مواضيع اليوم

الادب في الاندلس

هاشم هاشم

2010-07-06 16:34:00

0

من اهم اغراض الادب في الاندلس :

النسيب (الغزل)

من أهم الأغراض التي عالجها الشعر الأندلسي، وأوضح سماته تلك الرقة في العواطف المعبّر عنها في رقة البيان، وكان للحياة الأندلسية دور إيجابي في طبيعة شعر الغزل، فهو غزل حسّي يقف عند حدود الوصف المادي مستعيراً أوصاف المحبوب من البيئة حوله، وبالرغم من ذلك فهناك من اتخذوا الغزل العفيف مذهباً لهم مثل ابن فرج الجياني الذي يقول:

وطالعة الوصال صددت عنها وما الشـيطان فيـهـا بالمطاع بدت في الليل سـافرة فباتت ديـاجي الليـل سـافرة القناع فملّكت الهـوى جمحات قلبي لأجري في العفاف علـى طباعي

 


وأجمل ما في الغزل الأندلسي بجانب لطف التعبير، أن الصادق منه شديد التأثير، خاصة حين يبكي الشاعر ويحن في إيقاع غير متكلف، ويمثل ابن زيدون قمة هذا الاتجاه خاصة في قصائده إلى ولادة بنت المستكفي، ومن أجملها قوله:

 

 

تكاد حــــــــين تناجيكم ضمائرنا
يقضي علــينا الأسى لولا تأسينا
حــــــــــالت لفقدكم أيامنـا فغدت
سـوداً وكــــانت بكم بيضاً ليالينا
وقول ابن عبد ربه:
يا لـــــــؤلؤا يسبي الـعقول أنيق
ورشـــــــا بتقطيع القلوب رقيقا
ما إن رأيت ولا سمـــــعت بمثله
دراً يـعود مــــــــن الحياء عقيقا
وإذا نظرت إلى محـــاسن وجهه
أبصرت وجهك فــي سناه غريقا
يا مــــــن تقطع خصـره من رقة
مـــــــا بال قلبك لا يكـون رقيقا؟

 

ومن أشهر شعراء الغزل في الأندلس ابن زيدون وابن سهل وابن شهيد، وإن كان كل الشعراء قد أدلوا بدلوهم في شعر الغزل.

 

المدح

أما شعر المدح فكان موجهاً إلى الأمراء والخلفاء والحكام، وكان يتناول جانبين من حياتهم، أولهما الصفات التي يخلعها الشاعر على ممدوحه من شجاعة ووفاء وكرم، وثانيهما انتصارات الممدوح التي هي نصر وعزٌ للإسلام والمسلمين ثم وصف لمعاركهم الحربية.

ويتراوح أسلوب المدح بين الجزالة والسهولة، والفخامة والرقة، وفقاً لطبيعة المعاني المعبّر عنها، ولكنه بوجه عام يميل إلى التأنق في العبارة والصياغة، وقد تختلف طريقة بناء قصائد المدح بين شاعر وآخر، فبعضها كان ينهج نهج الأقدمين، فيبدأ بمقدمة طللية ونسيب ووصف للرحلة ثم يتخلص إلى المدح، بينما نجد منهم من يعمد إلى موضوعه مباشرة دون مقدمات، ويقدم صنف ثالث بين يدي ممدوحه شيئاً من الغزل أو وصف الطبيعة أو الشكوى والعتاب، وعقب ذلك ينتقل إلى المدح، ومن أشهر شعراء الأندلس في هذا الغرض ابن حمديس وابن هانئ وابن زيدون وابن دراج القسطلي، ولا نجد من الشعراء المحترفين شاعراً لم يعالج هذا الغرض.

يقول (ابن حمديس) مادحاً الأمير أبا الحسن علي بن يحيى:

 

 

تُفشـي يداك سـرائر الأغماد
لقطاف هام واختلاء هوادي
إلاّ علـى غـزوٍ يبيد به العِدى
للـه من غـزو له وجهاد
ما صونُ دين محمد من ضَيْمِه
لاّ بسـيفك يـوم كلِّ جلاد
وطلوع رايـاتٍ وقـود جحافل
وقـراع أبطـال وكرِّ جياد


ويقول ابن هانئ مادحاً إبراهيم بن جعفر:

لا أرى كابن جعفـر بن عليّ
ملكـاً لابسـاً جلالة مُلْك
مثلُ ماء الغمام يندي شـباب
وهو في حُلّتي تَوَقٍّ ونُسك
يطأ الأرض فالثرى لؤلؤ رطب
وماء الثرى مُجَاجة مسك


