مواضيع اليوم

الارهاب الدولي

sameer mahmoud

2009-09-29 08:42:20

0

 

الارهاب الدولي

لم يتفق بعد , على الاقل في الفكر السياسي العربي , على تعريف دقيق للارهاب , الذي
ترتضيه كافة اطراف الصراع ما بين الشرق و الغرب بعد ان حدده صموئيل هنتنجتون
(1927-2008) في صراع الحضارات , الذي تعتمده المنظومة الغربية و على راسها
الادارة الامريكية , خصوصا اليبراليين الجدد , في تحليلها و تبنيها للصراع مع العالم
الاسلامي . لان الكونفوشية الصينية مشغوله لحد كبير على فتات موائد الانفتاح العالمي .
بعد انهيار مشروع البروسترويكا و انتهاء الحرب الباردة كانت نظرية نهاية التاريخ
لفوكوياما تؤكد سيادة الفكر الليبرالي , لكن انهيار الاتحاد السوفيتي كان علامة مرعبة
في احتمال سقوط الليبرالية ايضا . التاريخ يؤكد الحاجات الملحة للتعبئة العسكرية
- رجال , معدات و اموال - و العقلية الغربية لا تؤمن باية ايدولوجية عقائدية .. لان
الدين لله , المسيحية عموما تحث على المحبة و دغدغة العواطف الشعبية و التعبئة
الجماهيرية لا تكون الا من استشعار المواطن بخطرداهم . هذا الخطر تحركه ادوات
النظم الحاكمة , بما تملكه من وسائل اعلام يشوه اي وجه للحقيقة , فتتغير اراء المجتمع
و تكمم الافواه بشتى السبل . لا فرق بين اي من فئات المجتمع .. سواءا كانوا في المراتب
الشعبية الدنيا او من النخبو الحاكمة . لان تغييب الحقيقة و طمسها و التلاعب في مفردات
الخطاب الاعلامي , فن تتقنه الاجهزة الامنية و افرعها المتشعبة عبر وكالات ماجورة او
ممتلكة للدولة . فما حصل في مجلس الامن ابان اعداد الراي العام العالمي من كذب , قام
به اعضاء الادارة الامريكية و التاييد و الدعم البريطاني , كان لهما دورا تسيير الراي العام
العالمي الى تجريم العراق بامتلاكه اسلحة دمار شامل و التي عليها كان قرار مجلس الامن
مجمعا على ضرب العراق . و هذا ايضا يمارس على كل المستويات عند الرغبة في قلب
الحقائق و توجيه اصابع الاتهام الى فرد او مجموعات او دول .
ما حدث في برجي مانهاتن من تدمير ارهابي .. لا يغدوا اكثر من عمل اجرامي , بغض
النظر عمن قام به , ابن لادن و جماعته او الصهاينة او بتدبير الادارة الامريكية , الا ان نتائجه
كانت وخيمة على الامن و السلم العالميين . فقد تم احتلال افغانستان و تدمير العراق , و قتل
مئات الاف من الاشخاص و تشريم الملايين , ناهيك عن الويلات الاقتصادية و الاجتماعية
و النفسية لما خلفته تلك الحروب على العام اجمع . و ما فرضته الدول من قوانين رقابية على
رعاياها و رعايا الدول الاخرى خصوصا من كانت اصولهم شرق اوسطية او اسلامية .
ليس الصراع جديدا و لا طارئا بين الشرق و الغرب , فاليونان قديما كانوا سباقين في
الهجوم على الشرق و احتل القائد الشاب اسكندر المقدوني طريق الحرير بكامله و ترك
من خلفه امراءا وقادة لحكم ما احتله اليونانيون من اراض و كما ان الرومان الذين جاؤوا
من بعده استعمروا الشمال الافريقي و المشرق العربي زهاء الف عام الى ان جاءت
الفتوحات الاسلامية , و لم تتوقف الحروب مع الدولة البيزنطية ابدا , و لا الحروب الصليبية
الى ان جاء صلاح الدين الايوبي و من بعده ما تم من فتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح
و استمر الصراع بين الغرب الاوروبي المسيحي و الشرق العربي و المسلم ابان حروب البلقان
و الامبراطورية النمساوية و مع روسيا القيصريه الى قامت الحروب الاستعمارية شرقا في
الهند و في الساحل الشمالي للمحيط الهادي وغربا في المنطقة العربية و السواحل الافريقية
, بدعوى التبشير و بغرض تدمير روح القوة الاسلامية و ضرب العقيدة في اماكن تواجدها
خصوصا بعد سقوط الاندلس بيد فرناند و ايزابيلا اللذان قررا تطويق العالم الاسلامي و محاصرته
و بمناصرة و دعم من الكنيسة الكاثوليكية , التي لم تقف مكتوفة الايدي , اذ اسمهت مباشرة في
بث الرهبان و المبشرين الى جميع المناطق البكر . فكان غزوا استعماريا و ثقافيا اوروبيا لكل
تواجد فكري اسلامي اينما كان .كانت اوروبا تواجه ردود فعل طبيعية , دفاعا عن النفس
و الممتلكات و السيادة , من قبل السكان و الحكام فكانت تهزم و تخسر الكثير من الرجال .
و في انتصارها كانت تعمل بلا رحمة في قتل الالاف و احراق الممتلكات .
ان العلاقات الاسلامية الاوروبية في كثير من صفاتها كانت تحمل بين طياتها حروبا تتسم
بطابع ديني . فقد عمدت فرنسا ابان استعمارها لتونس و الجزائر على طمس الهوية الدينية
و التاريخية و الثقافية لتلك المناطق , و اكثر دليل على هذا ان اغلب الناس فيهما لا يعرفون العربية
الا من بعد التحرر و الاستقلال .

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات