الاختلاط زوبعة الأيام
الاختلاط زوبعة في فنجان يحركه صارع التيارات فيما بينها , ولو تأملنا وغلبنا صوت العقل قبل إصدار الأحكام لوجدنا أن من كان يٌحرم الاختلاط بالأمس تحريماً مطلقاً أصبح يحلله اليوم في بعض الممارسات والمواقف بمعنى أن الحاجة تطلبت ذلك وتلك حجه يوردها من كان يحرم الاختلاط في السابق فقد تغيرت نظرته وتراجع عن رأي ليس به قول راجح وذلك مؤشر جيد .
لكن اليس هناك مؤشر على أن الاختلاط الموضوع الشائك ماهو إلا صراع تيارات فيما بينها فقط , ولو تعمقنا في ذلك المصطلح الصحوي لوجدنا انه ظهر نتيجة تغلب أراء وأفكار وليس نتيجة إجماع أو وجود أدلة قوية , فالاختلاط موجود منذ القدم والبشر يختلطون ببعضهم ولا وجود لما يدل على التحريم المطلق له .
البعض يبرر رفضه للاختلاط بالافتتان ونسي انه مأمور بغض البصر في كل زمان ومكان , ويبرر البعض بأن المرأة ستلبس وتتزين ونسي أن زينتها ليست مشكلة طالما أن الشخص غاض لبصرة .
بعض السلوكيات الخاطئة من لبس وخلافه ليست مبرراً لرفض آمر مباح وعادة بشرية طبيعية فالبشر لن يركب بعضهم بعضاً في الأسواق وأماكن العمل ولن يطغى الفحش والمنكر لان الظن الحسن في البشر أساس للتعامل الإنساني.
مسخ الناس وإلزامهم بآراء محدده لا سند صحيح لها جريمة كٌبرى بحق الإنسانية وبحق التاريخ فتاريخنا وحياتنا مليئة بالمواقف والممارسات المٌختلطة ولم يعرف الناس ذلك المسخ الإنساني في قديم الزمان .
تثبت الأيام أن مصطلح الاختلاط ماهو إلا وأد خبيث بمفهوم حديث و زوبعة في فنجان لا أكثر .
اسأل الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى...
التعليقات (0)