ويقول ابن زيدون للوليد بن جهور:

للجهوريِّ أبي الوليـد خلائق
كالروض أضحَكه الغمام الباكي
ملكٌ يسوس الدهرَ منه مهذبٌ
دبيـره للمُلـك خيـر مِـلاك
جـارى أباه بعدما فات المدى
فتـلاه بيـن الفـوت والإدراك

 

 


الرثاء

أما شعر الرثاء في الأندلس في معناه التقليدي فلم يكن من الأغراض الرائجة وظل يحذو حذو نماذج الشعر المشرقي حين يستهلّ برد الفواجع ووصف المصيبة التي حلت بموت الفقيد، وعادة تستهل القصيدة بالحِكَم وتختتم بالعظات والعبر. أما رثاء المدن والممالك، فهو الغرض الأندلسي الذي نبعت سماته وأفكاره من طبيعة الاضطراب السياسي في الأندلس، وكان مجال إبداعٍ في الشعر الأندلسي، وقد ظلت قصيدة أبي البقاء الرَّنْدِي التي مطلعها:

 

لكــــــــل شيء إذا ما تم نقصان
فـــــــلا يغر بطيب العيش إنسان


ورائية ابن عبدون:
الـــــــدهر يفجع بعد العين بالأث
فما البكاء على الأشباح والصور


وسينية ابن الأبَّار:
أدرك بخيلك خـــــــيل الله أندلسا
إن الطريق إلــــى منجاتها درسا

 

عدا ما قيل في مراثي بني عبّاد ووزيرهم المعتمد، ظل كل ذلك من عيون الشعر العربي عامة والأندلسي خاصة.

 


الفلسفة

كما طوع شعراء الأندلس الفلسفة للشعر والشعر للفلسفة، فصوروا الخواطر النفسية والتأملات الفكرية مما يُعد مجال إبداع في هذا اللون من الشعر، ونمثل لهذا الغرض بقول أمية بن عبد العزيز:

 

وما غربة الإنسان في غير داره
ولكــــنها في قرب من لا يشاكله


أو قول الآخر:
تفــــــكـر في نقصـان مالك دائماً
وتغفـــــــــل عن نقصان جسمك والعـــمر ويقول الشاعر الغزال:
أرى أهـــــــــل اليسار إذا تُوُفُّوا
بَنـوا تلك المــــــــقابر بالصخور

أبــــــــــــــوْا إلاّ مُبَاهـاة وفـخـر
عــــــلى الفقراء حتى في القبور

إذا أكـــــــــــل الثـرى هذا وهذا
فمـا فضل الـــــــغنيّ على الفقير

 

 


الزهد والتقشف

أما شعر الزهد والتقشف والمدائح النبوية، فقد تفوقوا فيه على شعراء المشرق من حيث غزارة الإنتاج وتوليد المعاني ورسم الصور المؤثرة القوية، ويلفت النظر أن عدداً من شعراء الأندلس أدركتهم التوبة بعد طول حياة لاهية فوجهوا طاقتهم الشعرية في آخر أيامهم إلى طلب مغفرة الله ومرضاته وإلى ذم حياة اللهو والمجون والدعوة إلى الزهد والتقشف، ومن أشهرهم في هذا المقام ابن عبد ربه وابن حمديس والغزال.

 

ويقول ابن عبد ربه:
إنّ الذيـن اشـــــتروا دنيا بآخرة
وشـقوة بنعيم، ســــاءَ ما تجروا
يا من تلهىَّ وشيب الرأس يندبه
ماذاالذي بعد وَخْطِ الشيب تنتظر
لو لم يكن لك غيرالموت موعظة
لكـان فيـه عـن اللــــذات مزدجر

 


الطبيعة

وكان لطبيعة الأندلس الأثر الحاسم في جعل شعر الطبيعة من أميز أغراض الشعر الأندلسي، وتمثل طبيعة الأندلس الرائعة الملهم الأول لشعرائها، وقد عبّر ابن خفاجة أشهر شعراء الطبيعة في الأندلس عن هذه الصلة فقال:

 

يا أهـــــــــــل أندلـس للـه درُّكمُ
مـاءٌ وظـــــــــلٌ وأنهار وأشجار
ما جنة الخــــــــلد إلاّ في دياركمُ
ولو تخيرت هــــــــذا كنت أختار

 

ويتَّسِم هذا اللون من الشعر بإغراقه في التشبيهات والاستعارات وتشخيص مظاهر الطبيعة وسمو الخيال، كما كان يعتبر غرضاً مستقلاً بذاته ولا يمتزج بأغراض أخرى، وإن امتزج بها لم يتجاوز الغزل أو مقدمات قصائد المدح.

 

ويعد معظم شعراء الأندلس من شعراء الطبيعة، فكل منهم أدلى بدلوه في هذا المجال إما متغنياً بجمال طبيعة الأندلس أو واصفاً لمجالس الأنس والطرب المنعقدة فيها، أو واصفاً القصور والحدائق التي شُيدت بين أحضان الطبيعة، ولذلك كان كل شعراء الأندلس ممن وصفوا الطبيعة، ويُعدُّ الشاعر ابن خفاجة الأندلسي المقدَّم بين هؤلاء الشعراء إذ وقف نفسه وشعره على التغني بالطبيعة لا يتجاوزها وجعل أغراض شعره الأخرى تدور حولها.

 


رثاء الأندلس

ودعونا أعزائنا القــراء نبحر مع الشاعر/ أبي البقاء الرندي في رثائه للأندلس حيث يقول:

 

لكــــل شـيء إذا مــــا تمّ نقصـان
فـــــــلا يغـرّ بطيب العيش إنسـان
هي الأيـام كمـــــــا شـاهدتها دول
من سـرّه زمــــــن سـاءته أزمان
وهـذه الـــــــدار لا تبقي على أحد
ولا يـدوم على حـال لـــــــها شان
أين مــــــــــا شـاده شـدّاد في أرم
وأين ما ساسه في الفرس ساسان
وأين مـا حــــازه قارون من ذهب
وأيـن عـاد وشـدّاد وقحطـــــــــان
أتى عــــــلى الكـل أمـر لا مرد له
حتى قضـوا فكــــأن العدم ما كانوا
وصار ما كــان من ملك ومن ملك
كما حكى عن خيال الطيف وسنان
كأنمـا الصعب لـــم يسهل له سبب
يومـاً، ولا ملـك الـــــدنيا سـليمان
فجـائع الدنيـا أنـواع مــــــــنوّعـة
وللـزمـان مـــــــــــرّات وأحــزان


الموشحات الاندلسية:
الموشح فلا يكون إلا باللغة العربية الفصيحة"
والوزن الذي يكتب به الموشح يختلف، ويجوز أن يخلط فيه الكامل مع المجزوء، من البحر الواحد. والأشطار الثلاثة المتحدة القافية قد يقع فيها أن تكون قافية متوسطة، وفي قليل من الأحيان يوجد أربعة أشطار متحدة القافية.
وهكذا نرى أن الموشح يمكن أن ينظم على ستة أو سبعة أنماط. وقد انتشر هذا اللون من النظم بعد ذلك في الشرق، ومن أشهر من برعوا فيه من المشارقة "ابن سناء الملك المصري" الذي اشتهر بموشحته التي يقول في مطلعها:
حببى ارفَعْ حجابَ النور
عن العِذار
تنظرْ المسك على الكافور
في جُلَّنار
كَلِّى يا سُحْبُ تيجانَ الرُّبى بالحُلِى
واجعلى سوارها مُنْعَطف الجدول


من اشالشاب الظريف (الشعر الاندلسي)

آيــاتُ كُـتْـبِ الـغَـرَامِ أَدْرُسُهَـا
وَعَبْـرَتِــي لاَ أُطِـيْـقُ أَحْبِسُهَـا

لَبِسْتُ تَـوْبَ الضَّنَـى عَلَى جَسَـدِي
وَحُلَّـةُ الـصَّبْـرِ لَـسْـتُ أَلبِسُهَـا

وَشَـــادِنٍ مَـا رَنَــا بِمُقْلَتِــهِ
إِلاَّ سَبَــى العَـالَمِيـنَ نَـرْجِسُهَـا

فَـوَحْـهُـهُ جَـنَّـةٌ مُـزَخْـرَفَـةٌ
لَكِـنْ بِنَبْـلِ الحُـتُـوفِ يَحْرُسُهَـا

وَرِيـقُـهُ خَـمْـرَةٌ مُـعَـتّـَقَــةٌ
دَارَتْ عَلَيْنَـا مِـن فِيـهِ أَكْـؤُسُهَـا

يَـا قَـمَـراً أَصْبَحَـتْ مَـلاحَتُــهُ
لا يَـعْتَـرِيهَـا عَيْـبٌ يُـدَنِّـسُهَـا

صِـلْ هَائِمـاً إِنْ جَـرَتْ مَـدَامِعُـهُ
تَـلْحَقُهَــا زَفْــرَةٌ تُيَبِّسُهَـــا

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات