مواضيع اليوم

الارهاب المسكوت عنه !

اوس العربي

2011-09-07 08:04:28

0

الميليشيات المسيحية الأمريكية.. هواية القتل اللذيذ
"ماذا نفعل؟ نعلم أن الضحايا مجرد رهائن لدى الإدارة الأمريكية وأنهم لم يتبنوا الفلسفة المريضة والأهداف المدمرة التي يتبناها النظام .. ولكن ما من طريقة تتفادى سقوط الأبرياء في سبيل تدمير هذا النظام .. ما من طريقة فلا بد أن يسقط ضحايا"!! ليست هذه تصريحات لأعداء تقليديين لأمريكا .. ليست لأحد الصرب أو الشيوعيين أو الكوبيين أو الكوريين الجنوبيين ولا حتى لأحد أتباع بن لادن لكنها لأمريكي أبيض من ميليشيا ولاية ميتشجان فهو لا يهتم بالدماء مهما كانت درجة تدفقها في سبيل القضاء على الإدارة الامريكية مهما كان حجم الضحايا والأبرياء!! قد تتعجب إذا علمت أن هذا كان تعليقه للنيويورك تايمز إثر حادثة أوكلاهوما التي نفذتها الميليشيا وراح ضحيتها 166 قتيلا .. ولكن عجبك قد يزول إذا قرأت لأحد هؤلاء المهووسين في أحد مواقع الميليشيات يعرفنا بنفسه أن هوايته إطلاق الرصاص على الحيوانات والأمريكان الوافدين " يقصد الأفارقة والآسيويين والأسبان" وأن الحكمة التي تنير دربه في الحياة : "بمجرد أن أملك بندقية فحتمًا سوف تقع جريمة"
وسينتهي تعجبك تماما إذا علمت أن ثمة إعلانات تُنشر في جرائد أمريكا الكبرى والمحلية على حد سواء يرد فيها عبارات من قبيل "يجب ألا نسمح للحكومة بإدارة شئوننا وحياتنا.. يجب أن نعود إلى أيام الثورة الأمريكية الأولى.. نحن ثوريون أمريكيون"،.. ثم يردف الإعلان بالطريقة الأمريكية النمطية "تعالوا مع أسلحتكم وأصدقائكم…".
هذه الإعلانات المتنوعة والكثيرة تقف وراءها مجموعة ضخمة من الميليشيات الأمريكية المسلحة؛ فهذا الإعلان مثلاً نشرته ميليشيا ولاية أريزونا التي تهدف إلى فصل الولاية عن أمريكا الأم وإعلانها دولة مستقلة.
وهذه الميليشيا يقودها ديفيد إبسي الذي يُسمي نفسه "الكابتن الثوري"، ويدعو إلى إعلان ثورة جديدة كالتي أعلنها الأمريكان الأوائل ضد الاستعمار البريطاني.
وهذه الميليشيات تنتشر في شتى الولايات الأمريكية، ولها أنصارها الذين يشكلون فكرهم الغريب والمختلف، ولكل ميليشيا منطقة نفوذ، وتحترم الميليشيات فيما بينها مناطق نفوذها. ورغم أنه لا توجد مؤشرات تدل على نوع من الوحدة في الهدف أو الرؤية؛ فإنه من المؤكد أن ثمة خلفيات مشتركة أدت إلى تكوُّن مثل هذه البؤر الفكرية المسماة بـ "الميليشيات"، سواء أكانت هذه الخلفيات اجتماعية أم سياسية أم دينية أم عسكرية، كما أن تشابهًا في الوسائل يلحظه المتابع لهذه الميليشيات.
فالعدد المعلن لهذه الميليشيات 41 منظمة و22 ميليشيًا، غير تلك التي تفضل العمل السري ولا تعلن عن نفسها، بل تغلق العضوية على من يصطفيهم القائد..
ومن أهم هذه الميليشيات ميليشيا ولاية كولورادو...
