شيء غريب مايحدث اليوم بعد أن تحققت نبوأت أمريكا وطبعاَ هي ليست نبوأت امريكية إنما مخطط عميق وجرى الاعداد له منذ مده ليست بالقصيرة ،عندما أشيع من قبل بعض المحافظين الجدد في الإدارة الامريكية عن العديد من النظريات أهما واقربها الى الواقع اليوم هي "نظرية الدومينو Domino Theory" والتي انتهجتها الولايات المتحدة لتفكيك العالم العربي سياسياَ وديموغرافياَ واقتصادياَ ، وترتكز هذه النظرية الى تساقط الأنظمة في " الدول الرخوةSoft State " ونعني بالدول الرخوة هي تلك الدول التي لانحترم القوانين اي أن الدولة لاتنفذ القانون الا فيما يخص الأمن وهو طبعاَ امن النظام وليس امن المجتمع وهو حال أنظمتنا العربية .
إننا في هذا المقال لسنا بصدد العودة الى موضوع المؤامرة ولسنا بصدد الحديث عن ترقيع عيوب وغثيان الأنظمة العربية إزاء مجمل القضايا التي تعيشها الأمة أنما نحذر بما متوفر من معلومات من أن تكون الأيدي الاستعمارية ومخططات الهيمنة وتفتيت وتقطيع أوصال أوطاننا الى قطع هي أشبه ماتكون بقطع الدومينو تكون قد عملت بالخفاء أو الضل من خلال هذه المخططات لغرض فرض وصاية أو هيمنة غير مباشرة ، نحن مع اسقاط الأنظمة العميلة والفاسدة والفاشية نعم نحن مع اسقاط وتغيير الأنظمة التي خدمت أمريكا والصهيونية وأضرت ابلغ الضرر بشعوبها وأمتها لكننا لسنا مع اسقاط الدول فما يجري اليوم هو اسقاط دول ومجتمعات بالكامل،شي غريب وجديد لانعرفه شيء أشبه بالاله الهندي فشنو" vishnu " التي لها مئات الأيدي تلتف وتدور وتجس نبض الشارع ماذا يقولون ؟ ماذا يفعلون؟ كيف نتعامل معهم؟ أننا بعيدين ربما عن موضوع المؤامرة لكننا لسنا بعيدين من بعض الثورات التي تستقوي بالدوائر المشبوهة مثل مايحدث اليوم في ليبيا وسوريا أيضا ،اننا بالتأكيد فرحين بعسل الديمقراطية (الذي لم نذقه الى الآن ) لكننا نتجرع سم التشرذم والفرقة والخلافات الطائفية والعرقية، أن الدول الراعية اليوم للديمقراطية هي اصلاَ نفس الدول التي احتضنت أنظمة الاستبداد المحلي فعندما يتحدث بعض الساسة الغربيين عن الديمقراطية والحقوق والحريات وعن الدعم لهذا التوجه نجده ليس إلا من باب الخطابة وليس السياسة فالغرب وامريكا مايعنيهم هو تامين الطاقة والمواد الخام والتصدي للهجرة نحو الغرب وفتح الأسواق الاستهلاكية هذه هي الثوابت الامريكية والغربية المعلنة من خلال الدراسات والأبحاث لعشر سنوات الأخيرة في مراكز ومؤسسات البحوث الامريكية والغربية وهي معروفة للقاصي والداني لكن ماذا عن استمرارية الوجود الإسرائيلي وتفوقه العسكري على دول المنطقة . أن الحديث عن الاستبداد المحلي لايغني عن إدانة الاستبداد الدولي وذرائعه الغير منطقية كالإرهاب الدولي هذه الخرافة التي وجدوها لنا من اجل احتلال دولنا وانتهاك حرماتنا فلايوجد شي اسمه إرهاب دولي دعونا نتعمق في هذا المفهوم ماذا يعني الارهاب الدولي يعني ان إرهابي العالم اجمع المقاومين عرقياَ واثنياَ ودينياَ وبعوامل أخرى يقاتلون من اجل تحقيق هدف واحد ياترى من اجل ماذا يقاتل الإرهابيون الدوليون لايوجد مثل هذا الهدف وكأننا نقول أن شاحنة او حافلة تسير في عدة اتجاهات في وقت واحد فهناك مثلا إرهابيون يقاتلون من اجل انفصال ولاية ما عن الهند وهناك إرهابيون يقاتلون من اجل انفصال ايرلندا الشمالية عن المملكة المتحدة وغيرهم لكن لايوجد ابداَ ارهاب دولي يقاتل من اجل هدف موحد .
في 17يوليو/ تموز 2010 نشرت مجلة الايكونوميسن البريطانيةThe Economist في الصفحة الثالثة عشر مقالاَ بعنوان "شكراَ ارحل او شكرا لكم وداعاَ Thank you and goodbye" واضهرت صورة لتمثال ابو الهول مركب عليه رأس حسني مبارك وهو غائر في رمال صحراء مصر ويقف امامه مواطننان مصريان يتطلعان اليه، وقد اشار المقال الى ان الرئيس المصري والملك السعودي سوف يرحلان وقد اعتبرت المجلة ان الانظمة في مصر والسعودية هي من الانظمة المغلقة ولايمكن ان تستمر.
في 20 يونيو/حزيران 2005 وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس تحدثت قائلة: "تبدأ هنا في الشرق الأوسط في الوقت الحالي مراحل عملية التحول إلى الديمقراطية، وهي عملية مفعمة بالأمل وطويلة الأمد، يطالب فيها ملايين الأشخاص بالحرية لأنفسهم وبالديمقراطية لبلادهم." هذه القولة مؤطرة في موقع "الشراكة الشرق أوسطيةThe Middle East Partnership Initiative-Mepi www.mepi.state.gov".
الموقع ألاستخباراتي الصهيوني "فيلكا Filkka " تحدث عن خطة مطولة ومفصلة، تم وضعها عام 2008 بتمويل وصل إلى 2000 مليون دولار، وهي تتألف من بنود كثيرة، وتفاصيل دقيقة.
عندما ركز موقع "فيلكاFilkka " على مقتضيات الخطة في منطقة الشام أي سوريا ولبنان وبعض ما جوارهما،أنما يشيرالى أن واضعي الخطة واشنطن وتل أبيب وركوب حركات الانتفاضة العربية وفرض اجندات خارجية عليها.
الأمر الذي يجب تسجيله ان التسميات التي استخدمت في تحديد مفاصل الخطة تناغمت مع الفكر الانجلوسكسوني البغيض. حسب موقع "فيلكاFilkka " فإن الخطة تعتمد استراتيجيا ًعلى استغلال رغبة الناس المشروعة في الحرية والكرامة والتخلص من الفساد وتحويل رغبات الناس الى ثورة على النظام عبر أقناع الناس أن طريق الإصلاح من داخل النظام مغلق وان الحل هو ثورة شاملة، واستخدام كلمات براقة ومحببة للناس، وترمز الى ما لا يختلف عليه اثنان، فالكل يحب الحرية ويكره الظلم ويحب العدل ويكره الفساد ويحب الكرامة ويكره الذل فهي حرب الأفكار والأعلام الذكي .
أما تكتيكياً، فقد قسمت الخطة البلد المستهدف إلى ثلاثة مناطق، مدن كبرى ومدن صغرى وقرى، إضافة إلى إنشاء خمسة أنواع من الشبكات:
- شبكة "الوقود": وتتكون من شباب متعلم عامل أوعاطل عن العمل ثم ربطهم بطريقة غير مركزية.
- شبكة "البلطجية": وتتشكل من خارجين عن القانون وأصحاب جرائم من المناطق النائية.
- شبكة "الطائفيين العرقيين": وتتكون من شباب محدود التعليم، من كل طائفة أو عرقية.
