لاخلاص سر الاخلاق:ــــــــا
أغعظم منه واكبر منحه وأفضل عظيه يمن الله بها عـلى عبــد
فى هذه الدنيا أن يوفقه ليكون على أخلاق سيدنا رسول الله والخلاق ليس فيها سبيل إلى الاكتساب وإنما على المرء إخلاص النية وصفاء الطوية والصدق للذات العلية ثم يمن عليه المتفضل فيمنحه هذه الاخلاق عطيه من عنده عز وجل ، وهى أخلاق اسرار المعانى تفاض على أولى الهمم العوالى افاضة من الله عز وجل اسمع إليه وهو يقول : الإخلاص وهو اعزها واغلاها وارقها ( الإخلاص سر من اسرارى استودعه فى قلب من أحب من عبادى لا يطلع عليه شيطان فيفسده أو ملك فيكتبه )
إذن الإخلاص وهو سر الخلاص للخوص فضلا من الله عز وجل ونعمة والله عزيز حكيم وإذا من الله على عبد بالإخلاص فقد أوقفه على قدم الصدق فى طريق الخواص يفتح له المجالى الذاتية والطرق الرضوانية ويواليه بالمنح الإلهية لان الله جعله من عباده المخلصين ويكفيه إذا دخل فى عداد المخلصين أنه فى امان من الشيطان ووسوسته
{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ }الحجر42
ولذلك قال الله فيمن يريد الصدق {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }التوبة119 يتفضل الله عليكم ببركته بخلق الصدق والصدق فى الاحوال وفى الأعمال ، وفى الأقوال فضلا من الله يوليه لعباده المخلصين وعباده الصالحين ببركة مصاحبتهم لعباده الصادقين فى الدنيا
إذن مثل هذه المعانى التى ترقق نفوس المريدين وتصفى قلوب السالكين وتهيم فى الملكوت الأعلى أرواح المقربين نتنسمها من رياض الصالحين والأولياء العالمين ، فعندما سمعنا من شيخنا رضوان الله عليه هذا المعنى العظيم
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ }الحجر47
و علمنا علم اليقين أن المرء منا لا يكون أخاً للصالحين ولا يدخل معية { الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }النساء69
إلا إذا صفى نفسه وقلبه وصدره لرب العالمين جاهدنا فى ذلك ، وهنا هو الجهاد الأعظم وهذا هو الجهاد الموصل فجهاد العبادة جهاد لتكثير الأجور ولنيل الدرجات والفوز يوم القيامة بالمقام فى الجنان ، اما الجهاد الموصل للفضل والفتح والمكاشفات جهاد آخر هو { إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }الشعراء89
الذى يأتى الله بقلب سليم هنا يرى هناء عاجلاً بشرى له ما ادخره الله عز وجل ولم يراه غيره إلا فى الآخرة لأنه سليم قلبه هنا من المنازعة والمشاركة والأثام والذنوب القلبية التى ذكرنا أمثلة منها فى هذا المقام وإليها الإشارة لحديث المصطفى ايضا ( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا يغتب بعضكم بعضا ولا بيبع أحدكم على بيع اخيه ولا يخطب على خطبة أخيه ) إلى آخر هذه الصفات فإذا علمتموها وكنونا عباد الله إخوانا ــــــــــــــــــــــــــ من مقالات الاستاذ فوزى محمد ابوزيد
التعليقات (0)