واسمها: حراس الحريات الأمريكية، والعضو فيها يسمى "حارسا وطنيا"، ولا يكتفي الحارس الوطني بأسلحته الشخصية، لكنه "يخزن مجموعة أخرى للمتطوعين الذين ربما لن تتوفر لهم أسلحة كافية عند قيام الحرب".
أما ميليشيا ولاية فلوريدا فهي الأكثر تنظيمًا؛ فهي تتكون من 6 ميليشيات فرعية، ولها جنود في كل مقاطعة ومدينة في الولاية، بل وصل الأمر بها إلى تكوين جيش وجهاز حكومي وآخر قضائي في مقاطعة "هيلز بورو"، وهذا الجهاز القضائي أرسل (أوامر) للمسؤولين الفيدراليين في المقاطعة لإطاعة أوامرها..
وهذه الحرب التي يستعد لها المسلحون هي التي يفسرها صمويل شيروود قائد ميليشيا ولاية إيداهو، الذي يقول: "ستشهد أمريكا الحرب الأهلية مرة أخرى، ونحن في إيداهو سنبدأ بالهجوم على مبنى برلمان الولاية، ونقتل كل النواب رميًا بالرصاص". أما "جيمس جرينز" -وهو كولونيل متقاعد- فهو يظهر وجهًا آخر من وجوه الميليشيات التي لا تنظر إلى أمريكا بالكراهية فحسب، وإنما توجه عنصريتها للعالم كله من حولها، فيقول: "الجنس الأبيض هو سيد الأجناس، والأفارقة والآسيويون القذرون في أسفل القائمة...".
أما ميليشيا ولاية ميتشيجان فهي أقوى الميليشيات وأكثرها عددًا فيقدر جنودها بـ50 ألف جندي، وهذه الميليشيا هي التي اعتُقل اثنان من جنودها إثر انفجار "أوكلاهوما". ورغم أن قائد الميليشيا ادعى أنه طردهما؛ لأنهما متطرفان أكثر مما يجب فإن القس نورمان أولسون قائد "الجيش الأول" أحد قطاعات الميليشيا فقد أيَّد فكرة أن يذهب الآلاف من الجنود بالملابس العسكرية وكامل الأسلحة لإنذار كلينتون أن هذه ستكون بداية الثورة الأمريكية الثانية.
أما ميليشيا ولاية مونتانا التي تقع أقصى شمال أمريكا، فهي تريد الانفصال بالولاية وتكوين "دولة بيضاء"، وهذه الميليشيا تمتلئ أدبياتها بحديث عن عظمة الجنس الآري.
ويُعد أشهر حوادث العنف التي قامت بها الميليشيات الهجوم على مبنى الحكومة الفيدرالية في أوكلاهوما 19 إبريل 1995 وتفجيره، وهو ما أودى بحياة 166 قتيلاً.
ورغم أن معظم أدبيات هذه الميليشيات تُعد من قبيل الهلوسة المرضية المحضة والأفكار الشاذة، فإن المتابع عن قرب يستطيع تلمس عدد من الجذور الفكرية لهذه الاتجاهات المتطرفة.
فيرى البعض أن تطبيق "ريجان" لسياسات "مالتون فريدمان" الاقتصادية كانت بداية لانتشار هذه الأفكار؛ نظرًا لأن أفكار "مالتون" كانت تركز على إطلاق العنان لقوى السوق وتخفيض الضرائب على الأغنياء، وهو ما أدى لتركز الثورة في أيدي القلة؛ ففي نهاية الثمانينيات أصبح دخل 5% من الأمريكان يفوق دخل 40% من الشعب، وأصبحت ثروة 1% تفوق ثروة 90% من الأمريكان؛ وهو ما أدى لثورة هذه القطاعات، وتولد أحقادها على الحكومة الفيدرالية؛ فهذه الميليشيات ترى أن على الحكومة أن تكف عن فرض الضرائب؛ لأنها "سرقة للمواطن"، وأن الفيدراليين يحاولون حرمانه من الأمن بوضع قيود على السلاح، تمهيدًا لإذلاله ونهبه وتجريده من قوته...".
