مواضيع اليوم

الاخوان بعد ثورتين هل من جديد .؟! ..1

هؤلاء كتبوا عن الاخوان سنة 1954

المقال الأول بعنوان ( الإرهاب )

بقلم الأستاذ / كامل الشناوي

أولا : المقال :

الإرهاب

أحق هذا أم خيال ....؟

1ــ ديناميت ، مدافع ، قنابل ، مسدسات ، بنادق ، ألغام ، أجهزة سرية تصنع الإرهاب والخراب ....

لمن هذه الاستعدادات كلها .؟ ان كانت للعدو فلماذا هي سرية .؟ انها لنا نحن ..... لحريتنا ، لأفكارنا ، لآرائنا ، لعقائدنا ، لأعمارنا .... انها تهديد للحاكم والمحكوم معا ، بل هي أخطر على المحكوم ، لأن الحاكم يستطيع ان يواجه الحديد والنار بالحديد والنار ... أما المحكومون العزل من السلاح فكيف يحمون انفسهم من السلاح .؟ كيف يغمضون أعينهم وفي كل جدار احتمال لوجود مخزن ذخائر كيف يقفون أو يقعدون ..؟ وتحت كل أرض احتمال لوجود قنابل مخبأة ..؟ كيف يمشون والطريق نار ولغم ...؟ وكيف نمارس أعمالنا والدمار يكمن في كل مكتب وكل مدرسة ، وكل دكان .....؟ حتى حقول الزراعة أصبحت ملغمة .....!

2ــ ان هذا الإرهاب هو حكم على مصر بالشلل ، والتأخر والفزع .. اننى لا أعجب كيف استطاعت السلطات أن تضع يدها على كل هذه الأهوال ، ولكني أعجب كيف استطاع الارهابيون أن يصنعوا كل هذا وهم آمنون مطمئنون ..؟

3ــ اننى حزين أن يوجد إنسان واحد ، لا جماعة منظمة تصنع الموت للناس ، ويحترف التخريف والتدمير ، وان قلبي ليغلي حزنا إذا كانت هذه الجماعة ترتكب جرائمها باسم الإسلام ، وتجد من يصدقون دعواها ..!

4ــ إن الإسلام الذي يدعو إلى المحبة والسلام بريء من أسلحة المقت والقتل والاغتيال ، الإسلام الذي يقول كتابه الكريم .. ((وجادلهم بالتي هي احسن)) لا يقر الجدل بالمسدسات والمدافع والمتفجرات ..


ثانيا : ـــ التعليق والتحليل :ــ

هذه سلسلة من المقالات سوف انشرها وأقوم بتحليلها والتعليق عليها وعقد مقارنة بين فكر وسلوك وموقف الاخوان من المصريين ومن السلطة وردود أفعالهم تجاه من يحاول تعكير صفو مشروعهم وحلمهم في الوصول للسلطة وتحقيق طموحهم الوهمي في دولة الخلافة المزعومة ..

أبدأ هذا بمقال صغير للكاتب (كامل الشناوي) ، وهذا المقال تم نشره في جريدة الأخبار في عام 1954 ، بعد محاولة اغتيال جمال عبد الناصر في حادثة المنشية ..

ومن الوهلة الأولى ومن خلال قراءتي لمجموعة أخرى من المقالات التي نشرت في نفس التوقيت تقريبا ، قد كونت رأيا هاما أوجه فيه اللوم لهؤلاء الكتاب الكبار ، لأنهم لم ينتبهوا هذا الانتباه ولم يوجهوا اقلامهم بهذه الحدة لنقد وفضح جرائم الاخوان وإثبات تناقضهم مع كل قيم العقل والمنطق والإنسانية والرحمة والتسامح والأخلاق ، وفوق كل هذا تناقض فكر هذه الجماعة ــ الواضح ــ مع حقائق الإسلام ..

1ــ يبدأ الأستاذ كامل الشناوي مقاله باستفهام يثبت ويؤكد أنه مصدوم من المفاجأة التي شاهدها وعاصرها وهي ان الاخوان الجماعة الدعوية التي خدعت المصريين أكثر من ربع قرن وقتها ، تمتلك تنظيما سريا يستعمل جميع أنواع السلاح والمتفجرات للقيام بأعمال تخريبية إرهابية  رغم تاريخهم الملطخ بالدماء الذي سبق كتابة هذا المقال..

ويؤكد الكاتب أن هذه الاستعدادات ليست للعدو ، لأنها سرية ، ولأنها ضد حرية الفكر والرأي والمعتقد ، وفوق كل هذا ضد الحياة الإنسانية.

فهم يواجهون الشعب الأعزل المسالم بالرصاص والقنابل والمتفجرات لإزهاق الأنفس من أجل مصالح وحطام دنيوي زائل .

ويصف الكاتب أن انتشار المتفجرات ومخازن الذخيرة والسلاح وصل لحد الرعب والهلع الذي يجعل من المحتمل إيجاد القنابل مخبأة في أي مكان عام أو خاص ، حتى حقول الزراعة لم تسلم من هذا الخراب وتخزين الذخيرة والمتفجرات..

2ــ وهذا الإرهاب الذي يصفه الكاتب منذ أكثر من نصف قرن ، لا يختلف كثيرا عما يعانيه شعب مصر اليوم ، ومنذ ان تولى عبدالفتاح السيسي رئاسة البلاد ، ولكن السؤال الذي طرحه الكاتب لا يزال يطرح نفسه (كيف استطاع الارهابيون تصنيع كل هذه المتفجرات و هم مطمئنون وآمنون ..؟) أعتقد أن الإجابة هي : أن هذه الجماعة الإرهابية اخترقت جميع مؤسسات الدولة وجندت أعضاء وأفراد في جميع المناصب الصغيرة والكبيرة في الدولة ، مما سهل عليهم العمل في أمان واطمئنان ، حتى لو كانوا يصنعون متفجرات لتدمير مصر وقتل شعبها معتمدين على قلة من الجهلاء والمحتاجين..

3ــ من أجمل الفقرات التي كتبها الأستاذ كامل الفقرة رقم (3) لأنه من الطبيعي أن أي جماعة او تنظيم لابد له من عمل خيري وعمل انتاجي يخدم الجماهير ويقدم لهم يد العون والمساعدة للتغلب على صعوبات الحياة ، لكن جماعة الاخوان منذ عام 1954م ــ على حد وصف الكاتب وقتها ــ وهي تصنع الموت للناس ، ولا زالت تصنع الموت مستغلة جهل وسطحية قلة من المصريين ، حيث يسهل خداعهم بأن ما يقومون به من إجرام وإرهاب هو ضمن تعاليم وتشريعات الإسلام.

4ــ وفي عجالة يلفت الكاتب النظر أن الإسلام بريء من هذه الجماعة ، ويبريء الإسلام من القتل والاغتيال ، ويذكر دليلا من القرآن (وجادلهم بالتي هي أحسن) وهذا ما يقره ويؤكده الإسلام في الحوار مع من يختلف معك في الدين أو الرأي او المعتقد ..

وفي حقيقة الأمر رغم نبل هذه الأفكار وأهميتها في فضح وكشف حقيقة جماعة الإرهاب الاخوانية التي لا يجوز على الاطلاق الاستمرار في وصفها (بالاخوان المسلمين) ، إلا أن هناك نقاط كثيرة جدا يجب التعليق عليها والإشارة إليها..

ــ أتصور أن هذا المقال يمثل ردة فعل عنيفة ضد الاخوان لصالح النظام الحاكم متمثلا في عبد الناصر ، لأن المقال يحمل هجوما ضاريا شديد اللهجة ، يخيل للقاريء أن الكاتب يرى الاخوان لأول مرة في حياته ، رغم تكرار جرائمهم السابقة قبل الثورة في القتل والاغتيال وتصفية الحسابات.

ــ ورغم أن الكاتب برأ الدين الإسلامي العظيم من جرائم وأفعال الاخوان الإرهابية إلا أنه أهمل او تجاهل أو تناسى وضع الحل البديل بين يدي القاريء ، وإرشاده وإرشاد الدولة والسلطة المسئولة للطريق السليم لمواجهة هذا الفكر الذي تحول لأفعال إجرامية إرهابية على أرض الواقع تقض مضج معظم المصريين وتنشر الخوف والرعب والفزع في كل مكان ، بل حاول اغتيال ثورتهم متمثلة في عبدالناصر.

ــ ورغم ان المقال يُعري جماعة الاخوان ويكشف جرائمهم الإرهابية إلا أنه قصير المفعول بمعنى أنه يخدم الوضع السياسي المعاصر لكتابة ونشر المقال ، لكنه بأي حال لا يخدم عملية الإصلاح الديني والفكري للمجتمع ككل ، فهو هجوم موجه حاد مقصود يؤدي وظيفة سياسية محددة ..

ورغم هذا لا ننكر أبدا سقف الحرية الذي عاصر كتابة هذا المقال حتى وإن كان يخدم السلطة بطريقة مباشرة او غير مباشرة ، بينما عاش الاخوان في حمى السادات ومن بعده مبارك يقدسهم الناس والكتاب ومعظم مشايخ الأزهر ، ولا يوجهون لهم نقدا إلا بالقطارة وحسب الطلب وحسب هوى ومزاج السلطة ..

لم يتبحر الكاتب ولو بجملة واحدة يبين فيها تاريخ الاخوان ونشأتهم وعلاقتهم الوثيقة بالدولة السعودية.

رغم كل هذا إلا ان المقال يبين أن الاخوان متخصصون في نشر الفوضى والرعب والخوف والفزع والقلق والقتل والإرهاب بعد كل ثورة يقوم بها المصريون لتصحيح مسار دولتهم وإصلاحها ، وقد تكرر هذا على حد علمي ثلاث مرات بعد ثورات (1919 ، 1952 ، 2011) .. حيث كانت الثورة الأولى (1919) قبيل نشأتهم بأعوام تسعة وبفضل فكرهم لم يكتب لها النجاح ، رغم ما تبعها من جهود كبيرة لإصلاح التعليم على يد احمد لطفي السيد ، وبعد الثورة الثانية (1952) اختلف معهم عبد الناصر ومع الدولة السعودية ، واتهموا في محاولة اغتياله وفعلوا ما فعلوه بمصر والمصريين ، وبعد الثورة الثالثة (2011) كذبوا وسرقوا الثورة وتآمروا عليها وضللوا الناس والآن يمارسون نفس الإرهاب القديم ويطبقون نفس التعاليم والمنهج الذي وضعه حسن البنا مرشدهم الأول ، الذي تربى وترعرع على فكر محمد ابن عبدالوهاب وابن تيمية وابن حنبل..

وجب أن أقول أن هذه الطريقة غير كافية لمواجهة الفكر الوهابي ، ورغم مرور كل هذا الوقت ، إلا أن مصر ما زالت تعاني من الوهابية وفكرها وإرهابها الذي لم يواجهه بوضوح وتأصيل تاريخي قرآني سوى موقع وحيد هو موقع (أهل القرآن) بقلم المفكر والمؤرخ / أحمد صبحي منصور

وإلى اللقاء في مقال قادم أكثر وضوحا وأكثر أهمية..













التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !