الاحتفال بمولد الرسول ليس له معنى

عندما يكون عندنا نظام تقويمي ثابت معروف .. تكون حساباتنا صحيحة ولها معنى .. ولكن عندما لا يكون عندنا تقويم منتظم .. لن يكون لتواريخنا اي معنى ..
بغض النظر عن الروايات الكثيرة التي تختلف على مولد الرسول .. فمولده لا يمكننا قياسه بطريقة عملية، حتى لو علمنا بالضبط متى ولد ..
والسبب هو الآية 36 من سورة التوبة والتي تقول:
"ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا ان الله مع المتقين"
فبهذه الآية التي تعد من الآيات المتأخرات .. تم الغاء النظام الذي كانت تسير عليه العرب في الحساب والذي كان سببه قصور السنة القمرية وفشلها .. فالشهر القمري يختلف عن الشهر الشمسي .. بل حتى الشهور الشمسية تختلف في عدة ايامها .. بل هناك ايضا يوم يضاف الى هذه السنة كل اربع سنوات وهو يوم التاسع من فبراير شباط الغرض منه ضبط السنة .. ومع كل هذا فكل هذه الاضافات لا تجعل السنة مستقيمة مئة بالمئة فهناك تاخير وتقديم يتم ضبطه بين فترة واخرى، فنسبة الخطأ في هذا التقويم هي يوم واحد لكل 3300 سنة!!، ولم يقتصر هذا على التقويم الميلادي بل يسري على معظم الشعوب كالفرس والاقباط وغيرهم فلقد كانوا يضبطون السنة بين الحين والآخر اما باضافة شهور او ايام.

الشيء نفسه كانت تفعله العرب قبل الاسلام وقبل هذه الآية .. فكانوا يضيفون شهرا اسمه (النسيء ) كلما اقتضى الامر، يعادل السنة لكي تتوائم مع السنة الميلادية ..
فجاء الاسلام ليعتبره من اشهر الكفر!
"انما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطؤوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء اعمالهم والله لا يهدي القوم الكافري" التوبة 37
لقد تم الغاء هذا الشهر لاحقا وليس سابقا .. وبهذا فقدنا النظام بعد هذه الاية .. فالتواريخ التي جاءت قبل هذه الاية وكذلك التي جاءت بعدها ليس هناك شيء يربطها ولهذا اصبح الاحتفال بميلاد الرسول دون اي معنى.