11شعار ميليشيا أنديانا
وإذا كان البعد الاقتصادي مهمًا في هذا السياق، فإن البعد الديني -لا شك- يلعب دورًا هامًا؛ فبينما يترأس أحد جيوش ميليشيا ولاية ميتشجان أحد القساوسة، وهو "نورمان أولسون" إننا إذا استعرضنا أسماء هذه المنظمات لطالعنا: "مؤيدو الإنجيل"، "جيش المسيح في إسرائيل"، "كنيسة إسرائيل"، "جمعية عيسى المسيح"، "جمعية الخالق"، "عصبة الدفاع المسيحي"، "زمالة مسيحيي المستقبل". وهذه الأبعاد الدينية في منتهى الخطورة على من يحمل هذه الأفكار المريضة؛ لأنها تدفعه إلى عمل أي شيء؛ ظنًا منه أنه على صواب، وأنه ذاهب إلى الخلد. وأهم الميليشيات التي تعتمد على العنصر الديني ميليشيا فرجينيا التي ينتمي أغلب أعضائها إلى منظمات مسيحية متطرفة، وبعض الوجوه المشهورة دينيًا أعضاء أساسيون في هذه الميليشيا.
كما أن ثمة بعدا اجتماعيا لا بد أن يُشار إليه في هذا السياق، وهو يتجلى في ملامح كثيرة أبرزها النظرة إلى "الآخر" بازدراء واحتقار ورغبة في الإبادة؛ فالفكرة الأساسية التي تدعمها هذه الميليشيات بهدف اجتذاب أعضاء لها هي أن الحكومة ستشن حربًا على الأمريكيين البيض، خصوصًا "الأنجلوساكسون" الذين يسمون أنفسهم "المسيحيين الحقيقيين"، ويدّعون أن هذه الحرب ستكون لصالح الزنوج والأقليات والمهاجرين والروس والصينيين...".
بل ويتمادون في تخيل أن "الحكومة تبيع البلاد لسلطة عالمية تنفذ مؤامرة هدفها تدمير الرجل الأبيض".
فهذه الميليشيات تزعم أنها أكثر حرصًا على أمريكا من الحكومة؛ لذا فهي تراها عميلة خائنة حتى النخاع.. تستحق ما يحدث لها؛ لأنها تصل في خيانتها إلى حد "إعلان الحرب على الأمريكيين".
كما أن وجهًا آخر من وجوه الدور الاجتماعي لنشأة هذه التيارات أنها تلجأ –أو هكذا تستشعر حقيقة- إلى تخويف الأمريكان على مستقبلهم وأولادهم... "إنكم أيها الأمريكيون لا تسيطرون على حياتكم وأطفالكم وبيوتكم؛ فالحكومة تسحقكم، وتُحكِم سيطرتها على كل شيء… استعدوا للدفاع عن حريتكم؛ فيوم قريب سيأتي سيكون الرصاص في نفاسة الذهب والفضة".
وفي سبيل هذا التصور يعمد كثير من أعضاء هذه الميليشيات إلى الانعزال عن المجتمع وتكوين مجتمعات صغيرة منعزلة في الضواحي والقرى وداخل أماكن مغلقة يتناوبون الحراسة عليها، وتضم زوجاتهم وأولادهم الذين تصدر لهم الأوامر واضحة بمقاطعة برامج التليفزيون لأنه يمثل رمزًا للمجتمع الأمريكي البغيض… فجيمس جريتز يعيش وسط ولاية إيداهو مع مجموعة من المسلحين، ويحكمون هذه المدينة ويحرسونها، وهو يقول: "إننا مستعدون تمامًا للشرطة الفيدرالية إذا احتكَّت بنا".
