الازهر والحوزة، كراكرز وهاكرز!
بقلم رياض الحسيني: كاتب وناشط سياسي عراقي مستقل
في مقال له حول مفهوم "هاكرز" يقول إيريك ستيفين ريموند (الهاكرز هم من بنوا الإنترنت، الهاكرز هم من جعلوا نظام التشغيل يونكس على ما هو عليه اليوم، الهاكرز هم من جعلوا الورلد وايد ويب تعمل، إذا كنت منتميا لهذه الحضارة، إذا كنت قد ساهمت بها و يوجد أشخاص آخرون منتمون لها و يعرفونك و يطلقون عليك لقب هاكر إذا فأنت هاكر"! في المقابل يؤكد ايريك انه يوجد مجموعة أخرى من الأشخاص يطلقون على أنفسهم لقب هاكرز بكل وقاحة و لكنهم ليسوا كذلك. هؤلاء هم من يشعرون بالسعاده عند إختراق بعض نظم الحاسب أو التصنت على خطوط الهاتف. الهاكرز الحقيقيون يسمون هؤلاء "كراكرز" ولا يودون أن يكون لهم أية علاقه بهم. بيد ان الهاكرز الحقيقيون يظنون أن الكراكرز غير جديرون بتحمل المسئولية و كسولين و ليسوا على قدرة كبيرة من الخبره.
يؤكد قوم الهاكرز ان قدرتك على اختراق موقع ما على الشبكة العنكبوتية لا تجعل منك هاكر، ببسيط العبارة إذا استطاع شخص ما سرقة سيارة ما بدون استخدام مفتاحها هل يجعله ذلك منه مهندس ميكانيكا؟!. مايزعج قوم الهاكرز ايضا هو قيام بعض الكتاب و الصحفيين ومن دون معرفة باستخدام كلمة "هاكرز" ليصفوا "الكراكرز" و هذا التصرف يسبب الإزعاج الشديد للهاكرز. من ذلك يمكننا ان نخلص الى ان الهاكرز قوم يقومون بالبناء، بينما الكراكرز يقومون بالهدم.
لقد شهدت الاونة الاخيرة صراعا متطورا بين المسلمين جاء بعد التصريحات التي ادلى بها الداعية السنّي الشيخ يوسف القرضاوي والذي وصف في بعضها ايران بانها "تقوم باشعال حريق يجب ان يتنبّه العالم الاسلامي له" وذلك من خلال ما أسماه "خطة ايرانية لغزو المجتمع السني وتشييعه". يقول القرضاوي ان "الواجب الشرعي يحتم علي دق ناقوس الخطر" بينما يؤكد البعض ان سبب هجومه المفاجئ هو نتيجة لتشيع ابنه عبد الرحمن او في طريقه الى التشيع.
أيا كانت الاسباب لايختلف اثنان على ان هذه التصريحات قد ايقضت فتنة الاحتراب المذهبي الذي ظن البعض انه ونتيجة للتحديات التي تمر بها الامة الاسلامية قد ولّت. الصراع الاخير اخذ ابعادا يبدو انها اكثر تحضرا مما كنا نشهده في الاعوام والعقود المنصرمة فبعد ان كانت التصفية تتم عبر السكاكين والسواطير واراقة الدم فأنه ونتيجة للتطور التكنولوجي فقد اخذت الصراعات المذهبية شكلا اخر برأيي وان كانت في النهاية سلبية الا انها اكثر تطورا واخف ضررا واكثر تشويقا!
أيا كانت التسمية الصحيحة لاولئك اللذين اخذوا على عاتقهم اشعال نار الحرب المذهبية بين المسلمين فانهم في النهاية ادوات سواء اكانوا هاكرز ام كراكرز اما المحرك الاساسي فيبدو انه لازال اما داعية سنّي او معمم شيعي. والامر كذلك فانني اتقدم بمقترح تسمية اخرى يجب ان يأخذها الازهر والحوزة على محمل الجد فيما هي اضافة لقب في هاتين المدرستين يبدء طالب العلم فيه "كراكر" لاجل ان يصبح "هاكر"! هنا تكون المدارس الدينية قد قضت على البطالة المتفشية في العالم الاسلامي من جهة وساهمت في عملية البناء بدلا من الهدم من جهة اخرى. علاوة على ذلك خطوة من هذا القبيل بالاضافة الى انها ستضعف الامبريالية الحضارية فانها ستضيفت لقبا اخر الى الداعية المتخرج فمثلا عند تقديمه في اي برنامج تلفزيوني ديني يقول المذيع "اقدم لكم احبتي الداعية الكراكر ..." واذا ما اتجهت صوب قم لطلب الفتوى يمكنك ان تسأل عن بيت "المجتهد الهاكر". ايضا اقترح اضافة دعاء نسميه "دعاء الويب" نقول فيه مثلا: اللهم زد في علم الهاكرز ووسع من مدارك "الهارد درايف مومري" عندهم واجمعنا بهم يوم "سكان" واشعل النار في حاسوبات الكراكرز وارسل عليهم فايروسات "غلوبل" فانهم قد استخدموا "الورلد وايد ويب" ليضلوا عبادك. "سبيس" اللهم "أنتر"!
التعليقات (0)