسها
- أنا معجبة جدا بك يا سوسو
فقال سعيد
- سوسو ؟ الله يسامحك
قالت له
- ما رأيك ان نشرب فنجان قهوة في الكوفي شوب بعد الدوام ؟ كي نأخذ راحتنا في الكلام
- شكرا للعرض المغري ولكني أسف سأكون مشغولا كما أني خاطب ولو شاهدتني خطيبتي مع أي أمرأة فستسلخ جلدي حيا
وتركها وأنصرف عندما قابله ابو محمود مرة اخرى واعطاه قدح شاي وقبل ان يقول اي كلمة قال سعيد بحدة
- ابو محمود اذا ناديتني ( استاذ ) مرة اخرى ساعمل مشكلة واكسر صينية الشاي واريدك ان تخبرني فورا ما الذي يحدث ولماذا انقلبت الدائرة الى دار مجانين فجأة ؟
اجاب ابو محمود بابتسامة عريضة
- البركة في السيد الوالد ( الله يحفظه ويعلي مراتبه )
- وما دخل والدي بالموضوع ؟
- اليس والدك الاستاذ وحيد فريد الصحفي الشهير ؟
- نعم وماذا ؟
اخرج ابو محمود جريدة واشار الى الصفحة الاولى حيث كتب بالبنط العريض ( تعيين الصحفي وحيد فريد وزيرا للاعلام )
قال سعيد وهو يضحك
- الله يسامحكم هذا وحيد فريد صحفي في جريدة ( الرئيس الملهم ) بينما والدي يعمل في جريدة ( الزعيم الاوحد) هذا تشابه أسامي لا اكثر
ما أن سمع ابو محمود هذه الكلمات حتى اخذ منه قدح الشاي بعنف وتركه مسرعا وبعد دقائق سمع صوت رئيس القسم يصرخ
- أين الموظف الكسول عديم المسؤولية سعيد ؟
ومرت زيزي بجانبه و نظرت اليه بقرف
فابتسم وقال الحمد لله عادت الامور الى طبيعتها
* جميع الحقوق محفوظة للكاتب
التعليقات (0)