علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
اطلت السنة الهجرية برأسها قبل مطلع السنة الميلادية بثلاثة ايام واردنا الاحتفال بهاتين المناسبتين مع الاحتفاظ بخصوصية كل واحدة منهما لكن الحيرة ظلت العلامة الفارقة في هذه المسألة وذلك لان الاحتفال بكل مناسبة يعكس ثقافة احتفالية مختلفة عن ثقافة الاحتفالية الاخرى فمن يحتفل بميلاد السنة الهجرية الجديدة يعكس في احتفاله ثقافة الحزن ويمارس مناسكه على وفق الحديث النبوي الشريف (الحزن رحمة، انما يرحم الله من عباده الرحماء) اما من يحتفل بميلاد السنة الميلادية الجديدة فانه يمارس الفرح ويعيش البهجة على وفق فلسفة (وفي الناس المسرة) ويترتب على هذا الاختلاف في التعبير عن المشاعر ان تكون هناك ممارسات بكائية حزينة وممارسات كرنفالية فرحة تجسد تمايزا بين ثقافتين تعيشهما شعوب ذات ثقل سكاني ممتد على مساحات واسعة من الكرة الارضية! لكن ليسأل المرء نفسه اليست ثقافة الحزن هي الوجه الاخر لثقافة الفرح او بالعكس اليست ثقافة الفرح هي الوجه الاخر لثقافة الحزن وما قيمة الفرح عند الانسان الفرح باستمرار وكيف يشعر الحزين بمعنى الحزن لولا الفرح! وقبل ان يتصدع رأس القارئ الكريم ونحن نعيش اخر يوم من ايام سنتنا الزوجية اقول ان صناعة ثقافة الفرح من اصعب واشق الصناعات فلا تعجب اذا رأيت شعوب العالم تجيد هذه الصناعة وذلك لانها مرت بمخاضات متعددة لتصل في اخر المطاف الى وضع مستقر نسبيا يمكن فيه الاحتفال بمنجز او نجاح او عيد اما نحن وتحديدا الدول الواقعة على خط النار وفي المناطق الساخنة فقد بني تاريخنا وحاضرنا بل وحتى مستقبلنا على تراكم كبير من المآسي والفواجع والخسارات والفرص التاريخية الضائعة فمن اين للفرح ان يطرق بابنا؟
اليس هو اشبه بالخروج من الجلد حين نطلب الفرح في ظل فقدان اسسه ومقوماته في مرتكزات مجتمع يقوم على اسس صحيحة؟
كيف يمكن ان تفرح اذا كان رأس السنة اصلع !؟
التعليقات (0)