الصباح المقدسيه -انتصار العقلانية في الانتخابات النيابية في المملكة الاردنية الهاشمية ، وفوز المصلحة الوطنية والقومية العليا ، فالآردن المستقل الحر المتقدم المزدهر المتحرر المتنور الديمقراطي الآمن استحق اصوات النشامى الاردنيين فنالها بجدارة ، أما الأحزاب وألأشخاص الذين ستوصلهم صناديق الاقتراع الى قاعة البرلمان فانها ليست اكثر من تفاصيل ..فالأهم هو انتصار الدولة والنظام والقانون على مفهوم ‘دولة الجماعة ‘ ، وانتصار ثقة الجمهور بالملك عبدالله الثاني وبقدرته على ضمان تطبيق الدستور.
نتابع باهتمام كل الانتخابات النيابية في الأقطار العربية ، لكنها في المملكة الاردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية تتجاوز بنا مستوى الاهتمام لتصل الى درجة الانشغال الى حد التفكير بمستقبل مصيرنا السياسي ، فادراكنا لواقع العلاقة الخاصة بين فلسطين والشقيقتين الأردن ومصر يحتمان علينا مراقبة حثيثة ودقيقة لمايحدث في الساحة الداخلية لكل منهما ، مع التأكيد على انه شان داخلي لايجوز المس به اطلاقا ، فاركان الدولة السيادية واجبة الاحترام . لابد من البوح بالحقيقة التي نعتبرها جزءا لايتجزأ من مبادىء عملنا الوطني التحرري ، فامنياتنا بالانعكاس الايجابي علينا لأي متغيرات سياسية كالانتخابات النيابية او التشكيلات الحكومية في الأقطار العربية المجاورة تحديدا ، مبعثها مبادىء عملنا التحرري الوطني ، وطبيعة ومضامين تحالفاتنا ثانيا ، وتأمين ظهرانينا في معاركنا التكتيكية والاستراتيجية على حد سواء .
كنا ومازلنا في فلسطين بمثابة حقل تجارب للأسلحة الحربية ، وتعايش النظريات السياسية وخصوماتها اللدودة ، و(تنكيزات ) الديمقراطية العرجاء ، وتبعات طغيان الأمية السياسية على الأمية اللغوية الواضحة للعيان في رسم الخط البياني لمجتمعات الأحزاب الشمولية ، وفوران افواه التخوين والرمي العشوائي بقذائف الاتهامات الباطلة لصاحب الرأي المعارض …لذا فانا نفترض بان أشقائنا العرب قد استخلصوا من العبر ما يمكنهم من تفادي الوقوع في ذات الأخطاء الكبرى التي وقعنا بها .فيتعلم الجمهور العربي دروسا خاصة جدا دفعنا دماء خيرة شبابنا وقادتنا ومناضلينا لتكون حكمة للعاقلين ، و يتعلم الساسة القادة أن تسليم مفاتيح المستقبل للمشدودين برباط الماضي ( المظلم ) للأسف !!يعني السماح بتفخيخ قواعد واركان الدولة والسلم المجتمعي والأهلي ولفها بفتيل التفجير السريع .
فاز الواثقون بالنزاهة ،وخسر الذين طعنوا شرفها ، ففاقدوا الثقة بأنفسهم كان بديهيا أن ينسحبوا ، فهم على تفرقهم وضعفهم قد حسبوها ، فضربوا وجمعوا وطرحوا وقسموا فاستخلصوا انهم حتما لخاسرون ، كيف لا ، فيما تجربة (اخوانهم في الجماعة ) المريعة في قطاع غزة مازالت منظورة ، محسوسة ، ملموسة ، غارزة كالشوكة في مركز العصب ، فالف ومئتي يوم من صورها الفظيعة ليس سهلا نسخها من ذاكرة الأشقاء الاردنيين النشامى والنشميات .
اختاروا رمي حكومة الملك عبد الله الثاني بسهام التشكيك ، التي اعتادوا رصها في جعبهم الاعلامية للنيل من الآخر عند ادراكهم لعجزهم وفشلهم !!، فشككوا بنزاهة الانتخابات قبل حدوثها . اذكر أن سجانا في سجن للاستخبارات السورية قال لي: لاتقلق ..فالبريء متهم حتى تثبت براءته !! فلا عجب ان الجماعات الدكتاتورية تطبق نفس القاعدة في التعامل مع الآخر حتى وان اختلفت مشاربها!.
نحن واثقون من انتصار وفوز ارادة الشعب الاردني الشقيق ، وسموها بفضل حكمة الملك عبدالله الثاني الى فضاء الديمقراطية المستقيمة المتوازنة ، لذا من حقنا اعلان فرحنا بالعرس الانتخابي ، فالاردن الديمقراطي انتصار للتوأم الثاني فلسطين .
موفق مطر
التعليقات (0)