- شبكة "الإعلاميين": من قادة مؤسسات المجتمع المدني الممولة أوروبيا وأمريكيا.
- شبكة "رأس المال": من التجار وأصحاب الشركات والبنوك والمراكز التجارية.
وعن طريقة استخدام الشبكات، والربط بينها، تقول الخطة: يتم استغلال طموح الشباب في الشبكة الأولى "شبكة الوقود" عبر عبارات جذابة مثل: يجب أن يكون لك صوت. التغيير لا يمكن تحققه إلا بالقوة. أنت الذي بيدك مستقبلك. صمتك هو السبب.. الخ.
واستغلال قدرات أعضاء الشبكة الثانية "شبكة البلطجية" عبر: التدريب على اعمال القتل المحترفة كالقنص من بعد والقتل بدم بارد. والتدريب على احراق الممتلكات العامة والخاصة بشكل سريع وباستخدام مواد سريعة الاشتعال. والتدريب على اختراق السجون والمراكز الشرطية وابنية الأمن.
ويتم استغلال أعضاء الشبكة الثالثة "شبكة الطائفيين العرقيين" عبر: شحن مشاعرهم لتأييد أو معارضة الحاكم بقوة. وإشعارهم بأن طوائفهم مهددة في كل الأحوال. وزرع مفاهيم استخدام القوة المفرطة ضد الآخرين. وإقناعهم بخيانية كل من يعارضهم في أي شيء. وإيصالهم إلى حالة عمى الألوان بحيث لا يرون سوى أبيض وأسود. واستغلال صغر سنهم وقلة معرفتهم بالتاريخ والجغرافيا حتى يخفف حجم وعيهم وإيصالهم الى حافة الاستعداد لأي شيء.
كما يتم توظيف وتطوير قدرات الشبكة الرابعة "شبكة الإعلاميين" على قيادة الرأي العام عبر: تمكينهم من التواصل مع أجهزة الاعلام بواسطة هواتف فضائية لا يمكن رصدها أو قطعها. وتسويقهم كأشخاص وطنيين لا يعارضون النظام ويدعون إلى المجتمع المدني. وإعداد أطر مدربة على التقنيات الإعلامية الحديثة كالمدونات والانترنت تخدم هؤلاء في التواصل مع الجمهور. وعقد اجتماعات معهم بشكل دوري وتوحيد جهدهم بحيث لا يعارض أحد الآخر.
أما الشبكة الخامسة "شبكة أصحاب رؤوس الأموال"، فيتم استغلال خوفهم على مالهم، بحيث يكونون غير قادرين على التصدي للضغوط. وإثارتهم ضمن لقاءات واجتماعات ضد نظام الحكم وتسريب وزرع أفكار لديهم حول: "البلد بلدكم والأغراب يتحكمون بكم، نظام الحكم يصنع أثرياء لحسابه على حسابكم، انتم الذين تبنون البلد وغيركم يحكمه، الحاكم يسرقكم بالضرائب وأعوانه يستمتعون بها، كل مشاريعكم التجارية خاسرة بسبب الرشوة والفساد، ثرواتكم مهددة ويجب تحويلها إلى خارج البلاد لأن النظام سينهار، سنجعلكم تحكمون البلد بعد انهيار النظام.
واحتوت الخطة، في فصلها "التنفيذي" على سيناريوهات عدة، وتفاصيل دقيقة لكيفية البدء والتحرك، واستغلال الشبكات، وطريقة التحرك. وتعتمد على المراحل التالية:
بالنسبة للشبكة الأولى "شبكة الوقود": اذا تجاوب الشخص المستهدف ننتقل الى مرحلة استغلال حاجته للمال. وعندما يصل عدد الشباب الى 5000 شخص في المدن الكبرى و1500 في الصغرى و500 في القرى الكبرى يبدأون في التعبير عن رغبتهم في التغيير والإصلاح وفي هذه المرحلة يجب تجنب اي كلام يستعدي اي طرف في الناس فلا كلام طائفي ولا حزبي ولا يميني ولا يساري.
