.
يجب علينا ان نعترف ان هناك عادات وتقاليد وأفكار وأحكام وأيضا أخلاق تشيع بيننا وكأنها تعاليم دين ! بل لقد حرف كلم عن موضعه وأولت نصوص , وضعف صحيح وصحح ضعيف , لا لشيء إلا لتأكيد عادة ما أو تقليد انه هو الدين وما سواه خروج عن الملة , وهذا يرجع إلى العرض المكذوب لتعاليم الإسلام , أو بتعبير أدق إلى عرض عادات وتقاليد على أنها كتاب الله وسنة رسوله , وترسيخها في أذهان العامة منذ سنوات التعليم الأولى وجعلها الدين الحق , مثل مفهوم الاختلاط , الذي أصبح هو بذاته يعبر عن مفسدة , و الصحيح هو أن تعريف الاختلاط كمفهوم لا شيء فيه , ولكن إذا ما قرن بمفسدة أصبح حرام والاختلاط بدون مفسده هو حلال بالطبع .
فكثير من الأمور الثانوية العادية, جعلت من قبل أنصاف العلماء دينا! بل خروجا عن الملة! وأصبحت هي مقياسهم لمن هو كافر ليبرالي او مسلم سلفي يتبع السلف الصالح في نظرهم, من تلك الأمور مثلا غطاء وجه المرأة, او قيادتها السيارة, أو مخالطة الرجال حتى في الأماكن المقدسة!! سبحان الله, حتى المسجد الحرام أصابته الريبة في الاختلاط!!.. فالذي اعلمه عن غطاء وجه المرأة, انه لم يعرف عن علماء المذاهب الأربعة ومنهم الإمام احمد الذي عرف بتشدده, أن وجه المرأة عورة, ذكر ذلك المغني لابن قدامة, وهو رأي أئمة المذاهب الأخرى, قال ابن قدامة (ص 431 من الجزء الأول): قال مالك والاوزاعي والشافعي "جميع المرأة عورة إلا وجهها وكفيها, قال تعالى (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال ابن عباس: الوجه والكفين.. ولان النبي نهى المرأة المحرمة عن لبس القفازين والنقاب, ولو كان الوجه والكفان عورة لما حرم سترهما, وقد بين كثير من العلماء دليل الحاجة لكشف الوجه بأنها تحتاج لذلك في البيع والشراء" حتى إذا أرادت إرجاع مبيع عرفت "واستدلوا على كشف اليدين للأخذ والعطاء.. وأنا هنا لا أقارع أحدا بهذا الرأي او سواه, بل أبين انه أمر ثانوي بسيط فمن أرادت غطاء وجهها فلها ذلك ومن كشفت فلا باس.. وهذا ينطبق على قيادتها السيارة.. فليس من العقل أن يحرم ما احل الله, فأمر قيادتها الدابة بحد ذاته لم يقل فيه العلماء المتقدمون حتى يقاس به قيادتها للسيارة الآن.. فيجب أن نرجع كل تلك الأمور للعادات والتقاليد, ونبعدها عن الدين الذي هو منها براء.. إن الاجتهاد الفقهي خطأه وصوابه مأجور, والأمر لا يحتمل عداوة وفرقة! ولو سلمنا أن ما لديهم هو الصواب, فمخالفهم ما حرم ثواب الله! فلماذا يريدون إخراجه من دائرة السلف, لتبقى عليهم حكرا؟..
والله من وراء القصد, ,
عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد
التعليقات (0)