يدعي بعض المسلمين ان القرآن كتاب هداية لا اكثر وهو غير معني بالعلم .. على عكسهم يقول آخرون ان كل علوم الارض موجودة في القرآن ..
ونحن ضعنا بين هذا وذاك لا نفهم اي القولين هو الصحيح.
الآيات التي تحدث فيها القرآن عن خلق الارض كثيرة، ولكي لا يضيع علينا البحث، سنترك الايات التي تختلط فيها الغاية، ونركز على آية واضحة وضوح الشمس تتحدث عن شكل الارض "حسب نظرية القرآن". ففي سورة النازعات تتحدث الايات من آية 27 الى الاية 32 عن خلق السماء والارض، كل ما نحتاجه هنا هو قاموس معتمد لشرح معاني الكلمات لا اكثر، لان جمل القرآن هنا واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج لمفسرين يتكلمون اكثر مما يفسرون ..
27 أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا
28 رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا
29 وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا
30 وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا
31 أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا
في الاية 27
السؤال هنا موجه لمنكري الخلق
الاية 28
واضحة لا تحتاج لشرح
الاية 29
في لسان العرب جاء:
وغَطَشَ الليلُ، فهو غاطِشٌ أَي مُظْلم. الفراء في قوله تعالى: وأَغطَشَ لَيْلَها، أَي أَظلم ليلَها.
الاية 30
في لسان العرب لابن منظور جاء:
الدَّحْوُ: البَسْطُ. دَحَا الأَرضَ يَدْحُوها دَحْواً: بَسَطَها.
وقال الفراء في قوله عز وجل: والأَرض بعد ذلك دَحاها، قال: بَسَطَها؛ قال شمر: وأَنشدتني أَعرابية: الحمدُ لله الذي أَطاقَا، بَنَى السماءَ فَوْقَنا طِباقَا، ثم دَحا الأَرضَ فما أَضاقا قال شمر: وفسرته فقالت دَحَا الأَرضَ أَوْسَعَها؛ وأَنشد ابن بري لزيد بن عمرو بن نُفَيْل: دَحَاها، فلما رآها اسْتَوَتْ على الماء، أَرْسَى عليها الجِبالا ودَحَيْتُ الشيءَ أَدْحاهُ دَحْياً: بَسَطْته، لغة في دَحَوْتُه؛ حكاها اللحياني.
وفي القاموس المحيط:
دَحَا اللّهُ الأرضَ يَدْحوها ويَدْحاها دَحْواً: بَسَطَها
وفي الصحاح:
دَحَوْتُ الشيء دَحْواً: بسطته
وفي لسان العرب جاء ايضا:
ومَدْحَى النعام: موضع بيضها، وأُدْحِيُّها: موضعها الذي تُفَرِّخ فيه
وهذا الكلام صحيح جدا، لماذا؟
لانه من المعروف ان النعامة تضع بيضها على الارض "المنبسطة" لذلك سمي موضع بيضها (ركزوا هنا) وليس بيضها (مدحى وادحي)
لكن هناك بعض البلدان العربية كليبيا يسمون البيض (دحي)
هذه التسميات لسنا في صددها فهي تسميات محلية ولا تمت للغة العربية بشيء.
من هذا القول نستنتج ان المقصود بهذه الاية
الارض بعد ذلك بسطها
وواضح جدا من خلال الشرح الذي جاء في لسان العرب، ان العرب قبل الاسلام، كانوا يظنون ان الارض منبسطة وهي تعوم على الماء وهذا التصور طبيعي فهم يرون البحار حولهم وكذلك سمعوا بالمحيط الاطلسي الذي كانوا يعتبروه نهاية العالم، فمن المعروف ان عمرو بن نفيل مات قبل ان يبعث الرسول. وجاء الاسلام ولم يغير شيئا من هذه النظرية وهذا التصور بل ثبته.
الاية 31
واضحة لا تحتاج لشرح
الاية 32
في لسان العرب جاء:
رَسَا الشَّيءُ يَرْسُو رُسُوّاً وأَرْسَى: ثَبَتَ، وأَرْساه هو.
ورَسَا الجَبَلُ يَرْسُو إذا ثَبَت أَصلهُ في الأَرض، وجبالٌ راسِياتٌ.
ومن الواضح هنا ايضا ان الجبال هي لتثبيت الرض كي لا تتحرك وقد جاء في الاية 7 من سورة النبأ (والجبال اوتادا) والوتد معروف وهو ما تثبت به الخيمة ...
هل هناك دليل اكبر من هذا على ان الارض غير كروية في القرآن؟ لماذا العناد وتعمد المغالطة؟
التعليقات (0)