وهذه المرحلة ستأتي لاحقا ويتم تنسيق مجموعة من الردود المناسبة لكل اعتراض من قبل غير المتحمسين مثل: اذا قال احد ما هناك تغيير فالرد "لا في تغيير ولا زفت كله كذب بكذب.
اذا قال أحد التغيير قادم فالرد "صرنا نسمع هذا الكلام منذ سنين طويلة". اذا قال احد ان المرحلة غير مناسبة فالرد "ومتى نتحرك، بعد 100 سنة؟
التحرك نحو المركز انطلاقا من الشارع داخل تجمعات موجودة اصلا كالأسواق المزدحمة والمساجد بعد الصلاة والأزقة الضيقة وتقسيم المجموعة المتحركة الى ثلاثة حلقات الهاتفين والمصورين والمتخفين حيث يتجمع الهاتفين في مركز الدائرة ويبدأون داخل التجمع بالصراخ يحيط بهم المتخفون ويحيط المصورون بالجميع واذا حاول احد مناقشة الهاتفين يدافع عنهم المتخفين بدعوى "يااخي دعه يتكلم" وأحيانا اذا لم يحاول تفريقهم احد يقوم المتخفون بالتعدي عليهم وتفريقهم وفي الحالتين "نحصل على صورة ممتازة كمادة اعلامية.
بشكل عام يجب استفزاز السلطة بحيث تنجر الى استخدام العنف والسلطة لديها احد الحلين اما أن تتدخل أو لا تتدخل. اذا لم تتدخل سيبدأ عدد المتحمسين في الزيادة وتنتشر عمليات التخريب والسطو.
إذا تدخلت السلطات واعتقلت احداَ يجب استغلال ذلك إلى أقصى حد ورفع درجة المطالب، واذا كان الأمن قد عذبه فخير وبركة أكثر حيث سيساهم ذلك في تأجيج مشاعر الناس، حيث يمكن استخدام شعارات تربط التعذيب بالنظام كله وليس فقط بقوى الأمن، عن طريق إشاعة المقولات والأفكار التالية: هل رأيتم ما أصاب المسكين هذا ما يريده الحاكم، هذا حرام، الرجل يريد أن يعيش فقط، يعني الأغنياء عندهم وفرة من المال على حساب الشعب، هي حكومة ولا لصوص، المشكلة هي من الرأس الكبير، وهكذا.
وتضيف الخطة أنه عندما يبدأ التحرك في الشارع يجب وبأقصى سرعة اثارة الناس وتحويل المطالب الأولى الى مطالب أعلى سقفا مثل اسقاط النظام ورفض كل الحلول الوسط حتى وإن تعلقت بترضية كل مطالب المحتجين الأولى وتنفيذ ما يلي:
- إدخال الشبكة الثانية "شبكة البلطجية" الى المسرح فورا لمهاجمة كل من المتظاهرين والأمن.
- يجب تصوير أحداث مثيرة للمشاعر الدينية والاجتماعية خاصة مهاجمة نساء ويفضل إن يكن محجبات أو منقبات، ويتم ذلك بقيام متظاهرين بترديد هتافات عامة فاذا هاجمتهم قوات أمنية واضحة فهذا ممتاز جدا واذا هاجمهم مدنيون، يتم اطلاق لفظ " قوات أمن بلباس مدني أو بلطجية النظام" واذا لم يتعرض لهم احد يقوم احد من المجموعة نفسها بالتعرض لهم ولو ادى ذلك الى إصابات خفيفة، ويجب ان تتراوح مدة العرض الإعلامي الدعائية ما بين 20 ثانية إلى حوالى دقيقتين على الأكثر ويجب ان تصور من مكان قريب جدا.
- استخدام صور الدم بشكل مثير، لما له من تأثير كبير على الناس، وإذا قتل احد المتظاهرين يتم إبراز هؤلاء الذين لهم علاقات اجتماعية كبيرة ومتعلمين خاصة أطباء أو مهندسين أو مثقفين.
- استفزاز ما يمكن أن يوصفون بالأغلبية الصامتة اضافة إلى الموالين أو المؤيدين للحاكم واستنزاف طاقتهم وانفعالهم واشغالهم في مهاترات مع الآخرين، وخصوصا القوى ذات التوجه الديني عن طريق اتهامهم بأنهم مخابرات وأبواق للنظام ومنتفعي سلطة وزرع عدم الثقة بينهم وبين الناس وتوتيرهم، والترويج عن قرب نهاية الحاكم.
- ولتقزيم قدرات الجيش والحكومة والجهاز الأمني يرى واضعو الخطة أنه يجب شقهم الى طوائف. وفي حالة امتناع بعض قادة الجيش يتم تهديدهم بالسجن أو الاغتيال واذا أمكن يمكن في ظل الفوضى اغتيال ضباط من رتب عليا وإلقاء اللوم على الحاكم.
- وأخيرا يجب تشكيل مجلس إنقاذ وطني من رجال القضاء والأعمال والوزراء وغيرهم تعترف به الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وعن طريق تطبيق سياسة فرق تسد تتم بعثرة مقدرات القوى الوطنية الحقيقية وشغل الجميع بخلافات جانبية."
الباحث والكاتب الروسي نيكولاي ستاريكوف Nikolay Starikov في حديث له مع قناة روسيا اليوم الفضائية في 21 ابريل/نيسان2011 قال:ان الولايات المتحدة الامريكية تسعى الى الابقاء على هيمنتها على الاقتصاد العالمي كوسيلة للسيطرة على النظام السياسي العالمي"وحسب قوله فاننا نراقب اليوم عملية تدميرية منظمة تقوم بها امريكا وبريطانيا تهدف في المحصلة الى تخريب النظام السياسي والاقتصادي العالمي ،ان امريكا قلقة من انخفاض قيمة الدولار ولكي تبقى العملة القوية الوحيدة في العالم وايضا لإدامة القروض الامريكية ولتحقيق هذا الهدف يتعين اشعال الحروب فالحربان العالميتان الأولى والثانية خلقت القوة الامريكية وجعلتها مهيمنه اليوم فان محاولات واشنطن لجر الكوريتين الى الحرب لم تفلح والهند وباكستان لاتريدان القتال ولم تنشب حرب بين ايران واسرائيل وهنا تلجأ الولايات المتحدة الى الخيار الاحتياطي زعزعة الاستقرار وإشاعة الفوضى في العالم العربي الغني بالثروات .
ان الثورات في الوطن العربي اليوم لها اسابها الموضوعية فهذه البلدان تواجه صعوبات اقتصادية وسياسية حقيقية لكن الا يلفت الانظار الى ان الثورات تنفجر دفعة واحدة او في تسلسل مريب وفي منطقة محدودة تعتبر عصباَ اقتصادياَ خطيراَ في العالم وهو بالتاكيد ليس وليد صدفه وحتى تكتمل الثورة لابد من اراقة الدماء لذلك يظهر على السطوح قناصة مجهولون يطلقون الرصاص على المتظاهرين ويقتلون بعضهم هذه الصوره شاهدناها في تونس وفي مصر وفي ليبيا في بنغازي بالتحديد ونذكر هنا ان المدون الذي ابلغ بان قوات القذافي تخرق الهدنة وبعد ذلك بدأت غارت حلف الناتو فهذا المدون قد قتل في ظروف غامضة وبطلق ناري من قناص مجهول ،القناصة هؤلاء قتلوا 38 متظاهر في اليمن ويمارسون اليوم نفس المهمة في سوريا ويوجد بين القتلى جنود وضباط وتظهر شاشات الجزيرة والبي بي سي صوراَ تظهر دموية النظام الذي يقمع ويقتل المتظاهرين ويعدم الجنود الذين يرفضون اطلاق النار على الحشود المحتجة التقنية واحدة في كل الدول التي تجري فيها الاحتجاجات الشعبية .