وفي هذا الصدد نشير إلى الجماعة المتطرفة التابعة "لتكساس" التي صدرت أوامر وزيرة العدل الأمريكية "رينو" عام 1993 بنزع أسلحتها، ورفضت الجماعة الإذعان، وقرروا الانتحار الجماعي بدلاً من الإذعان للفيدراليين، ولم يُضِع جنود الميليشيات هذه الفرصة هباءً، لكنهم نشروا شريط الانتحار بعنوان "إرهاب كلينتون ورينو"، بل وشنوا عليها حملة إعلامية واسعة النطاق ادعوا فيها أن "رينو" شاذة جنسية، ولها علاقات مشينة متعددة مما أثر على مستقبلها السياسي.
أما الجانب السياسي والعسكري، فيأتي هو الآخر في قائمة الأسباب التي أدت لتكون هذه الميليشيات، إذا أخذنا في الاعتبار أن نسبة لا بأس بها من قادتها ممن لهم مواقف معينة من سياسات أمريكا، خاصة فيما يخص تدخل جيشها في العالم الخارجي سواء في فيتنام أم العراق وكوسوفا، ومن أشهر هؤلاء كولونيل جيمس جريتز، وهو من فرقة " القبعات الخضراء" التي اشتركت في فيتنام، وأعمق من ذلك أنهم يجدون لأنفسهم عمقًا تاريخيًا؛ فهم يرون أنهم امتداد للمنظمات المسلحة التي حاربت الاستعمار البريطاني منذ 200 عام تقريبًا، وقابلت الهنود الحمر حتى توسعت أمريكا إلى المحيط الهادي.
والأخطر من هذه وتلك أن يجدوا سياسيين يلتقون معهم في أفكارهم المتطرفة؛ "فنيوت جينجرتش" الذي يوصف بـ "الجمهوري المتطرف" يقول في أحد برامجه الانتخابية –وذلك في تصريح للتايم-: إن واشنطن مكان بشع ويجب أن يُنسف بالديناميت، وإننا نملك الثقاب ومستعدون لإشعال الفتيل ونسف الكونجرس!!!".
ولا يتصور أن تنبت هذه الأفكار المهووسة من فراغ، لكنها تحتاج إلى تربة خصبة -ربما يكون "جينجرتش" أحد النبت الزاهر فيها-، لكن الأكيد أنه ليس إلا نبتا، لكن هذه التربة نستطيع قياس مدى اشتعال قلبها بالأفكار المجنونة إذا علمنا أن الـ (سي إن إن) والتايم قد نظمتا استطلاع رأي بعد 9 أيام من انفجار أوكلاهوما (1995)؛ فكانت النتائج تعبر عن (البارانويا) التي تنتشر بين نسبة كبيرة من الأمريكيين المشاركين في الاستطلاع؛ ففي حين أيَّد 36% فقط تفكيك الميليشيات فإن 21% وصفها بأنها وطنية تمامًا، و30% بأنها حسنة النية، ودافع 27% عن حق الميليشيات في اقتناء السلاح وتخزينه.
وقد تكتمل الصورة إذا علمنا أن كلينتون في حديث له مع التليفزيون الأمريكي في خضم الغضب الذي ساد الشارع الأمريكي عقيب تفجيرات أوكلاهوما لم يجرؤ على إدانة هذه الميليشيات، وإنما أثبت حقهم في ارتداء أزياء عسكرية وتكوين ميليشيات وحمل السلاح، لكنه فقط طالب باستعطاف هذه الميليشيات ألا تتصدى للسلطات حين تطبق القانون!!.
ورغم أن كلينتون نفسه كان قد أحس خطر هذه الأفكار حين كان حاكمًا لولاية "أركنسو"، وحاول حظر تكوينها إلا أنه وُوجه بمقاومة شديدة من المجلس التشريعي للولاية والأهالي فأعلن تراجعه.
إذن الأمر ليس ميليشيات بعينها ولا فئات أو شراذم، لكنه يقترب من أن يكون تيارًا أصيلاً داخل المجتمع الأمريكي يستشعر خطرًا غامضًا ويبحث عن عدو، ويحاول أن ينطح الصخور؛ فيُدمي قرنه الوعل




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !