مواضيع اليوم

الاخوان المسلمون يقولون ما لا يفعلون

ابورفاد العليي

2011-08-01 09:53:07

0

 

 

في الخامس والعشرين من شهر يناير 2011  حين اعلن ( شباب الفيس بوك ) قيام الثورة المصرية ضد نظام الحكم السابق برئاسة حسني مبارك لم نكن نتوقع أن تنجح الثورة بهذه السهولة وأن يسقط هذا النظام الحديدي المحصن امام ( شباب الفيس بوك ) الذي كان يُنظر اليه ( كشباب ايس كريم )  ولكني اعتقد أن افضل شئ كان يميز هذا الشباب هو عدم وجود ايدولوجيات من اي نوع ، بل اني اظن ان سر نجاحهم هو عدم وجود اي ايدولوجيا تميزهم عن عامة الشعب المصري ولذلك نجحو في ايام معدودة فيما فشل فيه الاخرون في قرون متعددة ، ولم نكن وحدنا في توقعنا بعدم نجاح هذه الثورة ، بل ان جماعة الاخوان المسلمون كانو في البداية يتوقعون مثلنا أن لا تنجح هذه الثورة لذلك غابو تماما عن ساحة ميدان التحرير يوم 25 يناير وخشو ان يزداد غضب السلطة (الغاضبة اصلا ) عليهم ، لكنهم وبذكاءهم المعروف كانو يتابعون الموقف عن كثب وحين رأو أن شباب الفيس بوك قد يحققون المستحيل ويسقطون هذا النظام المرعب ، خصوصا وأن مازل في ذهنية الاخوان ما حدث في تونس ومشاهدتهم للشيخ راشد الغنوشي كيف دخل تونس دخول الفاتحين  وتحوله فجأة من المغضوب عليهم الى الذين انعم الله عليهم بفضل شباب الفيس بوك التونسي ونار بوعزيزي الحارقة ، فانضمو مسرعين الى ثورة الشباب واستغلو عدم وجود متحدثين من الشباب بأسم الثورة فبدأو يتحدثون بأسمها ثم اعتلو منصات الميدان واصبحو هم خطباء ميدان التحرير الفصحاء ، وحين ابدى البعض انزعاجه من ذلك اخذو في طمئنة الجميع باطلاق التصريحات في كل الاتجاهات ومن جملة ما قالو انهم لا يمانعون من تولي مسيحي منصب الرئاسة في مصر ، ولا مانع لديهم من تولي المرأة منصب القضاء ولا حتى منصب الرئاسة وتصريحات كثيرة من هذا النوع ، لكن التصريح الاهم والابرز كان اعلانهم انهم لايريدون السلطة ولا يطمعون في الحكم ولا يتطلعون الى منصب الرئاسة ، ولي اصدقاء كانو يصدقونهم ويثقون في كل كلمة يقولونها كما كنت افعل انا في السابق ، وحين كنا نتناقش في هذا الموضوع كانو يؤكدون لي ان الاخوان صادقون ولا يطمعون في السلطة ولا يريدونها وانهم اعلنو ذلك مرارا ، وكانو يسألوني لماذا لا اصدقهم ؟ فأقول لهم انا لم اعد اصدقهم لأنهم هم انفسهم لا يصدقون انفسهم ، وان هذا الكلام قالوه قبل عام 92 في الجزائر وحين دخلو الانتخابات الجزائرية وتمكنو من الفوز بها ارادو ذبح الديمقراطية ومعها الدستور الجزائري برمته ، وتحولت الجزائر بعد ذلك من جنة للديمقراطية وقبلة للسياحة وواحة للامن ومغناطيس للاستثمار ، الى مجزرة لتقطيع روؤس الجزائريين مع نساءهم واطفالهم بالسيوف بل وبالفؤوس في اغلب الاحيان ومازالت الجزائر تعاني حتى الان

، ايضا لا ننسى أن حركة حماس التي كنت احبها كثيرا كان اعضاءها يصرحون ليلا ونهارا بأنهم لا يريدون حكما ولا يريدون سلطة وليس لهم هم الا تحرير فلسطين واطلقو شعارات مثالية لا حصر لها ، ثم استهوتهم الانتخابات بعد ان كانو يلعنونها صباحا ومساءً ، فدخلو لعبة الانتخابات لما وجدو ان السلطة ( التي لا يريدونها ) باتت قريبة من دارهم ، فلما نجحو في الانتخابات انظر ماذا فعلو ، استولو على السلطة الى الابد وحولو غزة الى جحيم لا يطاق واصبح اهالينا في غزة لا أمل لهم سوى في وصول سفينة صغيرة محملة ببعض المساعدات ، وذهبت كل شعاراتهم المثالية ادراج رياح تشبثهم بالسلطة ، ونسو ونسى اتباعهم تصريحاتهم المثالية السابقة بأنهم لا يريدون السلطة ولا يطمحون اليها ، فهاهم الان يتمسكون بالسلطة بكل ما اوتو من قوة على حساب تجويع  اطفال غزة قبل نساءها ورجالها ، كما انهم غير مكترثين بتحويل غزة الى اكبر سجن في العالم ، فالمهم عندهم هو بقاءهم في السلطة ولو على حساب شعب غزة المغلوب على امره ، ولن نعرج على الاخوان في الاردن الذين فتح لهم الملك الراحل الحسين بن طلال ابواب البرلمان الاردني وحين انتخبهم الشعب الاردني لم يقدمو للمواطن الاردني الذي انتخبهم ولوجناح بعوضة  وأسألو المواطن الاردني عن خداع مرشحي الاخوان له، كما لن نعرج على حزب النهضة التونسي واعلان الشيخ راشد الغنوشي انه لا يطمع في السلطة والان اصبحنا نشعر وكانه هو رئيس تونس والمتحدث باسم الشعب التونسي ، ايضا لن نعرج على الكويت وبرلمان الكويت ، وما ادراك ما برلمان الكويت ؟ ومن طرائف ما حدث في برلمان الكويت أن احد الاعضاء الاسلاميين اخذ يعد الناخبين ويمنيهم حتى شعر الناخبون في تلك الدائرة أن هذا العضو سيحول تلك الدائرة الى (سنغافورة) خالية من الفساد وبعد أن انتخبوه واصبح عضوا في البرلمان اخذ يدافع عن  المغيرة بن شعبة  ، فقال احد الناخبين ساخرا  لا أدري من انتخبه أنا أم المغيرة بن شعبة  ؟ .

 وبالعودة الى الاخوان في مصر فبعد وعودهم القاطعة بأنهم لا يريدون السلطة ولا يطمعون في الرئاسة هاهم يفعلون كل شئ من اجل الوصول الى السلطة ، وهاهم يتحالفون مع حزب الوفد العلماني الذي كانو يعدونه رجس من عمل الشيطان ، وهاهم يتنكرون لشباب ( الفيس بوك ) الذين لولاهم ما نجحت الثورة المصرية ويتحالفون مع الجماعة السلفية التي كانت من اشد اعداء الثورة حتى ان بعض شيوخها كانو يقنتون بالدعاء على شباب الثورة بقولهم ( اللهم اهلك العلمانيين ومن شايعهم ) كما كانو ينادون بطاعة ولي الامر وان جلد ظهرك ، حتى ان احدهم استحل دم  د محمد البرادعي وافتى بقتله كما لا ننسى قيام الجماعة السلفية بثورة فاشلة مضادة لثورة ميدان التحرير ، لكن الاخوان تجاهلو كل ذلك وادارو ظهرهم لشباب الفيس بوك ، واتحدو مع الجماعة السلفية ، وهذا يثبت أن موقف النظام السابق كان واقعيا معهم ، كما يثبت تماما ان المخاوف منهم مبررة ، وان كل الجماعات الاسلامية ليس هناك فارق كبير بينهم ، فهم مثل بناء واحد مكون من عدة طبقات ففي الطابق الاول الاخوان ، وفي الطابق الثاني الجماعات السلفية ، وفي الطابق الثالث الجماعات الجهادية ، وهكذا ، فذات البناء الذي يأوي الاخوان هو نفسه الذي يأوي القاعدة ، كما ان جماعة الاخوان تعتمد سياسية الحمائم والصقور ، فالحمائم هي التي تتحالف مع حزب الوفد ( الاقرب للشيوعية ) والحمائم الاخوانية هي التي تلتقط الصور مع الاقباط وتطلق التصريحات بخصوص حرية المرأة ،

اما الصقور الاخوانية فهي التي تحمل الرايات السود وتطالب بعودة الخلافة ، وتتحالف مع الجماعات السلفية والجهادية ، والخطير في الامر أن الحمائم تمهد للصقور ، فالحمائم الاخوانية هي التي تقدم نفسها لك وبعد أن تنتخبها  وتسرق منك الشرعية لا تجد غير الصقور ، والصقور فقط ، اما الحمائم فينتهي دورها وتختفي ، بل أن الاخطر من ذلك ان الاخوان هم الوحيدون في العالم الذين بلغ بهم الذكاء البراغماتي ، ان يتحول فيهم الصقر الى حمامة والحمامة الى صقر متى شاء ، فكل شخص منهم يحمل في داخلة حمامة وصقر في ذات الوقت ، لذلك سألت اصدقاءي الذين جادلوني فيهم من قبل  ، وقلت لهم اين وعود الاخوان القاطعة بعدم سعيهم للسلطة ؟ هل صدقو فيما وعدو به ؟ فلم يجد اصدقاءي اجابة غير اجابة احدهم بقولة (الحقيقة انهم لم يكونو صادقين ابدا )

 

ابورفاد العليي الكناشي 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !