شمُ النَّسيم يحتفل المصريون منذ آلاف السنين بيوم شم النسيم فيخرجون منذ الصباح الباكر فى هذا اليوم الى الحدائق فى جماعات يتنسمون نسيم الربيع ويأكلون اكلاتهم الشعبية والتى بقيت صامدة امام التاريخ فيأكلون البيض الملون والبصل والفسيخ والخس وكل هذه الاكلات لها رمز واشارة مصرية قديمة , وقد استمر حال المصريين فى الاحتفال بهذا اليوم والذى يصادف دائما يوم الاثنين وهو يحسب بدقة متناهية , حتى ان المصريين وتحت كل العهود وانظمة الحكم لمصر استمروا فى الاحتفال بشم النسيم ففى عهود الاسر الفرعونية القديمة الى عهود حكم اليونانيين(البطالمة) ثم الرومان وحتى الفتح العربى الاسلامى لمصر استمر الاحتفال بشم النسيم بطابعه وباصالته , والتاريخ يشهد ان كل احتفال لمصر الفرعونية كان دائما برتبط بالدين , واذا رجعنا الى تاريخ مصر القديم فى عهد فرعون مصر فى زمن سيدنا موسى نجد ان فرعون عندما اراد ان يتحدى موسى بالسحرة المصريين القدماء كان موعد التحدى هو يوم شم النسيم والذى اطلق عليه القرآن ( يوم الزينة) قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم( موعدكم يوم الزينة وان يُحشر الناس ضُحى) صدق الله العظيم والمعروف ان يوم شم النسيم يخرج المصريون منذالصباح الباكر الى الحدائق والمتنزهات ويتجمعون فى جماعات كبيرة وهكذا كان يوم تحدى موسى ونصر الله له هو يوم شم النسيم .
وعندما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فى العام الاول من الهجرة الى المدينة وكما جاء فى الحديث الشريف ( أنه صلى الله عليه وسلم وجد اليهود صائمون يحتفلون بهذا اليوم وهو الموافق العاشر من محرم وسألهم لم تحتفلون فقالوا ان هذا يوم نصر الله فيه موسى من بطش فرعون فقال عليه الصلاة والسلا م نحن اولى منكم بموسى واذا عشت العام القابل سأصوم التاسع والعاشر من محرم)
وبحسبة بسيطة نجد ان يوم العاشر من محرم فى العام الهجرى الاول يوافق حسب التقويم المصرى القديم أواخر شهر ابريل اى ما يوافق يوم شم النسيم فى هذا العام .
واذا رجعنا الى الديانة اليهودية والمسيحية نجدهم يحتفلون بيوم الفصح او عيد القيامة وهو الاحد السابق ليوم الاثنين (شم النسيم) مما يؤكد عظم هذا اليوم وتوغله فى التاريخ البشرى القديم .
ان يوم شم النسيم يوم احتفل به المصريون واحتفل به اليهود والمسيحيون والمسلمون وهكذا مصر دائما مهد الحضارة والاديان ..
الى كل المصريين فى كل بقاع الارض كل عام وانتم بخير بيوم شم النسيم
التعليقات (0)