مات الاخطبوط بول الذي أسبغ عليه الانسان لقب"العراف"، وسط أنباء عن حصول إختلاف بين المانيا و اسبانيا بصدد تبعيته و أنباء أخرى تزعم بأن وراء موته"المفاجئ" ثمة شکوك، لکن، رغم کل ذلك، فإن الامر المٶکد الذي لاغبار عليه هو ان عراف المونديال الشهير قد قضى نحبه و ترك فراغا کبيرا لايمکن أن يشغله حيوان آخر بسهولة و يقينا بأن اسم هذا الاخطبوط و سيرته سوف يعاد ذکره في المونديالات القادمة وبکل خير.
العراف بول الذي صار بشهرة العراف الذي تنبأ بمقتل يوليوس قيصر، جذب أثناء المونديال الاخير الاضواء إليه بقوة و أصبح نجما لامعا، دخل الى الماکنة الاعلامية للبشر من خلال نقطة ضعفه الاساسية و هي ولعه بمعرفة الغيب و ماتخبئه الايام في طياتها من أمور و مقادير، ويقينا فإن الاخطبوط بول ليس بالحيوان الاول الذي إقتحم عالم التنبٶ، ذلك أن الانسان بفطنته و عامل"الحاجة"الذي يدفعه لإختراع و إيجاد أفکار جديدة و غريبة تلفت الأنظار، قد سبق له وان إستخدم نوعا من الطيور لکي يقرأ طالع الناس، إذ تجد في شوارع بعض من المدن الايرانية"قم مثلا"، أناسا بأياديهم أقفاص داخلها طير صغير سريع الحرکة أمام باب قفصه مجموعة اوراق صغيرة مطوية داخل کل واحدة منها أبيات من الشعر لشاعر إيران الکبير"حافظ الشيرازي"، وماأن يتقدم أحدهم لکي يقرأ طالعه يبادر صاحب القفص بثمة حرکة بعد أن يضع مجموعة الاوراق الصغيرة المطوية أمامه، فيقوم الطير بإنتقاء واحدة منها فيتلقفها الرجل ليمنحها لقارئ الطالع.
وهنا، أجد من المناسب أن أسلط الاضواء على بضعة حيوانات"إستثنائية"أخرى لفتت أنظار الناس و نالت إعجابهم الى حد کبير واثارت لغطا و جدلا کبيرا، ففي عام ٢٠٠١ و ٢٠٠٢، طارت في مدينة أربيل أنباء شهرة ذلك التيس الذکر الذي کان يدر حليبا و يومها أشاعوا بأن في حليبه فائدة غير عادية لمعالجة العديد من الامراض و العاهات ولمسائل أخرى عديدة، فصار بيت صاحبه الذي کان في قرية مجاورة لأربيل قبلة للزائرين بل وان الصحافة أيضا قد کانت سباقة لتغطية أنباء"التيس المعجزة"، والحق لم أدر أين صفى الدهر بهذا التيس وهل أنقذه حليبه الغريب من أن يدفن في النهاية داخل معدة الانسان؟
وقبل أيام، قرأت أيضا خبرا مثيرا آخرا عن ديك مصري ينطق لفظ الجلالة"الله"، وشاهدته و سمعته عبر اليوتيوب، هذا الديك، أفتى أحد رجال الدين بذبحه لکي لايسبب فتنة(!!)، وقد رفض صاحبه أن يذبحه وفضل إبقائه على قيد الحياة خصوصا وان أحدهم قد دفع مبلغ خمسين ألفا جنيها مصريا کثمن له، ولاأدري لحد الان أين سيصفي الدهر بهذا الديك وهل سيقود صاحبه للشهرة و الثروة معا أم سيواجه قدرا آخرا؟
هذه الانباء الغريبة و التي تطالعنا بين الفينة و الاخرى تنال إهتمام الانسان لأنها تتعرض لجانب حساس و مهم في حياة البشر، وهو الغيب او بکلمة أدق المستقبل، والانسان طالما سعى لمعرفة الغيب و طرق أبواب العرافة و التنجيم و ماإليها بحثا عن ثمة إجابات شافية لأسئلة محيرة تدور في داخله و تقض مضجعه، وان الانسان مستعد في سبيل إيجاد أجوبة لتلك الاسئلة أن يستنطق الصخور و الاحجار و الخشب و أن يتشبث بأناس بسطاء او حتى بحيوانات ما، لکن الفضول الانساني لايمکن أبدا أن يطفأ جذوته و سيظل متقدا يبحث عن الحقيقة، حقيقة لاتتعلق فقط بماسيحدث في المستقبل القريب او البعيد وانما حتى بعد موته، هکذا هو الانسان و سيبقى"أکثر شئ جدلا" و جنونا!
التعليقات (0)