الارتقاء بالدبلوماسية العراقية وظلها يظهر الى العلن!

الارتقاء بالدبلوماسية العراقية وظلها يظهر الى العلن!

تقرير بقلم: رياض الحسيني/ كندا-بغداد

في خطوة لم يسبق لها مثيل في تأريخ الدبلوماسية العراقية تمت يوم امس احالة ثلاثا وعشرين موظفا في وزارة الخارجية العراقية تراوحت مناصبهم بين سفير وقنصل ومدير عام على التقاعد وذلك وفقا لما ادلى به الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ. وأضاف الدباغ ان احالة الموما اليهم جاء نتيجة تجاوزهم "السن القانونية" وذلك عملا "باحكام المادة 1/ثانيا من قانون التقاعد الموحّد رقم 27 لسنة 2006 المعدل" على حد وصف الدباغ.

الجدير بالذكر ان كبير المفاوضين العراقين في ملف الاتفاقية الامنية المزمع توقيعها مع الولايات المتحدة الامريكية السفير محمد الحاج حمود كان على رأس قائمة المحالين على التقاعد مما يثير تساؤلات عديدة حول علاقة هذا الملف بالاحالة على التقاعد. اما ابرز من شملهم القرار فهم:

1.     محمد الحاج حمود: شغل منصب الوكيل الاقدم في وزارة الخارجية العراقية منذ سقوط بغداد. اوكلت اليه مهمة التفاوض مع الجانب الاميركي بخصوص الاتفاقية الامنية الطويلة الامد.

2.     رياض عبد الوهاب الفضلي: رئيس دائرة أميركا في وزارة الخارجية. يقال انه من عائلة بعثية معروفة ولديه اخ في قيادة حزب البعث العراقي المنحل.

3.     طلال هاشم عيسى الخضيري: سفير العراق في مدريد-اسبانيا. يشاع انه بعثي وعليه شكاوي عديدة من الجالية العراقية هناك. شغل أيضا منصب رئيس دائرة المنظمات والتعاون الدولي في وزارة الخارجية.

4.     قيس صبحي اليعقوبي: تركماني شغل منصب سفير العراق في اسلام اباد-باكستان ويقال انه بعثي سابق

5.     اسعد رضا السعودي: مدير الدائرة الادارية في وزارة الخارجية متهم باستغلال منصبه لاغراض شخصية نتيجه لتعيين ابنه عدي في السفارة العراقية ببيروت وتسهيل مهمة تعيينات اخرى في وزارة الخارجية والممثليات الدبلوماسية خارج العراق

6.     غسان محسن حسين سفير العراق لدى البحرين يقال انه بعثي سابق كان قد قربه ناجي صبري الحديثي قبل الاحتلال الاميركي للعراق ليعود عبر "اللجنة التوجيهية" الى وزارة الخارجية مجددا بعد الاحتلال

7.     طارق كامل حسين عقراوي سفير العراق في فيينا-النمسا

8.     غانم طه الشبلي سفير العراق لدى استراليا. كذلك عين سفيرا غير مقيم للعراق في نيوزلندا في يناير من العام الحالي

9.     سعدي ابراهيم فضلي شغل منصب المفتش العام في وزارة الخارجية

10.                        حازم محمد باقر السهيل شغل منصب قنصل العراق في حلب

11.                        فاضل حمد خضير عباس شغل منصب القائم بالاعمال في سفارة العراق لدى دولة الكويت

12.                        مؤيد سعيد حسين شغل منصب رئيس البعثة الدبلوماسية العراقية في جمهورية الهند

13.                        عبد الرزاق حمودي احمد شغل منصب قائم باعمال السفارة العراقية بالنيابة لدى دولة الامارات العربية المتحدة

اضافة الى ماتقدم من الشخصيات فقد شمل القرار ايضا كل من:

صفاء الدين صالح الفلكي، نمير محمد علي بابان، عبد المهيمن احمد تقي العريبي، هاني محمد سعيد، غازي محمد صالح، صبيح عبد الرزاق محمد، نجم عبود احمد، فيصل رشيد صليبي، شاكر احمد جبارة، عدنان عبد علي عبد الرسول.

على صعيد متصل فقد اصدرت الحكومة العراقية مرسوما بتعيين سفراء جدد في كل من الجمهورية العربية السورية والمملكة العربية السعودية ولبنان ومملكة البحرين وقطر وتركيا اضافة الى خمسة اخرين لم يعلن عنهم بعد. الجدير بالذكر ان السفراء الجدد كانوا يشغلون مناصب رفيعة في وزارة الخارجية العراقية مما يعطي انطباعا حول حقيقة مكافحة المحسوبية واعتماد الكفاءة والخبرة في التعيينات وهي افة تعاني منها كل الوزارات والدوائر الحكومية في العراق من ضمنها وزارة الخارجية. بيد ان الشخصيات التي نالت الثقة للمسك بزمام الامور في سفارات العراق في الدول المشار اليها كانت تشغل مناصب رفيعة تتراوح بين سفير ومدير عام وقد تم تعيينها بعد الاحتلال الاميركي للعراق وذلك عبر مرسوم رئاسي يرجع الى الخامس عشر من تموز من عام 2004 حينما كان الشيخ غازي عجيل الياور رئيسا للجمهورية العراقية وقتذاك. هذه الخطوة تعطي مؤشرا اخر يتمحور حول ظهور "دبلوماسية الظل" الى العلن وهو ماينبأ بعهد جديد من العلاقات المتينة التي يريد ان يرسّخها العراق مع باقي الدول فضلا عن فتح صفحة جديدة في التعامل بين الممثليات الدبلوماسية العراقية وبين الجاليات العراقية هناك وذلك بعد شكاوى عديدة تقدمت بها الاخيرة الى وزارة الخارجية وتظلمات كثيرة الى رئاسة الوزراء. اما السفراء الجدد فهم:

الدكتور علاء الجوادي سفيرا في الجمهورية العربية السورية:

شغل منصب مدير الدائرة العربية في وزارة الخارجية بدرجة سفير. اوكلت اليه مهام عديدة منها ترأسه للوفد العراقي للمؤتمر التحضيري للقمة العربية. له مؤلفات عديدة في الفكر الاسلامي والحركة الاسلامية دأب على نشرها عبر مجلة ومركز النور في لندن. ساهم بشكل رئيس وفاعل في تأسيس "المجلس الشيعي العراقي" جنبا الى جنب مع المرحوم السيد عبد المجيد الخوئي والسيد محمد بحر العلوم في العاصمة البريطانية لندن. كان ممثلا للسيد محمد بحر العلوم في مجلس الحكم الانتقالي. صدر أمر تعيينه سفيرا في وزارة الخارجية ببغداد في 15 تموز 2004.

الدكتور غانم الجميلي سفيرا في المملكة العربية السعودية:

هو الدكتور غانم علوان الجميلي كان واحدا من اللذين تمت تسميتهم في 15 تموز 2004 ليشغل منصب سفير العراق لدى اليابان.

جواد الهنداوي سفيرا في دولة قطر:

اسمه الكامل جواد كاظم الهنداوي يحمل شهادة الدكتوراه في القانون حصل عليها على اثر زمالة دراسية الى فرنسا كان قد حصل عليها ايام حكم صدام حسين. شغل منصب مستشار في لجنة كتابة الدستور ومتزوج من مواطنة فرنسية من اصول عربية مغربية. كذلك شغل منصب رئيس لجنة الطاقة المنبثقة عن شرم الشيخ. هو الاخر احد اللذين تم تعيينهم سفيرا في وزارة الخارجية ببغداد في 15 تموز 2004.

عبد الامير ابو طبيخ سفيرا في مملكة البحرين:

هو احد احفاد الشيخ محسن ابو طبيخ احد قادة ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني في العراق. يعتبر من الاوائل اللذين صدر مرسوم تعيينهم سفراء في وزارة الخارجية العراقية حيث شغل منصب رئيس دائرة المراسم فيها. يعتبر من الدبلوماسيين العراقيين الذين خدموا في الممثليات الدبلوماسية خارج العراق ايام حكم صدام حسين ولم يعد الى العراق بعد انتهاء خدمته في ثمانينيات القرن الماضي حتى سقوط بغداد في نيسان 2003. 

عمر البرزنجي سفيرا في جمهورية لبنان:

شغل منصب مدير عام دائرة حقوق الانسان في وزارة الخارجية. السيد البرزنجي لايختلف عمن سبقه فقد صدر امر تعيينه سفيرا في 15 تموز 2004. يعتبر واحد من الدعاة لالغاء عقوبة حكم الاعدام في العراق. مثّل العراق في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف.

معز الخطيب سفيرا في جمهورية تركيا:

اسمه الكامل معز كاظم الخطيب سفير عراقي سابق في عهد صدام حسين. طلب اللجوء الى النمسا ليعود بعد التاسع من نيسان 2003 الى بغداد. شغل منصب رئيس الدائرة العربية لآسيا واستراليزيا وافريقيا في وزارة الخارجية وهو احد اللذين صدر امر تعيينهم سفيرا في وقت مبكر جدا يرجع ايضا الى العام 2004.