الاستاذ المهندس : من أين عرف الصدر جماعة السالكين وأسماؤهم وهو لا يرتبط بهم بصلة ؟
حقيقة أن الامثال التي تتناقلها الالسن قد شملت الحوادث التي مرت على البشرية فتبنى عليها وهي تختلف في مناسباتها، فعلى ذلك يمكننا القول أن المثل مرتبط بالحدث الذي يدل عليه، فحينما نقول حدث العاقل بما لا يُعقل فإن صدق فلا عقل له، وهذا مما لا يختلف عليه إتنان، فالمعرفة التي تتولد عند الفرد أو مجموعة الافراد لا تأتي من فراغ ؛ لأنها تقوم على أسس لتدل عليها في المستقبل، ولا يمكن أن ننكر تلك الأسس و المعرفة المتولدة منها،فعلى سبيل المثال لو أن زيداً يعيش مع مجموعة من الافراد و تربطه بهم علاقات وطيدة وهو يعرفهم جيدا و يعرفونه حق المعرفة حتى أنهم لا يفارقونه إلا في حالة النوم، يذهب معهم إلى المدرسة صباحا و يعودون منها جميعا، وفي المساء يجتمعون سوية لتأدية واجباتهم المدرسية وهم على هذا الحال لفترات ليست بالقصيرة فهل من المعقول أن ينكر زيد ارتباطه بهؤلاء المجموعة أو ينتصل عن العلاقات التي كانت تربط بهم ؟ فهذا من غير المنصف أن يقوم زيد بنكران قوة العلاقات التي كانت قائمة بينه و بين أفراد مجموعته التي كانت ترافقه ليل نهار، وهل يمكن ان نصدق بكلام زيد حينما يُسأل عن علاقاته مع أصحابه الاوفياء له ؟ و الان نعود لموضوع مقالتنا هذه وهي كيف يمكن للصدر الثاني أن يُنكر لعلاقاته الوطيدة التي كانت تربطه بجماعة ما يُسمى بالسالكين ؟ فبعدما كانت تلك العلاقات قائمة و لفترات من الزمن يأتي الصدر و على مرأى و مسمع منهم فيقطع صلته بهم رغم أنه عندما وجه له السؤال عنهم فأجاب السائل بقوله أن لتلك الجماعة مشايخ و شيبة في الحوزة العلمية و أنهم يراؤون و يتعاملون بالرياء و أن أسمائهم فلان و فلان و فلان فمن أين يا ترى توفرت تلك المعلومات عن جماعة السالكين عند الصدر ؟ إلا إذا كان هو على علم بأسمائهم و درجاتهم العلمية و مناصبهم الحوزوية، و كم كانت هي أعمارهم فجعلهم منهم المشايخ و الشيبة ؟ فهاذا إن دل إنما يدل على أن الصدر كان على علاقات حميمة و متينة مع قادة و سلاطين جماعة التسليك، فإن كان الصدر لم يعلم بذلك فتلك مصيبة و إن كان يعلم فالمصيبة أعظم على الامة التي كانت بالأمس تمجد به و تأتمر بأوامره و اليوم قد أصبحت العوبة بيد عبيد الدينار و الدرهم و طُلاب الدنيا و زينتها الفانية من قادة السلوكية الذين لا هم لهم سوى جني أموال السحت و إشباع غرائزهم الفاسدة الذين وجدوا في التغرير بالناس من أسهل الطرق التي يتوصلون بها لتحقيق مكاسبهم الدنيئة و استعباد الناس بحجة أنهم هم ورثة مدرسة الصدر المفتعلة و دعاة آثارها وهذا ما كشفه الاستاذ المهندس الحسني في تغريدته التي استفهم فيها كثيرا عن حقيقة جواب الصدر لسؤال المستفهم منه خلال لقاء الحنانة 3، مواعظ و لقاءات 55 حيث قال المهندس الصرخي فيها : (( قد مرَّ علينا أن شخصا سأله : هل أنك الزعيم الأوحد لمسلك العرفان في العراق ؟ فجاء في الجواب : فلان و فلان و فلان من العوام و الحوزة و شيبة الحوزة و غيرهم لهم مشايخ آخرين سابقين و أنا لستُ واحدا منهم )) .
https://twitter.com/AlsrkhyAlhasny/status/1270894987115446272?s=19
بقلم الكاتب احمد الخالدي
التعليقات (0)