الاسباب الخفية وراء اعتداءات كربلاء
علي الكندي
ليس بغريب ان تطرح اسباب مختلفة لاي حادثة وعادة ما تكون تلك الاسباب تناسب الحدث والملفت للانتباه ان السلطة في وقتها لم تقدم سببا وجيها لما جرى وانما قدمت نتائج للحادثة وجدنا كذا ووجدنا كذا وكله في الحقيقة لم يكن صحيحا، هذه من ناحية ومن ناحية اخرى انم ماطرح لم يكن يبرر تلك القوة وذلك البطش، لكن الحقيقة كانت امراً اخر اكبر واخطر مما طرح طبعا اكبر واخطر بحساباتهم والا بالحسابات الشرعية والاخلاقية فيه الخير الكثير للعراق والعراقيين، ان وجود السيد المرجع بهذه القوة وبه1ه الكيفية وبالحضور الذي شكله آنذاك كان يعني عدة امور
الامر الاول: تعاظم الوعي الديني والسياسي
وهذا الامر كان يعرقل نمو المشاريع الاستبدادية في العراق وفي المنطقة خصوصاً فالجهات الاقليمية ومن تابعها من الداخل تريد تمرير وتنفيذ اجندات دائمة وثابتة تجعل العراق حبيسا لمئات السنين يعاني دوما من الحروب والازمات والذين نقصدهم هم جربوا كيف وقف سماحته بوجه مشاريعهم وكشف زيفها وخداعها ولو لفئة من الناس، فهو اول من تصدى للاحتلال وللفتنة الطائفية ومشروع تقسيم البلد ووضعه في خانة الاستعمار المبطن ووقف ضد نهب ثرواته، نفطه وزراعته وصناعته واخرها اثاره ، والتدخل الخارجي من أي طرف، الا انه ادى تكليفه وحقق الثمرة العامة وهي انتاج الوعي بين الناس
الامر الثاني: رمز الاستقطاب الوحدي
كل المشاريع التي ادخلت الى العراق كانت ترتكز على نقطة مهمة جدا وهي تفرق المجتمع والاختلاف لدرجة الاقتتال وكلما زادت حدة الخلاف واستعمل في ذلك الخلاف السلاح وادى الى القتل والارهاب كان ذلك اسرع لتحقيق تلك المشاريع فالخلافات السياسية والحزبية والطائفية والعرقية والعشائرية هي العامل المساعد الاقوى لتحريك المشاريع التوسعية في العراق، اما وجود سماحة المرجع الكبير فقد كان سببا لتذويب تلك الخلافات وكانت مواقفه المبدئية على رغم من قلة الامكانات الا ان خطواته وبياناته كانت ملحوظة وواضحة على طول السنوات التي مرت وقد شكلت في النهاية صورة حي لمرجع اسلامي يؤمن بالوطن وبالتعدد وبالوحدة بين ابناء البلد الواحد ولقد مد يد العون والمساعدة لكل من احتاجها ليثبت للجميع ان رابطة الوطن تنموا وتتحرك لتملا كل القنوات التي ارادوا لها ان تجف وبدلا من ان تمتلا انهارنا ماء عذبا ملأوها نارا وسموماً وحقداً، فوجود شخص بوزن مرجع لا يقف عند حدود معينة في ربط الاواصر تجتمع حوله كل المكونات العراقية والعربية اكيدا يمثل خطراً على الجميع.
ثالثاً: الالتفاف الجماهيري الحقيقي
بعد المراحل التي قضاها الساسة والقادة الدينيون في العراق اكتشفوا انه لا يمكن تحريك الجماهير الا بعدة عوامل منها
الواجهة الاجتماعية
الوعود بالمناصب
الاموال الطائلة
وعلى الرغم من هذه العوامل واسناد الاعلام المنقطع النظير الا أنها أبداً لم تحقق نتائج مضمونة ثابتة ولكن كل اولئك كانوا يتابعون ويلاحظون بدقة كيف ان طبقات المجتمع المختلفة بدأت تلتف حوله في حركة جماهيرية سريعة غير معهودة، والغريب ان تلك الجموع لم تكن تحصل على أي فائدة تذكر وهذا بالنسبة اليهم مؤشر خطير في مصير مستقبلهم ففرق كبير بين ما يمتلكون من ثقة ومحبة في قلوب الجماهير بدأت تتناقص بشكل كبير، وبين شخصيته التي تجذب الآلاف في كل اسبوع حتى وصل في بعض الاسابيع الى مئات الآلاف تتحرك برغبة وبمحبة برغم قلة الامكانات هذا عامل مهم يعني لهم ان لا مستقبل لهم في العراق
كل هذه وغيرها كانت اسباباً كافية لاعتقاله او لاغتياله حتى وان كلف ذلك الخسارة المالية والاجتماعية وخسائر الاموال والارواح، نعم وتمت لهم الهجمة في شهر رمضان حيث كان يستعد الزائرون الى الاجتماع لقراءة الادعية والاذكار الخاصة بشهر رمضان الكريم حتى فوجئوا بقوة كبيرة تحاصرهم وتداهمهم ولم يكن معهم الا سلاح الانبياء فقتل من قتل واعدم من اعدم واعتقل من اعتقل وهدمت داره ودار من جاوره واحرقت الكتب والمؤلفات والمصاحف وسلبت ماكان موجودا في الدور والبيوت فكانت ليلة مظلمة في تاريخ اولئك الذين اقدموا على هذا العمل ومارسوه بيد ولسان فانا لله وانا اليه راجعون .
التعليقات (0)