الارض المستباحة !!

الارض المستباحة !!

    يقول رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت  ان اسرائيل  ستضرب اعدائها في اي مكان وانه لايوجد مكان  لاتستطيع العمل  فيه , وهذا الكلام حقيقي وصحيح بكل اسف فاسرائيل  ضربت المفاعل النووي العراقي اول  مشروع نووي عربي قام  لايجاد توازن قوى مع اسرائيل  ففي  حزيران  1981 في الوقت الذي  كان فيه العراق  يدافع عن الامة العربية  والخليج بصورة خاصة امام العدوان  الفارسي على العرب  وفي  تلك الحادثة سمعنا كثيرا عن ان الطائرات المغيرةعبرت اجواء الاردن  واجواء السعودية وان  طائرات  الاواكس العربية  كشفت الطائرات  الاسرائيلية الغائرة دون ان تحذر العراق اوتتصدى لها مع انهاكانت تعبر اجوائها  وكان السبب  لانها تدار بايدي امريكية  وهية ايدي اسرائيلية بالنتيجة  ولهذا غضت الطرف  عن هذه الطائرات , وعندها لم نسمع ولم نرى  اعتراضا  عربيا على  هذه الغارة التي  احبطت   الحلم العربي  بايجاد توازن مع العدو الاسرائيلي  يعيد او يساعد في اعادة  جزء من الحقوق العربية  في فلسطين وفي اكثر من مكان في ارض العرب وهذا الموقف العربي  الصامت تجاه هذه الغارة  كان نتيجة  للخلافات  التي كانت تحكم  العلاقات العربية  في مرحلة التكتل  العربي  بين كتلتين شرقية وغربية .

    في  الخامس عشر من نيسان من العام  1986 قامت الطائرات الامريكية بغارة على الاراضي  الليبية  مستهدفتا  مقرات القيادة الليبية  ومقرات مخابراتها , كان هدفها الرئيسي اغتيال العقيد القذافي , خلفت الغارة  سبعة وثلاثين قتيلا  واكثر من مائة وسبعين  جريحا  وكانت  ابنة القذافي المتبناة  من بين الضحايا , وعندها ايضا لم نسمع  اي  صوت عربي معترض  وكانت الخلافات العربية  ايضا هية سبب الصمت العربي .

    في شهر  سبتمبر من العام 2007  قامت الطائرات الاسرائيلية  بغارة على الاراضي السورية  دمرت خلالها مايعرف بموقع" الكبر"  التي تصر اسرائيل وامريكا على انه موقع لمفاعل نووي  بينما تنفي ذلك سوريا نفيا قاطعا ,وهذه الغارة حدثت  بتعاون بين اسرائيل وامريكا فقد صرح الجنرال هايدن  مدير وكالة المخابرات الامريكية  ان تدمير هذا الموقع تم بالتعاون  الاستخباراتي بين الولايات المتحدة ودولة اجنبية مما يشير الى اسرائيل ,وعندها ايضا لم نسمع اي اعتراض او ادانة  جدية لما حصل  وكانت الخلافات العربية  ايضا السبب الرئيسي  للصمت العربي .

     في كانون الثاني من العام الحالي  قامت الطائرات الاسرائيلية بمهاجمة  قافلة لشاحنات على الاراضي السودانية  تقول الروايات الاخبارية انها لمهربين كانوا ينقلون اسلحة ايرانية متوجهة الى حماس  المشكلة اننا لم نسمع بهذه الضربة الكبيرة التي  تقول الاخبار انها دمرت  قافلة شاحنات كبيرة جدا الا بعد  مرور اكثر من شهرين  عليها  فلم يجرؤ احد من العرب  او العالم ان  يعلن  عنها الا بعد ان مرت  الفترة الحرجة التي كانت تحكم الاحداث في الشرق الاوسط عندما كانت الطائرات الاسرائيلية تقصف غزة وتقتل ابناء الشعب الفلسطيني لماذا لان اعلانها في  تلك الفترة الحرجة سيسبب  ضغط  شعبي عربي كبير على الانظمة العربية  لاتخاذ موقف حازم ضد اسرائيل  ولانها  لاتملك اي رغبة في اتخاذ مثل  هذا الموقف   اختارت الصمت حتى تصمت مدافع  وطائرات اسرائيل  عن قتل الابرياء  في  غزة  لكي  لاتسبب  في اي احراج  لاسرائيل  او امريكا .او اي رد فعل شعبي  عربي قد يسبب الحرج لهؤلاء الحكام امام  امريكا سيدتهم , التساؤل المهم الذي  يقفزالى الذهن  لماذا  لم تبادر ايران مثلا  الى الاعلان عن هذه الغارة  ولو  بصورة غير  مباشرة وهية اي ايران  تملك  من الوسائل الاعلامية التي  تستطيع ان تكشف  امر  هذه الغارة   بدون اتهامها  بانها  وراء   قافلة الاسلحة تلك فالاعلان الايراني  كان  يمكن عندها ان  يحرك  كثير  من المواقف التي تريدها ايران  لتعززموقفها امام  الشعوب الاسلامية  وتضع الحكام العرب  امام  وضع  محرج جدا  لايحسدون عليه  , اذا لماذا  لم  تعلن ايران  عن الغارة  ولماذا  فضلت الصمت  .. انها السياسة الايرانية  التي تحسب المصالح القومية الفارسية  قبل  كل شيء  فايران ايضا  لاتريد ان تحرج امريكا ( الشيطان الاكبر) لانها تريد ان تبقي  على شعرة معاوية  مع هذا الشيطان التي تدرك جيدا انه يملك  كل خيوط اللعبة  في المنطقة  وهية بالتالي  ليس من  مصلحتها  الذهاب الى  هذه النقطة في  العداء مع امريكا  فايران  تعتمد على الشعارات  في صراعها مع امريكا  وليس  الافعال  لانها  حتما تعلم انها  لاتستطيع ان  توصل الصراع  مع امريكا الى  مرحلة الافعال .

    الذي  يهمنا  في  هذا الموضوع اي موضوع الانتهاك المبرمج  لسيادة العرب  وارضهم هو هذا  الكم الهائل والخطير  من الانتهاكات لهذه الارض , فهل يمكن  ان تكون  الارض العربية اصبحت الارض المستباحة  الاولى في العالم  بلا  منازع  وهل  اصبحت ارض  بلا  شعب  ولا حكومات  ولاجيوش  , تسائل مر من مواطن عربي  لا زال  يفخر انه   ينتمي  الى  هذه الارض  والى  امة  يعتقد انها كانت يوما ما  امة  عظيمة .......