علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
يجانب الصواب من يظن ان الخرافة تنحسر مع مد العلم لان ما نشهده من وقائع يثبت خلاف ذلك اذ ان البشرية كلما تقدمت علميا زاد تقدمها نحو الخرافة!!
ويمكن القول ان غير المتعلم يفسر الامور تفسيرا يتوافق مع جهله البسيط في حين ينبري المتعلم ليحلل الامور تحليلا يتناسب مع جهله المركب!
الامثلة كثيرة ففي حلقة (الاتجاه المعاكس) او (المشاكس) مساء الثلاثاء 30-10-2007 صنع فيصل القاسم حلقة جعل فيها نحو تسعين في المئة من المصوتين يقولون بفشل المشروع الغربي!
وتماشيا مع هذا الخط تروح الكاتبة السورية بثينة شعبان في مقال لها بجريدة الشرق الاوسط يوم الاثنين 5-11-2007 تهاجم الديمقراطية الغربية بطريقة ساذجة وتقارن بين هتلر وجورج بوش بوصفها منتخبين ديمقراطيا ثم تعطف انعطافة مثيرة وتتخلى عن دماغها حين تقول (هل هناك جريمة اقسى اليوم من قتل مليون عراقي للثأر من مقتل سكان بنايتي التجارة الدولية دون ان يحاسب من قام بهذا الفعل!!(
على ان الخبل لا يقتصر علينا فقد ضيفت قناة الجزيرة قبل مدة دكتورا فرنسيا بمناسبة تأليفه كتابا يقول فيه هذا المعتوه ان امريكا هي التي ضربت نفسها يوم 11/ ايلول/2001!!
ولم تسلم الرياضة من التفسير الخرافي للاشياء التي يعجز الانسان عن تفسيرها فها هو احد الزملاء الرياضيين يعجز عن تفسير تعادل منتخب العراق مع باكستان من دون اهداف وهو تعادل باهت بائت كالمرقة البائته قبل نحو عشرة ايام في ملعب العباسيين بدمشق برغم تشجيع نحو (15) الف متفرج عراقي اقتطعوا ثمن التذكرة من قوتهم الناضب املا في تحقيق شيء من التواصل مع الوطن ورؤية اهداف ملعوبة بعد مباراة الذهاب التي انتهت بسباعية عراقية جميلة فاذا بفريقنا يخيب الامال ويخرج الجمهور بخفي حيرة..
اتدري ماذا قال الزميل في مقال نشر في صحيفة واسعة الانتشار يوم 31-10-2007؟
لقد قال بالحرف الواحد: (لو اعدنا عقارب الساعة الى الخلف لوجدنا ان عوارض مرميي ملعب العباسيين ستبقى عصية على كل لاعبي العراق ولا نريد ان نحمل الملعب والنحس وسوء الطالع تعادلنا امام الباكستان ولكن المؤشرات تدل على ان ملعب العباسيين منحوس للاعبينا فحذار في ان نلعب مرة ثانية في هذا الملعب المنحوس على فريقنا الوطني)!!
وكل الذي اخشاه ان يستمر مسلسل التفسيرات الخرافية ليشمل كل اخفاق نمر به او أي تغيير مناخي..
من يدري فلربما فسر بعضهم تأخر قدوم الشتاء وشحة الامطار باصرار مذيعة نشرة الانواء الجوية في قناة (العراقية) على التكلم بسرعة الضوء مبشرة الجميع بطقس صحو لا تعود فائدته الا على العصافير في اعشاش الاشجار!!
التعليقات (0)