وتاتي الضغوط الخارجية المخطط لها ولابد من تدخل شرطي المرور العالمي ليقول ارحل الامر الذي جعل حرب الجيوش تتحول الى حرب الشعوب من اجل استهداف المجتمعات وفق حروب المخابرات فهذه الحروب هي في الأصل المطلوب منها تفكيك سياسي وتقطيع لأوصال الدول ضمن سياسة صناعة الدويلات والانظمة التابعة لها .
وحسب موقع "مبادرة الشراكة الشرق أوسطية www.mepi.state.gov" على الإنترنت، فإنها وزعت في عام 2009 وحده أكثر من خمسين مليون دولار من المنح لهذا الغرض.
ويقول بيان أخر على موقع "مبادرة الشراكة الشرق اوسطيةThe Middle East Partnership Initiative" بأنها تسعى في النهاية لإعادة إنتاج علاقة الولايات المتحدة مع مواطني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأن حكومة الولايات المتحدة تسعى، من خلال مشاريع الشراكة الشرق اوسطية لجعل مواطني المنطقة ينظرون للولايات المتحدة كشريك في جهودهم لخلق التغييرات الإيجابية في مجتمعاتهم.
وقد عانت الولايات المتحدة ردحا طويلا من صورة شديدة الإشكالية في المنطقة مع كثير ممن يعارضون أفكارها وقيمها. لكن الكمية المعتبرة من المال المستثمر في المبادرة الجديدة نتج عنه على ما يبدو بعض التغيير الإيجابي بالنسبة للولايات المتحدة.
وقد نظمت "مبادرة الشراكة الشرق أوسطية"، فيما نظمته، برامج مرتكزة على التعليم، مثل المنح الجامعية، وبرامج تعلم الإنكليزية، وتكنولوجيا التشبيك الاجتماعي. وقد استهدفت تلك البرامج المتعلمين الصغار والناضجين ومعلميهم، مركزة في العادة على الفئات الأقل حظا،وأضاف الموقع: من أجل ديمومة ونمو مجتمع مدني قوي، فإن الأمر الحاسم هو أن يتقدم إلى الأمام "الجيل التالي" من القادة المسلحين بالتدريب والخبرة في بناء الائتلافات والقيام بالحملات السياسية والتفاوض السلمي لتجشم عبء أدوارهم القيادية.
لقد اغدقت الأموال من قبل مشروع مبادرة الشراكة الشرق أوسطية على مراكز البحوث والدراسات الامريكية وعلى منظمات المجتمع المدني وبعض الجهات الشبابية في الوطن العربي وعلى وسائل اعلام لغرض بث سموم وخدع وفبركات الاعلام الأصفر لكي تساهم في تضخيم الاحداث حتى وصلت هذه القنوات والوسائل لحد استصدار قرارات من مجلس الأمن بحق دول استناداَ لتلك التقارير كل مافيها قيل وقال وشهود عيان Eye" witness" وأعطيكم مثالا على ذلك نشرت احدى القنوات الفضائية فيديو لتعذيب أشخاص داخل سجن ادعت تلك القناة إنها في ليبيا وبعد أن تم كشف هذه الفبركة ونشرها على القنوات الليبية تبين أنها لسجناء في العراق يتعرضون للتعذيب في زمن النظام السابق أصدرت بيانا اعتذرت فيه عن هذا الخطأ وان الخطا كان من المصدر على ماذا يمكن أن نستند وهل في الأمر صعوبة من أن يحول هذا الاعلام المظلوم الى جلاد والجلاد الى مظلوم في ظل التقنيات الحديثة والأجهزة التلفزيونية العالية الدقة والتكنلوجيا الإعلامية المذهلة هناك مئات بل الاف الأمثلة حول الاعلام الأصفر في زمن الثورات والاحتجاجات لتلك القنوات التي لم تعرف معنى لشرف وأخلاق المهنة .
أنها الهيمنة الامريكية الحميدة التي يتحدثون عنها باتت على أعتاب أوطاننا واليوم أمريكا تتباكى على قتلانا تصوروا عظم وحجم المؤامرة ماذا حدث لماذا تحولت أمريكا الى هذا المستوى من الحنان ؟ يبكون على قتلانا تحت شعار حماية المدنيين عن أي حماية للمدنيين يتكلمون وهم بطائراتهم يذبحون مئات المدنيين يوميا لم تسلم من غاراتهم أي من المؤسسات الأهلية أو الحكومية والحلف الأطلسي يصف غاراته على الأهداف الليبية بأنها تطبيقاَ لقرار مجلس الأمن بفرض حظر جوي فوق ليبيا بهدف حماية المدنيين من ضربات القوات الحكومية.
في مقال افتتاحي نشرته صحيفة "بيوبلز ووردPeople s world –عالم الشعب- "وهي الصحيفة الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الأمريكي في 21مارس/آذار 2011تحت عنوان "الحرب ليست الإجابة لليبيا "قالت فيه "بعد الضغط من اجل تفويض من الأمم المتحدة بدأت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا حرباَ جوية غير محدودة النهاية في ليبيا مستخدمة صواريخ كروز وقاذفات القنابل والمقاتلات النفائة بهدف معلن هو حماية المدنيين ولكن هناك مصالح أخرى تؤدي لعبتها ،فليبيا غنية نفطياَ وكثير من نفطها ينتهي في الأسواق الأوربية ،أن السياسات النفطية العالمية لها دخل هنا،أن مشهد بريطانيا وفرنسا –الدولتين السابقتين في أفريقيا-وهما تقذفان بالقنابل هذا البلد الشمال أفريقي باسم الديمقراطية يمكن أن يثير علامات منذرة لنا جميعا والرئيس الأمريكي اوباما ردد كثيراَ نيته الابتعاد عن الطريق الذي يعتمد استخدام القوة العسكرية الذي كانت تسلكه الإدارات الامريكية السابقة –مع ذلك فانه باسم مصادر القلق الإنسانية والديمقراطية – انضم الى الدول الاستعمارية القديمة في مغامرة عسكرية خطيرة ليضرب مثلا سيئاَ لمزيد من التدخلات العسكرية الامريكية الأخرى".
صحيفة الغارديان "The Guardian" البريطانية وهي صحيفة ليبرالية لاتدين باليسارية باي حال قالت بتاريخ 23/3/2011"لاشي اخلاقياَ على الاطلاق بشأن تدخل حلف الأطلسي-الناتو- في ليبيا أن الهجمات على ليبيا انما تخاطر بجمود دموي وتشكل تهديداَ للمنطقة ،وليس من بديل الا تسوية عن طريق المفاوضات وأضافت الصحيفة البريطانية "بعد ثماني سنوات من شنها هجومها الكاسح على بغداد وبعد اقل من عقد منذ أن غزت أفغانستان فان القوى الغربية نفسها تقوم بعمل ضد دولة مسلمة أخرى حارقة جنوداَ ودبابات على الأرض وقاتلة مدنيين خلال العملية"والحقيقة المرة الذي تلهب ارياقنا هي تلك العمليات جاءت بطلب مشروع من جامعة الدول العربية ولا ادري أي جامعة تلك أنها مفرقة الدول العربية في زمن أمينها العام عمرو موسى .
وهنا اجد من المناسب أن اختم مقالتي بقول "بينيتو موسولينيBenito Mussolini " "أن أقصى المقاصد التي ترمي لها ايطاليا هي جعل ساحل أفريقيا مخزناَ عالمياَ للحبوب كما كان في عهد الرومانيين".
التعليقات (0)